كوريا الشمالية تستعد لإطلاق صاروخ متوسط المدى
قال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل يوم الاربعاء ان كوريا الشمالية تنزلق نحو “خط خطير” بتهديداتها شبه اليومية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.وقال هاجل في مؤتمر صحفي بالبنتاجون لبحث ميزانية الوزارة لعام 2014 “كوريا الشمالية بتصريحاتها المولعة بلغة الحرب وأفعالها … تنزلق لتقترب جدا من خط خطير.”وأضاف “هذه الافعال والأقوال لا تساعد في نزع فتيل موقف قابل للاشتعال.” وعندما سئل ان كان على المواطنين الامريكيين ان يشعروا بالقلق إزاء التهديدات قال ان الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن مواطنيها ومواطني حلفائها من أي عمل قد تقوم به كوريا الشمالية.
قالت كوريا الجنوبية يوم الأربعاء إن هناك احتمالا “كبيرا للغاية” بأن تطلق كوريا الشمالية صاروخا متوسط المدى في أي وقت على سبيل استعراض القوة.
وقال وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونغ سى إن بلاده طلبت من الصين وروسيا التوسط لدى كوريا الشمالية لتخفيف التوتر الذي تزايد منذ أن فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعدما أجرت ثالث تجربة نووية في فبراير شباط.
ويقول معظم المراقبين إنه لا توجد لدي بيونغيانغ نوايا لإشعال حرب قد تؤدي إلى تدميرها لكنهم حذروا من مخاطر سوء التقدير في شبه الجزيرة الكورية التي تحتشد فيها قدرات عسكرية كبيرة.
لكن الأمور تتسم بالهدوء في سول التي اعتادت على اللغة العدائية من جانب كوريا الشمالية في عهد زعيمها كيم جونغ أون (30 عاما).. فالمكاتب تعمل بشكل عادي ومقاهي وسط المدينة امتلأت بالزبائن.
وارتفعت أسعار الأسهم في بورصة سول 0.77 بالمئة بعدما منيت هذا الأسبوع بأكبر هبوط منذ أربعة أشهر ونصف الشهر لكن التداول كان محدودا. وارتفعت قيمة عملة كوريا الجنوبية بنسبة 0.3 بالمئة.
وقال مسؤولون آخرون في سول إن بلادهم رفعت مستوى مراقبتها لكوريا الشمالية. وتم رصد ناقلات صواريخ في إقليم هامجيونج الجنوبي على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية وهو موقع محتمل لإطلاق صاروخ.
وتحتفل كوريا الشمالية في الأيام القليلة القادمة بعدة مناسبات من الممكن أن تستعرض فيها قوتها العسكرية.. ومنها الذكرى السنوية الأولى لتولي كيم السلطة رسميا وذكرى مرور 20 عاما على حكم والده كيم جونغ إيل الذي توفي عام 2011 والذكرى السنوية لميلاد كيم إيل سونج مؤسس الدولة الشيوعية وجد الزعيم الحالي.
واختفت في وسائل الإعلام الكورية الشمالية يوم الاربعاء التهديدات شبه اليومية لكل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مع التركيز على الاحتفالات القادمة.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لتجمعات حاشدة منها تجمعات لنساء في ملابس تقليدية يستعمن لخطب ويضعن زهورا عند نصب تذكارية ويشاركن في مسابقات للطهي.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الشعب “يبذل قصارى جهده لتزيين المدن.” وأشار تقرير آخر إلى “زيادة الإنتاج” في قطاعات الفحم والحديد والصلب والأخشاب بينما تظهر الأرقام تجاوز المستهدف لخطة ربع سنوية وضعتها السلطات.
وفي واشنطن صرح الاميرال صامويل لوكلير قائد القوات الامريكية في منطقة المحيط الهادي بأن الجيش الامريكي يعتقد ان كوريا الشمالية حركت عددا من صواريخ موسودان الى ساحلها الشرقي.
والمسار الذي سيتخذه الصاروخ إذا أجريت التجربة ليس واضحا إذ أن كوريا الشمالية امتنعت عن إبلاغ الهيئات الدولية بالمسار الذي تتوقع أن يمضي فيه الصاروخ وإن كان من المستبعد أن يكون موجها لكوريا الجنوبية مباشرة.
وتقول كوريا الجنوبية إن مدى الصاروخ موسودان يبلغ 3500 كيلومتر أو أكثر الأمر الذي يضع اليابان في نطاقه بل وقد يهدد جوام حيث توجد قواعد أمريكية. أما بالنسبة لكوريا الجنوبية فإن صواريخ سكود الكورية الشمالية قصيرة المدى يمكن أن تصل إليها.
وقال يون وزير خارجية كوريا الجنوبية في جلسة برلمانية “طبقا لمعلومات المخابرات التي حصلت عليها المخابرات لدينا والمخابرات الأمريكية فإن احتمال أن تطلق كوريا الشمالية صاروخا كبير للغاية.”
وأضاف أن كوريا الشمالية قالت إنها قد تطلق صاروخا من طراز موسودان “في أي وقت اعتبارا من الآن.”
وأبلغ مسؤول عسكري رفيع وكالة يونهاب الكورية الجنوبية اليوم الأربعاء أن القيادة المشتركة للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية في سول رفعت الوضع الدفاعي المعتاد بحيث يجري تعزيز عمليات المراقبة وزيادة عدد أفراد المخابرات.
وذكرت يونهاب أيضا أن كوريا الجنوبية التي لم تنضم إلى المنظومة العالمية للدفاع الصاروخي التي تقودها الولايات المتحدة تعتزم تطوير منظومة خاصة بها. ونقلت عن مسؤول عسكري كبير لم تكشف عن اسمه قوله إن هذه المنظومة قد تتضمن أجهزة رادار للإنذار المبكر وأنظمة للدفاع الصاروخي تطلق من البحر والبر وإنها قد تستخدم بالتعاون مع منظومة الإنذار المبكر الأمريكية التي تعتمد على الأقمار الصناعية.
وقال يون إنه يقوم بالتنسيق مع الصين وروسيا “لبذل جهود لإقناع كوريا الشمالية بتغيير موقفها.”
والصين هي الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية رغم أن تأثيرها على بيونغيانغ موضع شك كما أن بكين وافقت على فرض عقوبات جديدة. وكانت روسيا تدعم كوريا الشمالية في عهد الاتحاد السوفيتي السابق لكن نفوذها تلاشى.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اجتماع مع نظيره الأمريكي جون كيري في لندن التي تستضيف اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني “ليس هناك خلاف مع الولايات المتحدة بشأن كوريا الشمالية.”
ونقل عن لافروف قوله في إشارة إلى تدريبات عسكرية سابقة أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية “يجب على المرء الا يخيف أحدا بالمناورات العسكرية.” وأضاف “هناك فرصة لأن تهدأ الأمور.”
وأصدر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية نداء جديدا بضبط النفس ولم يذكر شيئا عن أي جهد محتمل لإحداث تغير في سياسة كوريا الشمالية.
وأجرت بيونغيانغ تجارب على اطلاق صواريخ سكود القصيرة المدى. ولا يعرف عدد صواريخ موسودان ونودونج الاطول مدى.
وكانت كوريا الشمالية قد هددت بهجوم نووي يستهدف الولايات المتحدة وبشن “حرب” على كوريا الجنوبية في تهديدات تهدف فيما يبدو لتعزيز التأييد لزعيمها الشاب في الداخل.