“تشرين” تهاجم قطر مع توجه الأزمة السورية نحو التدويل
اعتبرت صحيفة “تشرين” السورية أنه لم يكن مفاجئاً ما قاله وزير الخارجية القطري في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة حل الأزمة السورية عن توجه إلى طرح الأزمة السورية على مجلس الأمس، متهمةً الدوحة بأنها كانت تعمل منذ اللحظات الأولى لبدء الأحداث على تدويل الملف السوري وفتح الأبواب على مصاريعها أمام التدخل الخارجي تماماً كما فعلت في ليبيا. وأشارت “تشرين” إلى أن هذه “نية خبيثة تأكدت من خلال عدة مؤشرات
أبرزها التحريض الإعلامي الكبير الذي تمارسه قناة الجزيرة العائدة لها، وتمويل المعارضة الخارجية الرافضة للحوار والداعمة للقتل وتمويلها كذلك للمجموعات المسلحة التي ترتكب أفظع الجرائم، إضافة إلى الضغط الذي مارسته على عدة دول عربية بغية تصويتها لمصلحة قرارات تعليق عضوية سورية وفرض عقوبات اقتصادية عليها”. ولفتت الى ان “المتابع لتصريحات حمد بن جاسم أمس يلاحظ أنها تتزامن مع حدثين مهمين يرتبط الأول بشكل مباشر والثاني بشكل غير مباشر بالأزمة السورية وهما يشيران إلى ماهية خطوات المخطط القطري الغربي”. وأوضحت “الحدث الأول يتمثل في تزامن ما قاله حمد مع الإيجابية التي اكتنفت لقاء السيد الرئيس بشار الأسد أمس مع وفد عراقي حمل بنود مبادرة عراقية لحل الأزمة السورية، وهو ما يعني أن الدوحة أرادت بوضوح أن تقطع الطريق على أي فرصة لنجاح هذه المبادرة التي صيغت بعيداً عن رعايتها أو بالأحرى عن خططها ومشاريعها، ولاسيما أن المعلومات الإعلامية المتداولة كانت قد أشارت سابقاً إلى أن العراق تحرك بموجب تفويض عربي”.
أما “الحدث الثاني يتعلق بالفترة الزمنية التي حددها حمد بن جاسم لحل الأزمة السورية وإلا فإن الأمور سوف تخرج عن السيطرة كما قال حرفياً، واللافت أن هذه الفترة الزمنية تتطابق تماماً مع الفترة الزمنية المتبقية للانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، وهذا يعني أن الدوحة وواشنطن متفقتان على سقف زمني لـ(مسرحية) الجامعة العربية حدد بانتهاء الانسحاب الأميركي من العراق، وليصار بعده إلى فتح باب التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية على مصراعيه”. ولفتت الى أن “كذبة الحظر الجوي الخبيثة، التي روجتها قطر في الأحداث الليبية لحماية المدنيين وتبين لاحقاً أنها كانت المدخل لتدمير ليبيا وقتل ما يزيد على ستين ألفاً من مواطنيها، تستخدمها الدوحة اليوم بصورة أخرى، إذ تطلب تبني مجلس الأمن لخطة العمل العربية وقراراتها لتشرعن لاحقاً التدخل الدولي في الشأن الداخلي السوري”.
ورأت الصحيفة السورية أن “اللجنة الوزارية العربية، التي اجتمعت في الدوحة هرباً مما يحدث في ميدان التحرير، تتعامل مع الأزمة السورية كوصي يتحتم على الآخر تنفيذ ما يقول وما يرتئي فقط، بينما مفهوم حل الأزمة يقوم على ثلاث ركائز أساسية: الحوار، عدم تجاهل الطرف الآخر، والتعاون على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وهذه ركائز يتم تغييبها قسراً من الجانب القطري لغاية في نفس ساستها، الذين يحمّلهم الشعب السوري اليوم مسؤولية كل جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب التي ارتكبت بحق أفراده مدنيين وعسكريين”.
وجاء هجوم صحيفة “تشرين” على المبادرة العربية والموقف القطري بعدما أعلنت الجامعة العربية أمس السبت انها تتجه إلى الطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات التي اصدرتها بشأن سوريا، متشجعة بموقف موسكو التي تقدمت بمشروع قرار الى المجلس حول هذا البلد حيث تواصلت أعمال القمع واسفرت السبت عن مقتل 27 مدنياً على الاقل. واوضح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري ان وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون الاربعاء المقبل سيبحثون هذا الامر. واضاف خلال مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء اعمال اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري والتي تترأسها قطر “بما ان روسيا ذهبت الى مجلس الامن، فالجامعة العربية ستنظر ايضاً في التوجه الى مجلس الامن وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي”. وتابع “سنقدم القرارات الى مجلس الامن، كان هذا اخر شيء نتوقعه. واليوم، هناك شبه اجماع قوي حول هذه الخطوة التي ستعرض على مجلس الجامعة العربية المقبل”. الا انه عبر عن “الامل في ان يعيد الاخوة في سوريا النظر في الامر وان يحصل التوقيع (على بروتوكول البعثة العربية) خلال يومين واذا لم يحصل ذلك لا حول و لا قوة”.
ويتمحور الخلاف الجديد بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية العربية حول مفهوم “حماية المواطنين” حيث تصر اللجنة على “حماية المدنيين أو المواطنين العزل” بحسب رئيس الوزراء القطري الذي اضاف “لكنهم (المسؤولون
السوريون) رفضوا”.
وفي هذا السياق، قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي خلال المؤتمر الصحافي “اذا قبلوا (المسؤولون السوريون) مفردة المدنيين او المواطنين العزل فاهلاً وسهلاً (…) فهي نقطة الخلاف الوحيدة”.