إسرائيليون يتدخلون لإنهاء عملية نيروبي
استؤنفت المعارك مساء الاحد في المركز التجاري في نيروبي حيث يتدخل عناصر اسرائيليون الى جانب القوات الكينية لانهاء الهجوم الذي شنته على المركز مجموعة اسلامية اسفر حتى الان عن 59 قتيلا منذ السبت.
وفي المساء، قامت مروحية مقاتلة للجيش بعمليات تحليق اكثر قربا من المركز التجاري حيث لا يزال 10 الى 15 اسلاميا كما تقول الحكومة الكينية متحصنين مع رهائن بعد اكثر من 30 ساعة من بدء الهجوم.
وسمع مراسل لوكالة فرانس برس دوي انفجار، فيما اكد عنصر في القوات الكينية الخاصة ان معارك جارية.
وقال عسكري كيني ان محاولة سابقة لاستعادة السيطرة على المركز قد فشلت في وقت سابق من النهار.
وتحدث مصدر امني آخر طالبا عدم الكشف عن هويته عن وجود عناصر اسرائيليين الى جانب القوات الكينية للقضاء على المجموعة الاسلامية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ان “الاسرائيليين دخلوا لتوهم وهم يساعدون الرهائن والمصابين” في المركز التجاري المعروف بأن الاسرائيليين يمتلكون جزءا منه.
وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية بول هيرشسون في القدس ان ليس “من عادته ان يدلي بتعليق على اي عملية امنية مشتركة يمكن ان تكون جارية ام لا”. والمح مسؤول اسرائيلي آخر الى ان ما يحصل ليس تدخلا عسكريا بكل ما للكلمة من معنى بل هو دعم لوجستي.
وقد بدأ الهجوم السبت فيما كان المركز التجاري مكتظا بالكينيين والاجانب الذين توافدوا للتسوق.
وقتلت فرنسيتان وثلاثة بريطانيين وجنوب افريقي واحد وهولندية وكورية جنوبية وهنديان، وكذلك الشاعر الكبير ورجل الدولة الغيني كوفي اونور. وقتل ايضا خوان هيسوس اورتيز الطبيب البيروفي وهو مساعد سابق لمدير صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في كينيا.
وثمة اميركيون وعدد كبير من الاجانب الاخرين، وهم الاهداف المفضلين للمهاجمين، بين المصابين الذين قدرت نيروبي عددهم ب 175.
واعلنت وزيرة الفرنسيين في الخارج هيلين كونواي-موري الاحد ان الفرنسيتين وهما والدة وابنتها قتلتا “في مرأب المركز التجاري”.
واعلن الرئيس الكيني اوهورو كينياتا ان ابن اخيه وخطيبته هما بين القتلى. واضاف ان المسؤولين عن الهجوم “سيدفعون ثمن اعمالهم الغاشمة والوحشية”.
وما زال المصابون يصلون الى المستشفيات.
وقال طبيب في مستشفى ام.بي. شاه طالبا عدم الكشف عن هويته ان “مستشفانا مكتظ، ولقد اضطررنا الى ارسال المرضى الى مستشفيات اخرى”.
وقد تسللت المجموعة الاسلامية بعد ظهر السبت الى المركز التجاري واطلقت النار من اسلحة اوتوماتيكية والقت قنابل يدوية على رواد المركز وموظفيه.
وحتى المساء، وفيما كانت المواجهات مستمرة، واصل الزبائن الخائفون والموظفون المصدومون الذين كانوا عالقين في المركز، الخروج منه ضمن مجموعات صغيرة، مستفيدين من التقدم البطيء لقوات الامن. واجلت اجهزة الاغاثة المصابين والجثث.
وقد حاول عناصر الشرطة والجنود الكينيون، يؤازرهم عناصر باللباس المدني من الاجهزة الامنية للسفارات الغربية، محاصرة المهاجمين في اروقة المتاجر المتنوعة حيث من السهل الاختباء والتحصن.
وهذا اكثر الهجمات دموية في نيروبي منذ هجوم انتحاري شنته القاعدة في آب/اغسطس 1998 على السفارة الاميركية واسفر عن اكثر من 200 قتيل.
وتعرضت مصالح اسرائيلية في كينيا لهجمات اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها: ففي 2002، اسفر اعتداء انتحاري شنه ثلاثة انتحاريين على فندق يؤمه عدد كبير من السائحين الاسرائيليين عن مقتل 12 كينيا وثلاثة سائحين اسرائيليين قرب مدينة مومباسا الساحلية. وفي وقت متزامن تقريبا، نجت طائرة اسرائيلية كانت تنقل 261 مسافرا في صاروخين اطلقا عليها لدى اقلاعها في مومباسا ايضا.
واعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على المركز التجاري، مساء السبت حركة الشباب الصومالية التي تدور في فلك القاعدة، قائلة انه رد انتقامي على تدخل القوات الكينية في الصومال.
وقالت الموظفة في المركز التجاري زيبورا ونجيرو التي نجت من الهجوم بالاختباء تحت طاولة ان المهاجمين “كانوا يطلقون النار في كل الاتجاهات”. واضافت “ما حصل كان شبيها بالافلام. كنا نرى الاشخاص تحت رشقات الرصاص”.
وقال الموظف الاخر تيتوس اليدي “كنت اخدم الزبائن عندما وصل هؤلاء الاشخاص”. واضاف “لم يكن هدفهم الحصول على المال، كانوا يطلقون النار على الناس من دون ان يطلبوا شيئا … قالوا +قتلتم شعبنا في الصومال، وجاء دوركم لتدفعوا الثمن”.
ويضم المركز التجاري الذي افتتح في 2007 مطاعم ومقاهي ومصارف وسوبر ماركت كبيرا ومجمعا سينمائيا يجتذب الاف الاشخاص يوميا.
وفي عاصمة معروفة في شرق افريقيا حيث يعيش عدد كبير من الاجانب، غالبا ما طرح المركز التجاري على انه هدف محتمل للمجموعات المتصلة بالقاعدة مثل حركة الشباب الاسلامية.
واعلنت منظمة الانتربول ان “اي طلب للحصول على معلومات من جانب السلطات الكينية سيعطى الاولوية من قبل مركز االقيادة والتنسيق ومكتب الانتربول في كينيا”.
وانتقدت واشنطن الهجوم “الشائن” ووصفت الرئاسة الفرنسية العملية بأنها “اعتداء جبان”، ودانته ايضا بالاجماع الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن.
وطلب نائب الرئيس وليام روتو تأجيل محاكمته امام المحكمة الجنائية الدولية للعودة الى بلاده من اجل ادارة الازمة. ويحاكم روتو بسبب دوره المفترض في اعمال العنف التي سبقت الانتخابات الكينية اواخر 2007 وبداية 2008 واسفرت عن اكثر من الف قتيل.
واعلنت حركة الشباب الاسلامية السبت على موقعها في تويتر والذي اغلق منذ ذلك الوقت ان “ما يراه الكينيون في وست غيت هو القضاء العقابي للجرائم التي ارتكبها جنودهم” في الصومال “ضد المسلمين”.
وينتشر الجيش الكيني الذي دخل الصومال اواخر 2011 في جنوب البلاد في اطار قوة افريقية لدعم الحكومة الصومالية التي الحقت بالاسلاميين هزائم عدة.
وقالت حركة الشياب “وحدهم الكافرون قتلوا”، مؤكدين ان “مجاهديهم” استثنوا المسلمين الذين كانوا موجودين في المركز ورافقوهم الى الخارج.