كل شرطة أميركا تبحث عن الشيشاني (١٩ عاماً)
تجري مطاردة واسعة النطاق الجمعة قرب بوسطن التي اغلقت بالكامل للعثور على شاب في التاسعة عشرة من اصول شيشانية يشتبه في اقدامه مع شقيقه الذي قتل ليلا على تنفيذ اعتداء ماراثون المدينة قبل اربعة ايام.
وصدرت الاوامر الى سكان بوسطن وضواحيها البالغ عددهم حوالى مليون نسمة بالبقاء في منازلهم، فيما توقف النقل المشترك واغلقت المدارس الرسمية ومنع تحليق الطائرات.
واتخذ شرطيون بالخوذات وبزات القتال مراكز في الشوارع وعلى اسطح بعض المنازل في واترتاون بالضاحية الغربية لبوسطن حيث جرت ليلا مطاردة الشقيقين بعد تسريع هائل للتحقيق.
والشقيقان من اصول شيشانية وتم التعريف بهما على انهما تامرلان تسارناييف الذي قتل ليلا ويبلغ من العمر 26 عاما، وشقيقه الذي ما زال هاربا جوهر تسارناييف ويبلغ من العمر 19 عاما.
وهاجر الشقيقان الى الولايات المتحدة قبل حوالى 10 سنوات على ما اكد خالهما رسلان تسارني الجمعة، مؤكدا انه يشعر “بالخزي” لفكرة انهما قد يكونان ضالعين في التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 180 تقريبا في بوسطن الاثنين.
وصرح “ان الذين يستطيعون ارتكاب فظاعة مشابهة فاسدون” فيما بدا عليه الذهول امام منزله في ضاحية واشنطن.
وافاد ان الشقيقين كانا يقيمان في كامبريدج في ضاحية بوسطن.
والجمعة تحدث رجل قدم نفسه على انه والدهما ويدعى انزور تسارناييف من محج قلعة، عاصمة داغستان، واكد “برأيي ان اجهزة الاستخبارات اوقعت بولدي لانهما مسلمان متدينان”.
وتابع الرجل “الصغير يختبىء الان. كنا ننتظر وصولهما لقضاء الاجازة” موضحا ان جوهر يدرس الطب في الولايات المتحدة.
اما الاكبر فكان طالب هندسة سابقا وانتقل الى الملاكمة وكانت لديه صفحة خاصة على موقع يوتيوب فتحها في اب/اغسطس 2012 حيث اشار الى تفضيله عددا من التسجيلات في ملفي “اسلام” و”ارهاب”.
وهو الرجل الذي نشر مكتب التحقيقات الفدرالية صوره في موقع التفجيرين الاثنين حيث بدا واضعا قبعة سوداء وحاملا حقيبة ظهر سوداء. اما الاخ الاصغر فوضع قبعة بيضاء بالمقلوب.
ونشرت شرطة بوسطن الجمعة صورة جديدة لجوهر بدا فيها فتى ذا عينين بنيتين وشعر كث.
ويشتبه في وضع الشابين العبوتين اليدويتي الصنع اللتين انفجرتا قرب خط النهاية في الماراثون الاثنين في وسط بوسطن.
واثار الهجوم الذي لم يتبنه احد الصدمة في المدينة واحيا في الولايات المتحدة ذكريات 11 ايلول/سبتمبر.
وفيما كانت الشرطة تبحث عن شريك ثالث اشار رئيس شرطة بوسطن اد ديفيس الى ان جوهر تسارناييف يعتبر خطرا جدا.
وصرح “نعتقد انه ارهابي. نعتقد انه رجل جاء الى هنا لقتل الناس” وذلك بعد مطاردة ليلية استغرقت ساعات تخللها تبادل كثيف لاطلاق النار قتل فيه شرطي برصاص احد الشقيقين.
من جهته، اعلن حاكم ماساتشوسيتس (شمال شرق) ان “عملية مطاردة واسعة” تجري صباح الجمعة في بوسطن وضواحيها للعثور على المشبوه الفار، داعيا السكان الى البقاء في بيوتهم.
وقال ديفال باتريك في مؤتمر صحافي “نطلب من الناس البقاء في بيوتهم واغلاق الابواب والا يفتحوا الباب لاي شخص لا يعرف عن نفسه بانه من الشرطة”.
واضاف ان “هذا الامر ينطبق على واترتاون وكمبريدج وولثام ونيوتاون وبلمونت، وحاليا كل بوسطن”.
واعلن مسؤول رفيع في الحكومة الاميركية ان الرئيس باراك اوباما اطلع على اخر تطورات الاحداث “طوال الليل” وجمع صباح الجمعة فريقه للامن القومي في غرفة ادارة الازمات في البيت الابيض لبحث تقدم التحقيق.
وبدأت مطاردة الرجلين ليلا في كامبريدج في حرم جامعة مساتشوسيتس للتكنولوجيا غرب بوسطن.
وفي الساعة 22,30 عثر على شرطي مقتولا في سيارته حيث علمت الشرطة ان الفارين سرقا سيارة بعد تهديد مالكها بسلاح واخذه رهينة. وافرج عن الاخير بعد 30 دقيقة.
وبدأت بعد ذلك عملية المطاردة التي اصيب فيها شرطي اخر بجروح.
في هذه المطاردة قتل الاخ الاكبر واعلنت وفاته في المستشفى في الساعة 01,25 (05,25 ت غ).
وياتي هذا التسارع الهائل في التحقيق بعد اقل من 12 ساعة على نشر الاف بي اي صور الشابين موجها نداء الى السكان للمساعدة على رصدهما.
وكان الاف بي آي نشر الخميس الصور الاولى للمشبوهين بعد ساعات قليلة من كلمة مؤثرة القاها الرئيس باراك اوباما في ذكرى ضحايا تفجير الماراثون في كاتدرائية المدينة.
وتفحص المحققون بدقة كميات كبيرة من الصور التي التقطت خصوصا بواسطة كاميرات المراقبة في المحلات القائمة في محيط الماراثون، او كاميرات الصحافيين الذين يتابعون الحدث.
وبعد اربعة ايام من اخطر اعتداء يرتكب في الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، لم يتوصل المحققون الى معرفة الدوافع في غياب اي تبن كما لا ترجح اي فرضية بين الارهاب الدولي والداخلي.
ولكن لديهم فكرة اكثر وضوحا عن تركيبة القنابل اليدوية الصنع التي ادمت وسط بوسطن حيث احتشد عشرات الاف الاشخاص على مسار الماراثون السنوي الذي يعتبر تقليديا مناسبة شعبية.
وكانت القنابل جمعت في طناجر ضغط عثر على احد اغطيتها على سقف فندق قريب مؤلف من ستة طوابق ما يدل على قوة الانفجار.