صالح مسلم: «قطعاً! هدفنا ليس إنشاء دولة قومية»
باريس – بسّام الطيارة (خاص)
جاء إعلان الأكراد عن إدارة ذاتية بمثابة رمي حجر في مياه الأزمة السورية حرك جميع الأطراف المؤثرة والمتداخلة بالملف السوري. في هذه الأجواء كان لنا لقاء مع صالح مسلم محمد رئيس الحزب الديموقراطي الكردي.
إذ ما أن أعلن الأكراد تشكيل هذه الادارة المدنية «انتقالية» في المناطق التي طردوا منها الكتائب الجهادية بعد معارك مع «داعش» وجبهة النصرة حتى أعلنت تركيا عن رفضها لهذه الخطوة وصرح عبدالله غول الرئيس التركي أن بلاده «لا يمكن ان تسمح بأمر واقع» كردي داخل سوريا، مضيفاً «لا يمكن ان نسمح بتقسيم سوريا التي تواجه فوضى عارمة».
ردة الفعل جاءت أيضاً من روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا الذي طالب الأكراد بـ«التركيز على إنجاح المعتدلين في الثورة السورية» ولم يتردد من اتهام حزب الاتحاد الديموقراطي من «التعاون مع النظام»، وقال في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي يمثل المعارضة حقيقة». كذلك كانت ردة فعل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: الذي لم يتردد من التصريح عقب إعلان الإدارة الذاتية « إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يعتبر تنظيماً معادياً للثورة السورية».
حملنا ردات الفعل هذه وتوجهنا إلى صالح مسلم محمد نسأله: لماذا هذا التوقيت؟ يجيب «إن اقامة ادارة مدنية جاءت نتيجة اجتماع موسّع لكافة المكونات العرقية في مناطقنا». وأضاف «التحضيرات بدأت منذ بداية منذ بدأت عملية حماية مناطقنا بهدف تمكين سكانها من أكراد ومكونات أخرى من إدارة هذه المناطق بأنفسهم».
نسأل: كيف تم تشكيل هذه الإدارة ومن هي الفصائل المشاركة؟ يجيب « شكلنا الادارة المدنية بطريقة ديمقراطية وهو اجراء مؤقت وجاء ذلك بعد اجتماعات عقدها ٨٢ ممثلاً عن كافة المكونات، وهي ٣٥ تنظيماً تمثل الأكراد والعرب والسريان والتركمان وغيرهم، وتم خلالها الاتفاق على العقد الاجتماعي» وأضاف بأنه «تم تكليف قوات الحماية الشعبية بحماية هذه المناطق بعيداً عن التدخلات الخارجية».
نسأل: والمكونات الكردية التي انضمت إلى الائتلاف لماذا لم تشارك؟ يجيب مباشرة «كنا نناقش مع كافة الأحزاب الكردية» ويصمت قليلاً ويتابع «هؤلاء الذين تشير إليهم كانوا يعرقلون المناقشات، وتركونا وانضموا إلى الائتلاف». بعد لحظات تابع قائلاً «ولكن الأبواب مفتوحة لهم بإمكانهم العودة فالعقد الاجتماعي يدعو للتحضير لمجلس دائم يتم اختياره بطريقة ديموقراطية».
نسأل: هل سيطرتكم على الأرض في الأسابيع الأخيرة كان لها دور في هذا التوقيت؟ يجيب مسلم بسرعة «لا علاقة مع التوسع على الأرض».
نسأل: ولكن يوجد خوف من المثال العراقي؟ يسرع بالإجابة «قطعاً! هدفنا ليس إنشاء دولة قومية كل ما نسعى إليه دولة شعبية ديموقراطية» وتابع «رأينا أن من الأسلم أن يقوم سكان المناطق الكردية بانشاء ادارة مدنية بصورة ديمقراطية مرحلية إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة أسوة بالمناطق الأخرى داخل سوريا» ويشدد «لا توجد أي مطالبة بالانفصال» ويستطرد إن دور الإدارة المدنية تنظيمم الإدارات وشؤون الناس» ويشير إلى وجود بعض المكونات العربية في مناطق الإدارة الذاتية.
هناك اتهامات لكم بالتعامل مع النظام، بماذا تجيبون؟ ينتفض مسلم ويرفع اصبعه «إنها إهانة لشهدائنا الذين سقطوا في قتالنا مع النظام»، بعد لحظة سكوت يتابع «إن الذين يوجهون لنا هذه الاتهامات هم من حرفوا الثورة من مسارها».
نسأل تقصد الجيش السوري الحر؟ يجيب بسرعة «لا يوجد جيش حر… نحن نؤيد أي جيش حر علماني» يلتقط أنفاسه ويعود للرد «نحن نعتبر أن الائتلاف هو عدو الثورة الديمقراطية. الثورةكانت بعيدة عن التسليح وقام بتسليحها ودعا للتدخل العسكري الخارجي، وهو الذي خرّب الثورة على الشعب السوري بأكمله وجلب الجماعات السلفية»… يتنفس قليلاً ويكمل «لا تنسى كنا عضواً مؤسساً في التنسيقيات في بداية الثورة».
