الإعلامي الجزائري بومالة: علينا أن نهاجم السّلطة بطرق سلمية
الجزائر- نصيرة بلامين (خاص)
تجمع العديد من المواطنين اليوم 15 من مارس/آذار أمام الجامعة المركزية بشارع ديدوش مراد استجابة لنداء حركة “بركات” ومن بين الملبّين لدعوة التّظاهر كان الإعلامي الجزائري الأستاذ فضيل بومالة وكان لـ «برس نت» لّقاءً معه..
فضيل بومالة قال إنّ: “الجزائريين عليهم أن يدركوا بأنّ التّغيير لن يأتي من السّماء بل التغيير الحقيقي والقطيعة الحقيقية التّي تأتي مع النّظام هي التّي نصنعها نحن، ستكون أو لن تكون، هذه هي الحقيقة”.
وأضاف: “اليوم نحن مجتمعون في هذا المكان لأنّ هناك غاية رئيسية بعيدة تمامًا عن العهدة الرّابعة. يجب أوّلا تكريس الاهتمام للحركات المتواجدة على أرض الواقع, ثانيا علينا كمعارضة أن نمتنع من التهجّم على المعارضة، ثالثًا على النّاشطين أن يمتنعوا بالتهجّم على ناشطين آخرين”.
“اليوم هناك خصمان: خصم راكد وهو سكوت الشّعب، وخصم ناشط وهي السّلطة، ولذا علينا أن نهاجم السّلطة بطرق سلمية وبتقديم الحجج والبراهين ونتوجه أيضا للشّعب لنقول له نحن لسنا مرشحين لأيّ شيء، نحن لا نطابه بالتّصويت علينا أو عدم التّصويت نقول له فقط: لا تسكت! لا تصمت! عبّر عن رأيك! إرفض! إخلق حركات أخرى! إنشط في اتجاهات أخرى! لكن لا تسكت! لا تسكت! وإن كنت راضيا فهي تلك القابلية للاستعمار لأنّ نظام الجزائر اليوم ما هو إلا تكملة أخرى للنظام الكولونيالي: سلوكات بوليسية، سلوكات اقتصادية، حتى في طريقة تزوير النّظام للانتخابات التّي تمتد إلى طريقة تزوير المنظومة الاستعمارية”.
أمّا عن استمرارية النّظام يقول بومالة:
“غريب هذا النّظام، النّظام لم يبدع في شيء، النّظام يبدع في الفساد، يبدع في القمع، يبدع أيضا في تهميش القدرات الجزائرية، هذا نظام جاهل، هذا نظام فاسد، وهذا نظام قمعي، خلاص انتهينا من هذا النّظام. النّظام يريد أن يقدّم لنا تعددية المرشحين بينما في الحقيقة هناك أرانب وهناك مجموعة مترشحين خارجين من داخل جبهة التّحرير الوطني أي أنّ الانتخابات قزموها إلى نوع من اجتماع اللّجنة المركزية لجبهة التحرير من أجل تغيير الأمين العام. نحن نريد دولة قانون، دولة مؤسسات، وكلّ يلعب دوره فيها، سواء كان رئيس الجمهورية أو مؤسسات أخرى”.
وعن عزم المناضلة الكبيرة السيدة جميلة بوحيرد في الخروج للتظاهر ضدّ العهدة الرّابعة قال بومالة:
” السيدة جميلة بوحيرد كنا نتمنى أن تتحرك بقوة ولكن “لا يكلّف الله إلاّ ما وسعها” إن استطاعت أن تقدّم لنا شيئا فمرحبا بها وإن لم تستطع فنحن لا نلومها بل نلوم أنفسنا كجيل جديد لماذا نريد أن يخلصنا جيل 54؟ إنّ جيل 54 هو السّبب في المأساة لأنهم قاموا بثورة مضادة بعد الاستقلال قهروا الأمة باسم الاستقلال والشّرعية الثّورية. نحن نخاطب الجيل القديم هذا الجيل القديم في سلوكاته ومصالحه وأفكاره وعقوله وفي كل شيء فليصفوا حساباتهم فيما بيننا، التّغيير اليوم هو تغيير الجيل الجديد بأفكار جديدة.
