روسيا تعارض بحزم منح مقعد سوريا في الأمم المتحدة للمعارضة
عبرت روسيا عن معارضتها الحازمة لمنح مقعد سوريا في الامم المتحدة للمعارضة، وكررت انتقاد الجامعة العربية التي قالت انها تخلت عن الحل السياسي، في حين خلف القصف قتلى وسط دمشق ورسم نائب سوري صورة قاتمة للوضع في درعا جنوب البلاد. وقال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان منح مقعد سوريا للمعارضة “سيقوض سمعة الامم المتحدة”، مجددا تنديد روسيا بجامعة الدول العربية التي منحت مقعد سوريا فيها لممثلي المعارضة المسلحة.
وكان معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض دعا في كلمة له الثلاثاء في قمة جامعة الدول العربية في الدوحة “الدول الشقيقة والصديقة” الى مساعدة ائتلافه على تولي مقعد سوريا في الامم المتحدة والمنظمات الدولية ليحل الائتلاف محل النظام السوري الذي تزداد عزلته.
وقال دبلوماسيون ان دولا عربية تحضر لحملة من اجل منح مقعد سوريا في الامم المتحدة للمعارضة، لكن بكل الاحوال لا يمكن ان يحدث اي تغيير قبل الجمعية العامة المقبلة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر.
وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “لقد تلقينا ببالغ الاسف نتائج قمة جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية. القرارات التي تم تبنيها في الدوحة تعني ان الجامعة تخلت عن التسوية السلمية والاعتراف بالائتلاف الوطني للمعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري يقوض كافة جهود التسوية بما فيها جهود الجامعة العربية”. واعتبر لافروف بالتالي ان وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا لخضر الابراهيمي لن يتمكن من متابعة مهمته.
وميدانيا، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن رئيس جامعة دمشق عامر مارديني قوله ان “عدد الشهداء الذين وقعوا جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون على مقصف كلية الهندسة المعمارية في دمشق ارتفع الى 15 طالبا”. ويستخدم النظام عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة.
وعرضت قناة “الاخبارية” السورية صورا من الكلية ومقصفها، بدت فيها آثار دماء على الارض وكراس وطاولات مبعثرة، اضافة الى لقطات من المستشفى الذي نقل اليه المصابون المضرجون بدمائهم، حيث بدا اطباء يحاولون انعاش طالب ممد على سرير اسود اللون.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة عن مقتل 15 شخصا في القصف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “ما رأيناه اليوم جريمة حرب. يجب ان يتوقف اطلاق قذائف الهاون . غالبية من يقضون جراءها هم من المدنيين”.
عبرت روسيا عن معارضتها الحازمة لمنح مقعد سوريا في الامم المتحدة للمعارضة، وكررت انتقاد الجامعة العربية التي قالت انها تخلت عن الحل السياسي، في حين خلف القصف قتلى وسط دمشق ورسم نائب سوري صورة قاتمة للوضع في درعا جنوب البلاد. واضاف “على طرفي النزاع ان يمتنعوا عن استهداف المدنيين. جامعتا دمشق وحلب، ابرز مؤسستين للتعليم العالي في البلاد، استهدفتا بهجمات دامية”.
ومنتصف كانون الثاني/يناير الماضي قتل اكثر من 80 شخصا في هجوم على جامعة حلب في شمال البلاد، تبادل نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضون المسؤولية عنه. ومنذ مطلع الاسبوع، شهدت هذه المنطقة وسط العاصمة السورية، والتي تضم عددا من المراكز الامنية ومقر هيئة الاذاعة والتلفزيون، سقوط اعداد متزايدة من قذائف الهاون، ادت حتى الاربعاء الى مقتل خمسة اشخاص.
تزامنا، تشهد اطراف العاصمة تصاعدا في المواجهات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في النزاع المستمر منذ عامين واودى بحياة بنحو 70 الف شخص. وقال عضو المكتب التنفيذي للهيئة العامة للثورة السورية احمد الخطيب لفرانس برس عبر سكايب ان “الاشتباكات على اطراف دمشق تشهد تصعيدا في الايام الاخيرة”، متحدثا عن “اشتباكات مستمرة في محيط ساحة العباسيين” على مقربة من حي جوبر (شرق).
وافاد المرصد السوري ان اشتباكات عنيفة تدور على اطراف العاصمة، لا سيما في حي القابون (شمال شرق) والاحياء الجنوبية كالقدم والتضامن. وتحدث المرصد عن تعرض مناطق في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب) “لقصف براجمات الصواريخ من القوات النظامية، ما ادى لسقوط عدد من الجرحى”.
وفي غرب العاصمة، قال المرصد ان “مسلحين مجهولين استهدفوا حافلة تقل عمالا في المؤسسة العامة للاتصالات كانوا في طريقهم الى حي مزة 86” الذي تقطنه غالبية علوية، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد. واسفر الهجوم عن “استشهاد طفلة في العاشرة من عمرها هي ابنة سائق الحافلة وموظف في مركز هاتف المزة”، بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن قصف بالطيران الحربي على مناطق عدة منها عربين والنشابية ودير سلمان، في حين تدور اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق مختلفة منها زملكا ومعضمية الشام وداريا. وتشن القوات النظامية منذ مدة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه دمشق.
في محافظة القنيطرة (جنوب)، افادت مصادر المعارضة عن “العثور على جثامين 16 رجلا مقتولين رميا بالرصاص قرب قرية صيدا الحانوت على الحدود الادارية مع محافظة درعا”، مشيرا الى ان ثلاثة منهم هم من القوات النظامية.
وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس الى مقتل 104 اشخاص هم 26 جنديا و43 مدنيا و35 مقاتلا معارضا، في حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا.