معاذ الخطيب يقلب الطاولة على رأس الائتلاف المعارض…وقطر
باريس – بسّام الطيارة
عشر نتائج لخطوة استقالة «أحمد معاذ الخطيب».
«أحرجوه فأخرجوه» هكذا وصف معارض استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهي الخطوة التي قلبت أجواء أول اجتماع لوزراء الجامعة العربية في الدوحة. بالطبع منذ أن بدأت الضغوط لتشكيل حكومة تمثل المعارضة والخطيب غير راض على طريق تسيير شؤون المعارضة وتدخل القوى الخارجية في رسم مساها. ويبين بيانه الذي وضعه على صفحته على موقع فيسبوك ووجهه إلى الى «الشعب السوري العظيم»، معظم النقاط التي تراكمت لتدفعه لهذا الخيار.
كتب الخطيب «كنت قد وعدت ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية».
ما هي الخطوط الحمراء التي يشير إليها ١) كان يفضل إنشاء هيئة تنفيذية بدل حكومة مؤقتة خوفاً من تقسيم سوريا، فرفض الذهاب أول مرة إلى اسطنبول ما قاد «مصطفى الصباغ»، رجل قطر كما يصفه بعض المعارضين لتراشق علني مع الخطيب.
٢) وأضاف الخطيب «اننا لنفهم المناصب وسائل تخدم المقاصد النبيلة، وليست اهدافا نسعى اليها او نحافظ عليها»، في هذا القول إشارة إلى انتخاب «غسان هيتو» لرئاسة الحكومة المؤقتة ما دفع ١٢ عضواً في الائتلاف إلى تعليق عضويتهم بينما قبل الخطيب على مضض الاسم «الذي أخرج من قبعة الإخوان المسلمين» كما يقول أحد المتابعين.
٣) وانتقد الخطيب في بياهه الدول الداعمة للمعارضة السورية من دون ان يسمها، متحدثاً عن رغبة في «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها» ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وذهب بعيداً بقوله «إن من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبى فله التجويع والحصار»، ومن دون أن يضع أسطراً تحت هذا الملام فهم الجميع أن المقصود بهذه الإشرارت هي قطر بدرجة أولى وتركيا. وقد سارع وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في نفس اليوم (أمس) إلى إعلان أسفه لاستقالة زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض وحثه على إعادة النظر في قراره.
٤) بالطبع القسم الثاني من الشكوى موجه للغرب حين يقول «إن كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الالوف من ابنائه، وتهجير مئات الالوف، والمآسي الاخرى، ليس كافيا كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب بان يدافع عن نفسه».
٥) استقالة الخطيب غطت على حدث أهم ولكن يذهب في نفس السياق، ولربما شجع إمام مسجد الأمويين على هذه الخطوة، وهو إعلان «الجيش السوري الحر» رفضه الاعتراف برئيس الحكومة المعارضة غسان هيتو.
ماذا يمكن أن يحصل الآن؟
أولاً – اكتسب معاذ الخطيب مصداقية كبرى، وأثبت للمواطنين السوريين أنه «مستقل لا يخطع لأي دولة».
ثانياً – بات يستطيع تجديد دعوة الحوار المشروط من دون أي معارضة ولا «بهدلة من قبل كتلة الإخوان في الائتلاف» كما حصل عندما أطلق مبادرته حسب وصف مقرب منه.
ثالثاً – ستفرض خطوة الخطيب فرزاً بين من يريد الحل العسكري وبين من يريد الحل السياسي.
رابعاً – بات معاذ الخطيب الرجل القوي في المعارضة خصوصاً بعد رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بهيتو رئيساً لحكومة مؤقتة، ما يمكن أن يقود المجالس العسكرية لتأييده.
خامساً – بات يمكن لأميركا والغرب تسليح الجيش السوري الحر بعد أن برز خط فاصل بين الفريق المؤدلج إسلامياً والمطالب بحل عسكري من دون التنصل من أعمال الكتائب الجهادية، وبين الخط المعارض العلماني الذي يطمئن شرائح واسعة من الشعب السوري.
سادساً – يحظى الخطيب أصلاً بركيزة تأييد صلبة في داخل الأراضي السورية ولدى العديد من التنسيقيات التي لم تنتمي إلى الائتلاف. وخطوته تؤهب لتقارب يقوي تياره في مواجه تيار الإخوان المسلمين سياسياً.
سابعاً – معاذ الخطيب لم يقطع شعرة معاوية مع الجهاز الديني في الداخل السوري، حتى ولو لم يتوافق معه في مسألة دعم النظام. وقد بان ذلك من نعيه للعلامة محمد سعيد البوطي، الذي تتلمذ عنده، وقد سبب اغتيال البوطي «ألماً شديداً لدى الخطيب» حسب قول مقرب منه.
ثامناً – يمكن للعديد من الوجوه العلمانية أن تخرج من الائتلاف لتنضم إليه بعد أن بات «آلمحاور الأول» في الساحة الدولية. من هؤلاء برهان غليون وكمال لبواني ورياض سيف ووليد البني ومنذ ماخوس «سفير المعارضة» في باريس وريما فليحان إضافة إلى بعض المستقلين.
تاسعاً – لم يعد مستبعداً تقارب مع تجمع هيئة التنسيق وشخصيات ظلت بعيدة عن الائتلاف مثل ميشال كيلو وهيثم مناع.
عاشراً – يتوقع عديدون أن تعلن المحالس العسكرية في الداخل «ولاءها» لمعاذ الخطيب الذي باتت ه شعبية كبرى في الشارع السوري.