البعض منهم يقول أنّ مشكلتنا كانت عام 2008 عندما تمّ تعديل الدّستور وبالتّالي في العهدة الثالثة. نعم بوتفليقة منذ جاء في 1999 بدعم من العماري وبدعم من العربي بلخير وتوفيق وإسماعيل وتواتي وغيرهم وبدعم أيضا من فرنسا وجزء آنذاك من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية لم يأت بوتفليقة للحكم في 1999 ليتخلى عنه جاء ليبقى في الحكم مدى الحياة ويجب أن لا نتحدث اليوم عن العهدة الرابعة بل نتحدث عن الحكم مدى الحياة. إنّه حكم مدى الحياة لرجل يدعى بوتفليقة، إنّه حكم لرجل وعائلته، ومحيطه وزبائنه”.
وفي سؤال ما إذا كان يندّد ويعارض الحكم الملكي، أجاب بومالة:
“نحن ندّد كلّ شيء، نحن نندّد النّظام من أصوله. نحن نطالب ثلاث قطيعات، قطيعة مع الطبيعة ومع التّاريخ ومع تطوّر النّظام، نحن نطالب بالقطيعة مع مختلف الممارسات في قلب الحكم. نطالب أيضا بقطيعة من أجل ثورة فكرية وثقافية ونفسية على مستوى الشّعب لأنّه إذا تعذّر على الشّعب أن يتحرّر من هذا النّظام الشّمولي، سيكون حاله كأولئك الذّين سكتوا عندما خضعت الجزائر إلى أكثر من 15 مرة إلى مختلف أنواع الاستعمار خلال تاريخه، على الشّعب أن يتحرّر، يمكنّنا أن نتحرّر وحتّى من أي شكل من الاستعمار لكنّه من
الصّعب أن نكون أحرارًا. الشّعب الجزائري نال استقلاله لكنه لم يعش أبدًا في ظلال الحرية. لم نعرف أبدًا الحرية”.
وعن تغيير النّظام، كان ردّ بومالة:
“مناسبة تغيير النّظام كانت موجودة منذ 1962 بدليل أنّ مناضلين كبار في تاريخ ثورة الجزائر ثلاثة من مجموعة الستّة الثورية الذين فجروا ثورة التّحرير (رابح بيطاط، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد بوضياف، كريم بلقاسم والعربي بن مهيدي) وبقوا على قيد الحياة بعد الاستقلال يوم أعلنت أوّل جمهورية جزائرية رسمية انتقلوا إلى المعارضة فمحمد بوضياف (رحمه الله) أنشأ حزب الثورة الاشتراكية في ذلك التاريخ، آيت أحمد بعدما تحاور وحاول الاتصال مع جماعة من الولاية الثّانية والثّالثة والولاية الرّابعة وقيادات مختلفة من كامل القطر حتى لا يتهمّ هذا الرّجل ويتهموا بأنّهم كانوا جهويين. لا زور ولا بهتان ولا تزوير للتّاريخ، أرادوا تغيير النّظام آنذاك لأنّ النّظام كان استبداديا فاشيًا شموليًا. كذلك الأمر كان سنة 1988 هناك جيل جديد يريد أن يغيّر في هذه البلاد، هذه الفزاعة التي يستعملها النّظام يقول أن حدودنا ملتهبة على حدود ليبيا والمالي والنيجر وعلى حدود تونس نحن نسأله ونتحداه نتحداه إن كان يريد النّقاش الحقيقي مع الشّعب إن لم يكن النّظام مسؤول مسؤولية مباشرة عن نقل العنف الدّاخلي وأراد أن ينقله إلى الحدود؟ ألم يكن مسؤول مسؤولية مباشرة لما عارض الشّعب اللّيبي وهو يريد أن ينتفض وينقلب على القذافي؟ ألم يحاول النّظام الجزائري أن يساعد عسكريين ومدنيين من نظام زين العابدين بن علي في تونس من أجل إجهاض الثّورة التّونسية؟ ألم يعمل لحدّ اليوم أي النّظام الجزائري على دعم النّظام السّوري؟ إنّ هذا النّظام هو نظام شمولي ومتسلّط ولا يمكن أن يتضامن إلا مع الأنظمة المتسلّطة. الأمن في العالم ليس أمن القوات المسلّحة إنّ الأمن في العالم هو حينما يكون الشّعب مقتنعًا ويكون الشّعب راضيًا ويكون الشّعب وراء سلطته باعتبار الشّرعية الحقيقية إنّ الأمن هو أمن الشّعب وليس أمن القوات المسلّحة. هل يستطيعون حماية حدودنا؟ حدود الجزائرية المالية فيها 1376 كلم علمًا بأنّ الجزائر منذ 1905 لم تحدد حدودها مع المالي إلاّ في بداية الثماثينات مع الشاذلي بن جديد لأنها كانت عاجزة لأنها لم تكن قادرة على ذلك.