قبل أن نعود للسؤال يعود مسلم لعلاقة حزبه والائتلاف فيقول بانفعال:«نحن نعيش حرب معلنة من قبل الائتلاف… ما زالوا يؤيدون داعش وجبهة النصرة» يتردد قليلاً قبل أن يضيف «من أيام قليلة خلت ظهر لؤي مقداد على قناة فرانس ٢٤ وأكد وجود قوات منضوية تحت لواء الائتلاف في تل كوجر (اليعروبية)… ماذا يفعلون إلى جانب داعش؟»
نعود لمسألة الإدارة الذاتية فنسأل: هل الكيان الكردي اليوم قابل للحياة؟ يسارع بالإجابة وكأنه كان ينتظر السؤال «لا نتكلم عن كيان… نحن نتكلم عن منطقة تريد أن تحمي نفسها» ويكشف عن وجود «العديد من النازحين من دير الزور وحماة ومناطق أخرى» وهؤلاء ليسوا أكراد «جاءوا للأمن والأمان» ويشدد على أن «الهلال الأحمر الكردي يقوم بدور في مساعدة الجميع».
لماذا في هذه الحالة لا تنضمون إلى الائتلاف؟ نسأل. ينظر مسلم إلى أعلى يتنهد ويجيب «إنهم لا يعترفون بنا، لا يعترفون بالوجود الكردي» يتابع: « يقولون نصوت في البرلمان… أي البرلمان …حيث يوجد ٨٥ في المئة من طرفهم و١٥ في المئة من طرفنا»، بعد برهة يتابع وكأنه يكلم الائتلاف فيتوجه إليه «اعترف بوجودي … أنا على الأرض» يتابع «اعترف بي كما تنص عليه المواثيق الدولية والعادات والثقافة».
نسأل: والأكراد الذين انضموا إلى الائتلاف… يقاطع مسلم السؤال «الحمد لله من حسن الحظ إنهم لا يمثلون شيئاً على الأرض».
يقولون إنكم تتلقون الدعم من عدة أطراف؟ نسأل. يبتسم ويفتح كفيه، ويجيب وهو يحدق بيديه «من أين لنا المساعدات نحن لم نتلق إلى الآن أي دعم ولو بسيط من أي طرف آخر خارج المجتمع الكردي والمكونات السورية الموجودة». يصمت قليلاً ويتابع «قوات الحماية الكردية كلها مشكلة من متطوعين يضحون بحياتهم ومستعدين للموت» يستطرد «ولكننا نعرف من يحصل على ملايين ومن أين يحصل على المساعدات».
نسأل ألا يساعدكم أكراد الدول المجاورة؟ يجيب بسرعة «نحصل على مساعدات من أكراد تركيا والعراق وايران».
لماذا أقفل مصطفى البرزاني الحدود؟ ألم يمنعك من الخروج لمدة خمسة أيام؟ يتردد قليلاً مسلم ويجيب :«في البداية كنا نقدر مواقف البرزاني، واتفاقية أربيل في الشهر السابع من السنة الماضية اعتبرناها هدية من البرزاني» صمت قليلاً قبل أن يتابع «حاول برزاني أن يتدخل في شؤوننا. الجميع قدم مساعدات جلال الطالباني وحزب العمال الكردستاني والبرزاني… البرزاني وحده أراد أن يتدخل في شؤوننا الداخلية». نسأل كيف؟ «طلب منا أن نعطي سلاح للحزب الديموقراطي الكردستاني (بارتي) ولكن هذا الحزب ورئيسه عبد الحكيم بشار (نائب رئيس الائتلاف حالياً) يحاربنا منذ تأسيسه، فكيف نعطيه سلاح من دون ضمانات؟». نسأل بسرعة بسرعة هل يوجد مجال لما يسمى قتال الأخوة؟ يجيب مسلم بروية «قتال الأخرة له ظروف موضوعية غير متوادة عندنا».
نسأل في عودة إلى مسألة الإدارة الذاتية: هل باشرت المدراس العمل في تلك المنطقة؟ «نعم المدارس مفتوحة» نتابع : هل توجد محاكم ؟ «توجد محاكم» وهل توجد مصارف؟ «لا توجد مصارف التعامل يتم بالكاش».
نسأل ما هي وضعية حقول رميلان النفطية؟ يجيب مسلم «باتت كل الحقول في أيدينا». وهل يتم استخراج نفط أو الغاز؟ «داعش أشعلت النار في بئرين وقد تم إخماد النار مؤخراً فيها». هل ستبدأون التصدير أو بيع النفط؟ «سنرى لاحقاً. اليوم توجد لجنة اقتصادية». والموظفون؟ «هم من أبناء المنطقة».
ننتقل إلى مسار جنيف ٢. هل تذهبون إلى جنيف؟
«نحن قلنا للجميع إننا ذاهبون في حال وجهت لنا الدعوة». نسأل ولكن ضمن وفد الائتلاف؟ «لا نحن كمكون كردي». وعبر مسلم عن أمله في «أن ينعقد بأي وقت كي يصبح خطوة أولى نحو وقف نزيف الدم في سوريا». وكشف أن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي اجتمع معه في جنيف في بداية هذا الشهر أبلغه «أنه لن تكون هناك ديقراطية في سوريا من دون إيجاد حل للمسألة الكردية».
وداً على سؤال ما إذا كان الحزب مدعواً للمشاركة في لقاء موسكو بين المعارضة والنظام؟ قال «نحن جزء من المعارضة السورية ونحن مستعدون للمشاركة في لقاء» وذكر وذكر بأن الـ PYD ما زال عضواً في هيئة التنسيق الوطنية وفي الهيئة الكردية العليا.