البرلمان يرفض خطة الإنقاذ الأوروبية
رفض البرلمان القبرصي باغلبية ساحقة الثلاثاء خطة الانقاذ الاوروبية التي تهدف الى انقاذ الجزيرة من الافلاس، حيث صوت 36 نائبا ضد الخطة وامتنع 19 اخرون عن التصويت، ولم يصوت اي نائب لصالحها.
وقال رئيس البرلمان ياناكيس اوميرو “لقد تم رفض” الخطة.
من جهته، اكد البنك المركزي الاوروبي في رسالة مقتضبة تلقتها وكالة فرانس برس انه سيزود قبرص بكل ما يلزم من سيولة، موضحا انه اخذ علما مساء الثلاثاء برفض البرلمان القبرصي لخطة الانقاذ الاوروبية.
وكتبت المؤسسة المالية الاوروبية في الرسالة ان “البنك المركزي الاوروبي ياخذ علما بقرار البرلمان القبرصي (برفض مشروع خطة المساعدة الاوروبية)، وهو على اتصال بشركائه في الترويكا. ويؤكد البنك مجددا ايضا تزويد كل ما يلزم من سيولة في اطار القواعد المعمول بها”.
وبعد ارجاء التصويت مرتين، اجتمع البرلمان بعد مساء الثلاثاء للتصويت على خطة الانقاذ للحصول على قرض بقيمة 10 مليار يورو مقابل فرض ضريبة على الودائع المصرفية، ما اثار احتجاجات في الجزيرة المتوسطية.
وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان الحكومة ستحاول الان اعادة التفاوض على شروط الخطة مع الجهات الثلاث الدائمة، كما ستسعى في الوقت نفسه الى ايجاد سبل اخرى لجمع مبلغ 5.8 مليار يورو (7,47 مليار دولار) المطلوبة للحصول على مبلغ 10 مليارات يورو في خطة الانقاذ.
ومن بين تلك الخيارات اصدار برنامج سندات خزينة، واعادة هيكلة بنوك الجزيرة ومحاولة اجتذاب مزيد من الاستثمارات من روسيا، حسب وسائل الاعلام.
واثناء جلسة البرلمان دعا رئيس البرلمان ياناكيس اوميرو اعضاء البرلمان الى ان يقولوا “لا للابتزاز” في التصويت على خطة الانقاذ.
وقال اوميرو من حزب ايديك الاشتراكي امام البرلمان “لا يوجد سوى جواب واحد: لا للابتزاز .. القرار ليس اكثر من غارة على حسابات البنوك .. ويجب أن يكون مطلبنا هو اعادة التفاوض على هذا الاتفاق. اذا وافقنا على هذه الضريبة، فلن يبقي اي مستثمر اجنبي امواله هنا”.
من جهته قال النائب عن الخضر جورج بيرديكس “وكأننا نهوي من ارتفاع 10 الاف متر من دون مظلة والهدف الوحيد من هذا القرار هو تدمير الاقتصاد القبرصي لكننا نقول لا لن نصوت”.
ورأى زعيم حزب اكيل الشيوعي اندروس كيبريانو ان “قبرص كبش محرقة بشأن الضريبة على الودائع المصرفية”.
ورفض اكيل الشيوعي (19 نائبا) وايديك الاشتراكي (5 نواب) خطة الانقاذ التي انتقدها ايضا حزب ديكو (وسط-يمين، 8 مقاعد) شريكه في الائتلاف.
وفي حين اعربت المانيا “عن اسفها” لقرار البرلمان، قال مسؤول اوروبي مقرب من يوروغروب ان منطقة اليورو باتت تتوقع عرضا اخر من قبرص.
وقد عبر الاف القبارصة عن فرحتهم الثلاثاء امام البرلمان بعد رفض النواب خطة الانقاذ الاوروبية التي اثارت موجة استياء وغضب في الجزيرة.
وهتف الحشد المتجمع امام البرلمان “قبرص تعود لشعبها” و”شعب موحد لن يهزم ابدا”، وصفقوا كثيرا وهم يعبرون عن فرحة عارمة بعد اعلان نتيجة التصويت داخل البرلمان.
والخطة التي تنص على فرض رسم استثنائي على الودائع المصرفية يصل الى 9,9 بالمئة، رفضتها غالبية من 36 صوتا وامتناع 19 عن التصويت من دون اي صوت مؤيد للخطة.
والثلاثاء كانت المصارف التي لم تفتح ابوابها منذ الاعلان عن الصفقة فجر السبت، مغلقة وستبقى كذلك حتى الخميس حيث تخشى السلطات تدفق المودعين الغاضبين وحصول حركة ذعر.
واعلنت البورصة القبرصية عن تعليق عمليات التداول الثلاثاء والاربعاء لا سيما بسبب هذا الاغلاق.
ومشروع القانون المعدل الذي تم عرضه على البرلمان للتصويت عليه ينص على التخلي عن الضريبة المثيرة للجدل على الودائع المصرفية التي تقل عن عشرين الف يورو، لكنه يبقيها على الودائع الاعلى والواردة في خطة الانقاذ الاوروبية.
واضطرت مجموعة اليورو لاعادة مناقشة الخطة وطلبت مساء الاثنين استثناء اصحاب الودائع التي تقل عن مئة الف يورو.
وقبرص هي خامس دولة تستفيد من مساعدة شركائها لكنها الاولى التي تفرض فيها مثل هذه الضريبة.
ويتوجه وزير المالية القبرصي ميخاليس ساريس الثلاثاء الى موسكو فيما اشارت وسائل اعلام محلية الى انه يمكن ان يتفاوض على قرض روسي جديد للجزيرة.
وكان ساريس اعلن الاثنين للصحافيين انه سيزور موسكو الثلاثاء لاجراء محادثات مع مسؤولين روس.
وفي موسكو عرض غازبروم بنك الروسي على قبرص مساعدة مالية مقابل امتيازات لانتاج الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية، كما ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية اليومية.
وقد تعذر الاتصال بهذه المؤسسة المالية التي تملك 41 بالمئة من اسهمها شركة غازبروم الرسمية للغاز، للتعليق على المعلومات التي اوردتها الصحيفة نقلا عن مصدر داخلي في المصرف.
واعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية ان الرئيس القبرصي سيجري محادثات جديدة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حول خطة الانقاذ.
واكد خريستوس ستيليانيدس “ان الرئيس اجرى الليلة الفائتة اتصالا هاتفيا مع (…) ميركل واطلعها على الوضع في قبرص. وابلغ الرئيس المستشارة عن امكانية خفض احتياجات القرض بواسطة اموال قبرصية”.
واضاف انه “سيجري محادثة جديدة مع ميركل اليوم كما سيواصل اتصالاته مع قادة اخرين”.
وفي برلين، صرح وزير المالي الالماني فولفغانغ شويبله الثلاثاء ان من يوظف “امواله في بلد (يفرض) ضرائب اقل”، عليه تحمل مسؤولية قراره، في رسالة الى المستثمرين الاثرياء الروس الذين ستطالهم خطة انقاذ قبرص بشكل كبير.
من جهتها، اعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد خلال مؤتمر مالي في فرانكفورت (غرب المانيا) الثلاثاء ان على الحكومة القبرصية “الان تطبيق تعهداتها”.