وثيقة أوروبية سرية عن وضع فلسطينيي 48 داخل اسرائيل
القدس ــ فادي هاني
وصفت وثيقة اعدها سفراء الاتحاد الاوروبي في اسرائيل “وضع الفلسطينين داخل الخط الاخضر بانه موضوع لا يقل اهمية عن الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي”، وفقا لما اورده موقع هارتس الالكتروني صباح الجمعة.
ورقة العمل التي اعدها سفراء دول الاتحاد سرا ومن دون تنسيق او علم من اسرائيل، وارسلوها الى مؤسسات الاتحاد في بروكسل، تسرب بعض ما جاء فيها الى الموقع الالكتروني بتحويل موضوع الفلسطينيين الذين وصفتهم الوثيقة بـ”عرب اسرائيل”، الى قضية اساسية تناقش ضمن القضايا الاساسية مع الحكومة الاسرائيلية .
وجاء في نص الوثيقة “علينا التطرق لطريقة تعامل اسرائيل مع الاقليات كموضوع لا يقل اهمية عن الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي”.
الحديث هنا عن وثيقة غير مسبوقة فيما يتعلق بالمواضيع الداخلية الاسرائيلية الحساسة، وفقا لتعبير دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين كبار في الخارجية الاسرائيلية، خصوصاً وان صياغة الوثيقة ومن ثم ارسالها لمؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل تمت من دون علم اسرائيل ومن وراء ظهرها .
وتطرقت الوثيقة لمواضيع كثيرة، منها الجمود في عملية السلام واستمرار احتلال الاراضي الفلسطينية وتصنيف اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وتأثير هذا الامر على العرب داخلها.
الوثيقة الاصلية وفقا لموقع هارتس اقترحت توصيات حول طرق عمل الاتحاد اتجاه اسرائيل، لكن هذه التوصيات ازيلت من الوثيقة نتيجة ضغوط مارستها عدة دول. ومن بين هذه التوصيات على سبيل المثال تقديم الاتحاد احتجاجا رسميا في كل مرة يمرر فها مشروع قانون يميز ضد العرب بالقراءة الثانية في الكنيست.
وحافظ السفراء على سرية محتويات الوثيقة ورفض عدد من الدبلوماسيين الذين تحدثت معهم هارتس على مدى الأسبوعيين الماضيين كشف هذه التفاصيل، فيما وصف بعضهم الوثيقة بالمادة المتفجرة سياسيا.
مسؤولون كبار في الخارجية الاسرائيلية قالوا إنهم سمعوا عن هذه الوثيقة قبل عدة اسابيع فقط وبشكل غير رسمي، وذلك من خلال بعض الدبلوماسيين في سفارات اوروربية عاملة في اسرائيل.
ونقل الموقع عن دبلوماسي اوروبي شارك في اعداد الوثيقة وصياغتها قوله: “بدأ العمل على اعداد الوثيقة قبل اكثر من عام بمبادرة السفارة البريطانية، وكان الهدف الاول كتابة سفراء الاتحاد الاوروبي تقريرا رسميا وتحويله لمجلس وزراء خارجية الاتحاد لمناقشته. وفي مرحلة معينة اعربت دول مثل التشيك وبولندا وهولندا عن بعض التحفظات على الخطة وهنا اجرى ممثلو السفراء سلسلة من النقاشات بهدف التوصل لاجماع يتعلق بالموضوع، حاول خلالها السفراء تحقيق الاجماع المطلوب لنقل التقرير الى بروكسل. وفي النهاية تقرر تخفيف لهجة الوثيقة والغاء بعض التوصيات العملية ووصف الوثيقة بـ”وثيقة للتفكير والدراسة” وليس تقريرا.
واوصى فصل الخلاصة من الوثيقة بتغير سياسة الاتحاد الاوروبي اتجاه الاقلية العربية في اسرائيل وتحويل هذا الامر الى “قضية اساسية” من خلال الاتصالات مع اسرائيل بما يشبه تعامل الاتحاد مع قضية المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
وقطع سفراء الاتحاد الاوروبي في وثيقتهم بان الجمود الذي يعتري عملية السلام “يؤثر سلبا على عملية اندماج العرب في اسرائيل بالمجتمع، لاستمرار الاحتلال، ما يؤثر على تضامن عرب اسرائيل مع الدولة، وسيجدون بالتالي صعوبة وعدم راحة فيما يتعلق بمشاعرهم وهويتهم”.
وكتب السفراء في تقريرهم مؤكدين ان هذه الحقيقة يجب ان لا تكون سببا او حجة للممارسات العدائية من قبل العرب في اسرائيل او لعدم تعامل الحكومة الاسرائيلية بمساواة تامة معهم .
وجاء في احدى التوصيات انه يتوجب على الاتحاد الاوروبي طرح العلاقات بين اليهود والعرب للنقاش خلال الحوار مع حكومة اسرائيل والتشديد على ضرورة ان تعمل الحكومة على جسر الهوة بين الغالبية اليهودية والاقلية العربية .
وتطرقت الوثيقة الى طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، “لا نعتقد بان الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية يجب ان يشكل بديلا عن حلم المساواة لحميع مواطنيها كما هو مكتوب في وثيقة الاستقلال ومن مصلحة جميع الاسرائيليين عدم رؤية اسرائيل يهودية ديموقراطية فقط وانما دولة متسامحة ومتعاونة ايضا”.
واخيرا وقعت الوثيقة الاوروبية في 27 صفحة تضمنت الصفحتان الاخيرتان منها عددا من التوصيات العملية جرى استبعادها من الوثيقة الاصلية بضعط كبير مارسته التشيك وهولندا وبولندا .
ورغم هذا، اكد موقع هارتس على أن التوصيات تضمن امورا تمس السياسة الداخلية الاسرائيلية مثل احتجاجات اوروبية ضد مشاريع قوانين تميز العرب سلبا. “كل اقتراح مشروع قانون من هذا النوع يمر في الكنيست بالقراءة الثانية، يجب ان يؤدي الى تقديم احتجاج أوروبي رسمي”. وجاء في جزء التوصيات الذي اسقط من الوثيقة الاصلية.