توكل كرمان تدعم الإخوان في مصر وتثير غضب ناشطين
ما تزال تصريحات القيادية في حزب الإصلاح اليمني (الاخوان المسلمون) والحاصلة على جائزة نوبل، توكل كرمان، حيال الشأن المصري تثير ردود أفعال غاضبة ومستنكرة لناشطين سياسيين في اليمن، بعد أن أثارت استياءً كبيراً في مصر.
وقد رددت كرمان المطالبة باستعادة حكم الأخوان في مصروعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ، وصولاً إلى التحريض على الحكم الجديد ودق طبول الحرب.
وقال الناشط والباحث في التواصل السياسي عبد الحفيظ النهاري ليونايتد برس انترناشونال” أتصور أن الأخت كرمان تتناقض مع مضمون وأهداف نوبل في تحقيق السلام والعدالة والأمن العالمي والوطني من خلال انحيازها الحزبي والعقائدي للمجموعات المتطرفة “.
وأضاف النهاري “أصبحت رسالتها أقرب إلى إذكاء الفتن وخلق بؤر الصراع لخدمة أجندة حزبية ضيقة لا تتسق ورسالتها التي بفترض أن تكون إنسانية وعالمية”.
وأشار إلى أنها في التعامل مع ما يحدث في مصر ” تستفز غالبية الشعب المصري وتنحاز إلى تنظيمها ( الإخوان المسلمون) على حساب أولويات الشعبين المصري واليمني مما يتسبب في الإضرار بالعلاقات بين البلدين .
وكانت كرمان أعلنت أنها ستذهب إلى مصر لتنضم إلى المعتصمين في ساحة رابعة العدوية (أنصار الرئيس المعزول مرسي)” لأنها لا تستطيع إلا أن تكون مع الأحرار” وشنت هجوماً على الحكم الجديد وسمتّهم “الانقلابيون” واعتبرت أن السياسي المصري محمد البرادعي جاء “على ظهر دبابة”.
وتقدم المحامي المصري طارق محمود ببلاغٍ ضد كرمان لدى المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، طالب بمنعها من دخول مصر.
وقال في بلاغه إنها “دأبت على التحريض على الشعب المصري عن طريق تأليب الرأي العالمي على الثورة المصرية بالتصريحات الصادرة منها والتي اتهمت فيها الجيش والشرطة بارتكاب مجازر ضد أنصار المعزول محمد مرسي”.
وذكر البلاغ أن كرمان”تقاضت مليوني دولار من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان للانضمام إلى معتصمي رابعة العدوية لنقل صورة مشوهة”.
وقالت الدكتور خديجة الماوري، الاستاذة المحاضرة بجامعة صنعاء إن كرمان واجهة “الاصلاح والإخوان ..وهم لا يعرفون البرتوكولات ولا السياسة وهذا ما تعب منه الشعب المصري العريق والحضاري”.
وكان الكاتب الصحفي الصحفي المصري مصطفى بكري توجه في حديث تلفزيوني إلى كرمان قائلاً “هنضربك بالقباقيب كما حدث مع شجرة الدر، إذا جئت لاعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية”.
من جانبه قال الناشط اليمني عبد الرشيد الفقيه رئيس (منتدى الحوار) ليونايتد برس انترناشونال”يذهب البعض لمعارضة الفريق السيسي(عبد الفتاح) أو الرئيس مُرسي(محمد) في مصر بشجاعة ، فيما هو في بلده اليمن يُمجد الرئيس هادي(عبد ربه منصور) وخطاياه على فداحتها، ويعتبره بطلاً وقائداً للثورة فقط لأن الجماعة التي ينتمي إليها سلمت هنا وعارضت هناك”.
وأضاف ” الأمر بالنسبة لي مُجرد دور عصبوي لا علاقة له بأي مبادئ أو قيم ، واختبار الموقف هو ثباته واستمراريته “.
ولا يكاد يمضي يوم دون أن تنشر كرمان على موقع تويتر تغريدات منحازة لإخوان مصر وتنال من المسؤولين المصريين و”ثورة 30 يونيو” ، وقيادة الجيش المصري الذين تصفهم بقادة الانقلاب العسكري، كما انتقدت دولتي الإمارات والسعودية.
وأشهر تغريداتها “كلما زدنا سجينا يا سيسي طاح عرشك” على وزن مقولتها التي حرضت بها وحزبها إبان انتفاضة الإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدا لله صالح..”كلما زدنا شهيد ..يا علي طاح عرشك”.بالاضافه الى قولها “يا سيسي يا بلطجي با نجيلك با نجي “.
واثارت تهكمات كرمان ردود فعل غاضبة بين متابعيها على( تويتر وفيسبوك ) الذين شنوا عليها وعلى مواقفها تجاه مصر واليمن حملة عنيفة، وتداولوا صوراً لها مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ومسؤولين إسرائيليين،وأوردوا تناقضات مواقفها حين وقفت مع ثورة 30 يونيو ثم غيّرت رأيها.
وكانت كرمان طالبت أيضاً بمحاكمة الفريق السيسي وعودة مرسي حيث رد الصحافي بكري عليها قائلاً” من أنت حتى تتطاولي على الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وما كان الغرب ليعطيك جائزة نوبل إلا لسعيك لتمزيق اليمن، ياريت تيجي مصر، ولن تخرجي من مطار القاهرة”.
وقال المحامي اليمني نزيه العماد ليونايتد برس أنترناشونال تعليقا على مطالبات كرمان بمحاكمة السيسي وعودة مرسي” أصبح الموضوع يستوجب تدخلاً من الطب النفسي.لأنها باتت كل يوم تفتح بابا للإخوة المصريين لكي يغضبوا منا.. كان الاولى بها مناصرة المسحوقين في اليمن جراء السياسيات الاقتصادية الاخيرة”.
ولكن الأمر تفشى في وسائل التواصل الاجتماعي اليمنية حيث تستمر السخرية والتهكم من مواقفها عبر تعليقات لاذعة لنشطاء اعتبروا أنها لا تمثل الشعب اليمني وإنما تمثل “أخوان اليمن وصانعوها”.
من جهتها عبرت كرمان عن سخطها لتداول المواقع الاخبارية اليمنية والصحف ومن اسمتهم “مواقع بلاطجة اليمن “وصفحاتهم الاجتماعية نشر هذيان “بلاطجة مصر .. لأن البلاطجة يرشفون من مستنقع واحد”.
وولدت كرمان، ابنة السياسي والقانوني المعروف عبد السلام خالد كرمان، بمحافظة تعز اليمنية عام 1979 وهي كاتبة صحافية وناشطة في مجال حقوق الإنسان ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وحازت على جائزة نوبل للسلام للعام 2011 بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما غوبوي.
وساهمت كرمان، العضو في (حزب الاصلاح) في كتابة تقارير حول الحريات الصحفية والفساد في اليمن ، وقادت اعتصامات وتظاهرات سلمية،و كرمتها السفارة الأمريكية ومنحتها جائزة الشجاعة واختيرت من قبل منظمة (مراسلون بلا حدود ) كواحدة من سبع نساء كبار أحدثن تغييراً في العالم .