بيروت: مقتل ٥ وجرح ٨٠ شخصاً في تفجيرين قرب دار الأيتام الإسلامية
استشهد 5 وجُرح أكثر من 80 آخرين في تفجيرين انتحاريين مزدوجين هزّا منطقة بئر حسن بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية ودار الأيتام الإسلامية، تبنتهما “سرايا الحسين بن علي” التابعة لـ”كتائب عبدالله عزام”. وقالت الكتائب أن عملية “غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت” قامت بها “سرايا الحسين بن علي” رداً على “حزب إيران إلى جانب النظام المجرم في سوريا، واستمرار اعتقال الشباب المسلم في سجون لبنان”. وأعلنت استمرارها “باستهداف إيران وحزبها في لبنان، بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية ليتحقق مطلبان عادلان: الأول يقضي بخروج عساكر حزب إيران من سوريا، والثاني ينص يدعو لإطلاق سراح أسرانا من السجون اللبنانية الظالمة. ونقول لأهل سوريا أبشروا فإن دماءكم دماؤنا،ولن يهنأ حزب إيران بأمن في لبنان حتى يرجع لكم الأمن في سوريا”. وذكرت مصادر أمنية أن احد الانفجارين ناجم عن سيارتين مفخّختين “مرسيدس” و”بي أم”، وأن زنة العبوة في التفجير الأول أمام المستشارية الثقافية الإيرانية نحو 100 كغ. كما أفادت معلومات عن العثور على عبوة ناسفة معدّة للتفجير عملت القوى الأمنية على تفكيكها. كما ألقت القوى الأمنية على احد الأشخاص في محيط التفجير. وأوعز وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى كافة المستشفيات المحيطة بموقع الانفجار استقبال جميع الجرحى ومعالجتهم على نفقة وزارة الصحة، معلناً عن استشهاد 5 أشخاص وجرح نحو 80 آخرين. وأفاد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور وسيم الوزان انه نقل إلى المستشفى الشهيد عباس محمد حمود و19 جريحاً، اثنان منهما إصابتهما خطرة احدها أثيوبية”. كما نُقل إلى مستشفى الساحل الشهيد عبد الله عز الدين وخمسة جرحى عرف منهم: ابراهيم ضيا، هاندرما عبد الحسين ديب، خليل شري (إصابتهم طفيفة ) واثنان آخران غادرا بعد تلقي العلاج. وأكدت كل من السفارتين الإيرانية والكويتية سلامة موظفيهما وعدم إصابة أي منهم نتيجة الانفجار. وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مديرية المخابرات في الشرطة العسكرية، وضع طوق أمني في مكان الانفجار في المستشارية الإيرانية قرب السفارة الكويتية، وكلّف الأدلة الجنائية رفع الأدلة وجمعها ومباشرة التحقيقات. كما عقدت هيئة إدارة الكوارث اجتماعاً في السرايا وتمّ التنسيق بين الأجهزة وإعطاء التوجهيات اللازمة. وفي أولى ردود الأفعال، اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أن الرسالة من هذا التفجير قد وصلت، وسوف “نرد عليها بتلاحمنا”، موضحاً أنها ” رسالة إصرار من قوى الإرهاب على المضي في مخططها في نشر الموت العبثي في الربوع اللبنانية”. وقال: “وسط الأجواء الايجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحا لدى اللبنانيين، وجّه الإرهاب ضربة جديدة للبنان عبر تنفيذ تفجير في منطقة مدنية آمنة، في رسالة تعكس إصرار قوى الشر على إلحاق الأذية بلبنان وأبنائه وذر بذور ا لفتنة بين أبنائه”. وأضاف أن “الرسالة وصلت وسوف نرد عليها بتلاحمنا وتضامننا وتمسكنا بسلمنا الأهلي وبالتفافنا حول جيشنا وقواتنا الأمنية التي أعطيت التعليمات بالقيام بكل ما يلزم من أجل ضبط الفاعلين وجلبهم امام العدالة سريعا”. بدوره، أكد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب، معتبراً أنه “إذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة إلى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة، فإننا نؤكد أكثر من وقت أخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار”. وأضاف: “إنني إذ أدين الانفجار بأشد العبارات وأدعو إلى ملاحقة المخططين وأوكار الإرهاب أينما كانت، أتوجه إلى اللبنانيين بمختلف أطيافهم بوجوب التزام مقتضيات التضامن الوطني، والالتفاف حول الحكومة ومساعدتها على القيام بمسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية”. وأشار إلى أن “هذه مناسبة لتكرار الدعوة إلى تحييد لبنان عن آتون النيران السورية، والى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، والتزام مقررات الحوار الوطني في إعلان بعبدا”. وقال رئيس “كتلة التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على حسابه على موقع “تويتر”: لا شك أن الإرهابيين استاءوا من تأليف الحكومة خصوصاً بعدما تأكدوا أنها ستكافحهم فبادروا بالهجوم”. وأكد النائب علي عمار أن “حزب الله لن ينسحب من القتال في سوريا ولن ترعبه التفجيرات الإرهابية”، مشيراً إلى وجود “تماهٍ بين العدو الصهيوني والتكفيري”. ودعا وزير الصناعة حسين الحاج حسن إلى موقف وطني جامع ليس فيه أي مكان للتبرير واستعمال كل الوسائل السياسية الإعلامية الدينية لمكافحة الإرهاب. وفي ردود الأفعال العربية والغربية، دان مجلس الوزراء السوري “العمل الإرهابي الجبان الذي وقع في منطقة بئر حسن”. فيما دانت السفارة الأميركية لدى لبنان “التفجير الإرهابي في بئر حسن”.