إنّ الفزاعة بالنّسبة للنّظام هو ما إذا طالبتم التّغيير معناه أنّكم ستفجرون البلاد، إنّ الذّي يفجّر البلاد اليوم والذي أصبح خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي وعلى الشّعب وعلى مصالح الشّعب هو النّظام المدني، والعسكري، والمالي في الجزائر ومن يسانده من الدّينيين في الجماعات السّلفية التّي تساند النّظام وفي جماعات أخرى من جبهة التّحرير الوطني هذا ما يسمى في الحزب ثورة مضادة للثّورة الحقيقية وكلّ الذّين يساندون النّظام، ذلك اليوم سنعلن عن قوائم العارّ ونفضح هؤلاء جميعًا اسمًا اسمًا لأنّ النّظام يعيش بهؤلاء لو لم يكن هؤلاء يدعمون النّظام لما عاش النّظام منذ زمن طويل”.
وفي سؤال عن عودة أويحيى وبلخادم إلى حلبة السّياسة في الوقت الذي ينددّ الشّباب بالتّخمة (راكو قهمتونا)، أجاب بومالة:
“أويحيى وبلخادم لم يعودا لأنهما لم يخرجا أبدا من النّظام، إنّهما خادمان طيعان للاستمرارية نظام ينتج نماذج، هو عملية استنساخ يا عالم! خذوا النّماذج في الجزائر الّسيد بوتفليقة وسعيد وما يعادله في الجيش الشعبي الوطني من قايد صالح وتوفيق يعادله مستوى وزنا أقل عندكم بلخادم وأويحيى وعندكم أناس آخرين ثمّ لننزل قليلا في مستوى التوازنات بدرجة أقلّ تجد عمارة بن يونس! تجد الغول! تجد سلال! وهكذا دواليك ولذا علينا أن نقطع هذا النّظام من جذوره”.
وبخصوص العبارة الشّاتمة التّي ألقاها وزير الصّناعة عمارة بن يونس تجاه الشّعب الجزائري قائلا: “ينعل بو اللّي ما يحبناش”، يقول بومالة:
“أنا طبعًا لا أرد على هذه الأشياء، على هذا الجاهل المركّب، هذا الذي يسمي نفسه عمارة بن يونس ماذا يقول؟ يقول بوتفليقة يفكّر أحسن من كثير منّا، هذا من حقه لأنّهم هم لا يفكرون، هم يطيعون كمريدي الزّوايا المتصوّفة، ثانيًا يقول إنّ بوتفليقة لا يحكم برجليه بل يحكم بعقله نحن نعلم بأنّ الجلطة الدّماغية ضربت عقل الرّجل ولم تضرب رجليه إلاّ إذا كانت الجلطة الدّماغية لعمارة بن يونس تتواجد في رجليه، الجلطة تصيب الدّماغ لا الأرجل أيّها السّيد غير المثقف!”