الأسد: الرئيس لا يستطيع ان يتنازل عن صلاحياته
اعلن الرئيس السوري بشار الاسد مساء الخميس انه لن يتردد في ترشيح نفسه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2014، اذا وجد ان الشعب يرغب بذلك، مؤكدا في الوقت نفسه ثقته “بالنصر” في “الحرب التي تشن على سوريا” منذ اكثر من سنتين.
وقال الاسد في مقابلة مع تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله اللبناني ردا على سؤال حول احتمال ترشحه، “لن تكون هناك رغبة الا رغبة الشعب السوري (…). عندما ياتي التوقيت واشعر ان هناك حاجة للترشيح -هذه الحاجة يحددها تواصلي مع المواطنين وشعوري بانهم يرغبون بهذا الترشيح- فلن اتردد. اما اذا شعرت بان الشعب السوري لا يريده، (..) لن اترشح”.
وردا على سؤال عن استعداده للقبول بحكومة انتقالية ب”صلاحيات كاملة” كما ينص عليه اتفاق جنيف، قال الاسد “يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، والدستور (السوري) يعطي الحكومة صلاحيات كاملة. الرئيس هو قائد عام للقوات المسلحة ورئيس مجلس القضاء الاعلى. اما باقي المؤسسات فتتبع للحكومة. تغيير صلاحيات الرئيس يتبع للدستور. الرئيس لا يستطيع ان يتنازل عن صلاحياته”.
واضاف ان هذه الامور قد تطرح في مؤتمر “جنيف-2” المقترح من واشنطن وموسكو والمدعوم من الامم المتحدة بهدف ايجاد حل للازمة السورية “وعندما نتفق على شيء -اذا اتفقنا- على شيء نطرحه على استفتاء الشعب السوري. لكن تعديل الدستور لا يقوم به الرئيس ولا الحكومة”.
واوضح الاسد ان “الشرط الوحيد” للمشاركة في مؤتمر جنيف هو طرح ما يتفق عليه على الاستفتاء في سوريا.
وقال “شرطي الوحيد ان اي شيء ينفذ داخليا او خارجيا يخضع لارادة الشعب السوري ولاستفتائه. هذا هو الشرط الوحيد الحقيقي”.
واشار الى ان الحكومة السورية تمثل الشعب السوري و”عندما نذهب الى هذا المؤتمر (…)، نحن نعلم اننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها. عندما نفاوض العبد بالمظهر نحن نفاوض السيد بالمضمون”.
وتوقع عقد المؤتمر “الا اذا حصلت عرقلة من باقي الدول”، معتبرا ان “مبدأ اللقاء، وصيغة اللقاء صيغة جيدة”.
وتتهم دمشق الدول الغربية والسعودية وقطر وتركيا بدعم المعارضة وتسليحها.
من جهة ثانية، اقر الاسد للمرة الاولى بمشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني الى جانب قوات النظام في المعارك في سوريا، الا انه قال ان الهدف من هذه المشاركة ليس “الدفاع عن الدولة السورية” انما محاربة اسرائيل وحماية “المقاومة”.
وقال “اذا كان يريد حزب الله ان يدافع عن سوريا او المقاومة، ويريد ان يرسل مقاتلين للقيام بذلك، كم سيرسل بضع مئات؟ الف؟ الفين؟ نحن نتحدث عن عشرات الالوف من الارهابيين ان لم يكن اكثر من ذلك… ومئات الالوف من الجيش السوري. هذا العدد الذي يمكنه ان يساهم فيه الحزب مقارنة بعدد الارهابيين والجيش ومقارنة بالمساحة السورية لا يحمي نظاما ولا دولة”.
وتساءل “اذا قيل انه يدافع عن الدولة السورية، لماذا اليوم وليس قبل ذلك؟ لماذا لم نر حزب الله في دمشق او حلب؟ المعركة الاكبر هي في دمشق وفي حلب وليس في القصير”.
ثم اضاف “هذا كله مربوط بعملية خنق المقاومة. ليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية. كل ما يحصل في القصير مرتبط بموضوع اسرائيل. (…) انها المعركة القديمة الجديدة. ليس المهم القصير كمدينة انما المهم الحدود، المطلوب خنق المقاومة برا وبحرا”.
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اكد في خطاب القاه السبت الماضي ان مقاتلي حزبه يشاركون في القتال في سوريا لان دمشق هي “ظهر المقاومة وسندها” ولان الحزب لن يسمح بسقوطها في “ايدي الاميركيين والاسرائيليين والتكفيريين”.
وتؤكد تقارير غربية ودولية ان الاراضي السورية هي الممر الذي يصل عبره السلاح الى حزب الله من ايران.
وجدد الاسد التاكيد ان نظامه سينتصر في المعركة ضد المعارضة التي تطالب برحيله.
وقال “هناك حرب عالمية تشن على سوريا وعلى النهج المقاوم. ثقتنا بالنصر اكيدة. واؤكد ان سوريا ستبقى واكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في اي مكان من العالم العربي”.
وردا على سؤال عن الرد السوري على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مواقع للقوات المسلحة في دمشق وريفها قبل اسابيع، قال الاسد “هناك ضغط شعبي واضح في اتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة”، مضيفا “حتى ان هناك وفودا عربية تسال اين يتسجل الشباب الذين يريدون ان ياتوا ليقاتلوا”.
وتابع “عملية المقاومة ليست عملية بسيطة، ليست فقط عملية فتح جغرافي، هي قضية سياسية عقائدية وبالمحصلة تكون قضية عسكرية”.
واضاف “الدولة لا توجد مقاومة. ان لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فليست مقاومة”.
واوضح ان اسباب الضغط لفتح الجبهة هي “الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي تساعد في خلق هذه الرغبة وهذا الدافع”، و”انشغال الجيش والقوات المسلحة في اكثر من مكان على الارض السورية”.
وقال الرئيس السوري ان “هذا يعطي شعورا لكثير من المواطنين بان من واجبنا ان نقوم بالتحرك لندعم القوات المسلحة على هذا الصعيد”.