سوريا سلمت قائمة أولى بالأسلحة الكيميائية
اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة انها تسلمت من دمشق قائمة اولى بالاسلحة الكيميائية السورية في اطار برنامج تفكيكها، وذلك عشية انتهاء المهلة التي حددها الاتفاق الروسي الاميركي حول الاسلحة الكيميائية السورية.
من جانبه، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة انه تباحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن قرار “قوي” في مجلس الامن حول نزع الاسلحة الكيميائية في سوريا.
وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في رسالة الكترونية وجهتها الى وكالة فرانس برس ان “منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تسلمت من جانب الحكومة السورية لائحة اولى بشان برنامجها للاسلحة الكيميائية”.
واضافت ان “الامانة الفنية للمنظمة تقوم حاليا بدراستها”.
من جهته اكد دبلوماسي في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس تلقي اللائحة الخميس “وهي طويلة نسبيا وتجري ترجمتها”.
ونص الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين موسكو وواشنطن نهاية الاسبوع الماضي في جنيف بشان تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية، على ان تقدم سوريا جردا كاملا بترسانتها الكيميائية من اسلحة ومنشآت.
وسيبحث المكتب التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية قريبا انضمام سوريا لاتفاقية 1993 لحظر هذه الاسلحة وهو ما نص عليه ايضا الاتفاق الروسي الاميركي علاوة على بدء برنامج ازالة اسلحة الدمار الشامل السورية.
وكانت المنظمة اعلنت في وقت سابق ارجاء اجتماعها الذي كان مرتقبا هذا الاسبوع في لاهاي بمقر المنظمة . ولم يتم تحديد موعد جديد لهذا الاجتماع الذي تاجل اكثر من مرة.
في واشنطن، قال كيري الجمعة انه بحث مع لافروف في “محادثة هاتفية طويلة” في “تعاونهما، ليس لتبني قواعد (منظمة حظر الاسلحة الكيميائية) فحسب بل لاصدار قرار قوي وحازم في الامم المتحدة”.
ويجري الوزيران اتصالات يومية حول الملف السوري وتوصلا في 14 ايلول/سبتمبر الى اتفاق في جنيف حول تفكيك الترسانة الكيميائية لنظام دمشق.
والخميس دعا كيري مجلس الامن الدولي الى ان يتبني “الاسبوع المقبل” القرار الرامي الى ارغام سوريا على احترام خطة تفكيك ترسانتها. ومنذ الاثنين تسعى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) الى التوصل الى اتفاق لاصدار هذا النص.
وشدد كيري قبل توجهه الاحد الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، على اهمية “ان يعبر المجتمع الدولي (عن موقفه) بصوت عالي وقوي”، داعيا الى قرار “يؤكد بأقوى العبارات على اهمية تحرك تنفيذي ليتخلص العالم من الاسلحة الكيميائية السورية”.
وتعارض روسيا، حليفة سوريا، اي اشارة الى اللجوء الى القوة ضد دمشق.
وكان الائتلاف السوري المعارض شجب في وقت سابق اليوم ممارسات “الدولة الاسلامية في العراق والشام” التي وصفها ب”القمعية” وابتعادها عن الجبهات مع قوات النظام لمحاربة “قوى الثورة”، وذلك بعد يومين من سيطرة “داعش” في معركة خاطفة على مدينة في شمال سوريا منتزعة اياها من ايدي لواء منضو ضمن الجيش الحر.
وندد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان اليوم “بعدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين”، معتبرا ان ممارساتها “خروج عن إطار الثورة السورية”.
وهي المرة الاولى التي ينتقد الائتلاف بهذا الوضوح تنظيما جهاديا، بعدما اكتفى في مراحل سابقة بالتمايز عن المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام، من دون رفضها.
وانتقد الائتلاف “ارتباط التنظيم بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية”، و”تكرار ممارساته القمعية واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية”.
كما انتقد احتكام الدولة الاسلامية الى “القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعها بمحاربة كتائب الجيش الحر كما حدث مؤخرا في 18 آب/أغسطس بمدينة اعزاز بريف حلب”، مشيرا الى ان مقاتلي الدولة الاسلامية توقفوا “عن محاربة النظام في عدة جبهات”.
وسيطرت “الدولة الاسلامية” مساء الاربعاء على مدينة اعزاز التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر بعد معركة استمرت ساعات مع “لواء عاصفة الشمال” اوقعت قتلى وجرحى لدى الطرفين.
وتوصل الطرفان الليلة الماضية الى اتفاق على هدنة، من دون حل المشكلة بين الطرفين المتقاتلين. وحصل الاتفاق برعاية “لواء التوحيد”، ابرز مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري في محافظة حلب والمنضوي تحت الجيش الحر، بحسب ما ابرزت صورة عن الاتفاق حصل عليها المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكد الخميس ان بلاده ستزود الجيش السوري الحر بالسلاح ولكن “في اطار يخضع للمراقبة”.
وياتي ذلك بعد نداء وجهه رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا قبل ايام الى مجلس الامن الدولي طالبه فيه باصدار قرار حول سوريا تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة.
واعتبر الجربا ان “اعلان حظر استخدام الطيران والصواريخ والمدفعية ونزع سلاح النظام الكيماوي” مقدمة “لمعالجة الوضع السوري و(…) وقف التطرف ومحاربة الارهابيين وتنظيماتهم للوصول الى نظام ديموقراطي”.
واعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة عقد لقاء ثنائي بين هولاند والرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
وهذا الاجتماع الذي ياتي بناء على طلب الرئيس الايراني سيتناول خصوصا الازمة السورية والملف النووي الايراني كما اوضح مساعدو الرئيس الفرنسي.
واضاف هؤلاء “ما نريده هو ان تلتزم ايران كليا، مثل غيرها من الاطراف الفاعلة، بالسعي الى حدوث عملية انتقال سياسي حقيقية في سوريا”.
وكان الرئيس الايراني اكد في مقال نشر الخميس انه “مستعد (..) لتسهيل الحوار” بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة.
الا ان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو اعتبر الجمعة ان ايران اكثر وقوفا الى جانب النظام السوري من ان تكون وسيطا موثوقا به في هذه الازمة.