فيروس إيبولا ينتشر في أفريقيا الغربية
قالت مالي انها سجلت أول حالات اصابة محتملة بفيروس الايبولا منذ بداية انتشاره في غينيا مما يزيد من المخاوف بأن الفيروس القاتل ينتشر في أنحاء غرب افريقيا.
وتوفي أكثر من 90 شخصا بالفعل في غينيا وليبيريا فيما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من انه قد يتحول الى وباء غير مسبوق في منطقة تعاني من سوء الرعاية الصحية.
وأوقفت شركات التعدين الاجنبية عملياتها وسحبت بعض العاملين الاجانب في غينيا الغنية بالمعادن. كما وضعت السلطات الصحية الفرنسية الاطباء والمستشفيات على أهبة الاستعداد تحسبا لان يصاب مسافرون للمستعمرات السابقة بالمرض.
وقالت الحكومة في التلفزيون الحكومي مساء الخميس انه تم وضع ثلاثة اشخاص في مالي في الحجر الصحي وارسلت عينات الى اتلانتا بالولايات المتحدة لتحليلها. وقال البيان “تم تشكيل فريق للتدخل السريع لمتابعة تطور الوضع على الارض.” واضاف ان صحة الضحايا الثلاثة المشتبه في اصابتهم تعطي مؤشرات على التحسن.
وتشهد دول عدة في غرب افريقيا تعبئة الجمعة للتصدي لانتشار الحمى النزفية التي نجمت لدى بعض المصابين عن الفيروس ايبولا وتسببت في وفاة اكثر من ثمانين شخصا في غينيا غداة الاعلان عن الاشتباه باوائل الاصابات في مالي بعد ليبيريا وسيراليون.
وكشفت مالي الواقعة على الحدود مع غينيا مساء الخميس انها تشتبه باصابة ثلاثة اشخاص بالمرض، وضعوا في الحجر الصحي.
واكدت الحكومة المالية ان العينات التي اخذت منهم “ارسلت للتحليل في المختبر المرجعي لمركز الوقاية من الامراض ومراقبتها في اتلانتا في الولايات المتحدة”. ووعدت باعلان النتائج فور توفرها.
واكد وزير الصحة المالي عثمان كونيه ان “المرضى الثلاثة الذين يشتبه باصابتهم اصبحوا في حالة افضل صباح اليوم الجمعة”، موضحا انه “لم يسجل لديهم نزيف” يعد من عوارض ايبولا.
واوضح الطبيب عمر سانغاري من الادارة الوطنية للصحة ان المرضى الثلاثة ماليون، موضحا انهم “كانوا يعملون في منطقة حدودية بين مالي وغينيا (…) ورصد كل على حدة عند وصولهم برا الى الاراضي المالية الى باماكو او عند مدخل باماكو”.
ونصحت السلطات المالية المواطنين “بالامتناع عن التنقل في مناطق الوباء الا في حال الضرورة”.
وسجل العدد الاكبر من الاصابات بالمرض في غينيا حيث بلغ 137 حالة منذ كانون الثاني/يناير، معظمهم في الجنوب حسب آخر حصيلة للحكومة الغينية.
وتأكد ان 45 من هذه الاصابات ناجمة عن الفيروس ايبولا المعدي جدا ولا لقاح او علاج له. لكن الحكومة الغينية ذكرت الخميس انه “نلاحظ شفاء اشخاص واكدت ذلك تحاليل لشخصين اصيبا بايبولا في كوناكري”.
ويشكل ذلك بارقة امل صغيرة بينما تقول منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية الناشطة جدا على الارض في غينيا انه “وباء لا سابق له”، موضحا ان انتشار الاصابات على الاراضي “يعقد الى حد كبير” مهمة منع انتشار المرض.
وفي الايام الاخيرة، اشتبهت سلطات ليبيريا وسيراليون باصابة عدد من الاشخاص بالمرض، توفي بعضهم وكلهم بسبب تلوث مصدره غينيا المجاورة. لكن التحاليل اثبتت اصابة شخصين في ليبيريا لكن ليست هناك اي اصابة في سيراليون.
واعلنت وزارة الصحة الليبيرية الخميس اكتشاف اصابة جديدة مشبوهة في منطقة غابات بالقرب من منطقة نيمبا (شرق)، لكنها، خلافا للحالات الاخرى، ليست مرتبطة بغينيا.
وقالت بيرنيس دان المسؤولة في وزارة الصحة الليبيرية انه “صياد لم يتعامل مع اي شخص يشتبه بانه يحمل الفيروس” ايبولا “ولم يذهب يوما الى غينيا”.
ويجري نقل عينات اخذت من الصياد الى غينيا لتحليلها. واضافت دان “بانتظار نتائج التحاليل طلبنا من السكان الا يلمسوا اي لحوم لحيوانات برية في جميع انحاء البلاد”.
ورسميا سجلت اصابة 14 شخصا بالحمى النزفية في ليبيريا توفي منهم سبعة بما في ذلك الصياد. وباستثناء هذا الرجل، كلهم كانوا على اتصال مباشر او غير مباشر مع اشخاص مصابين في غينيا ثم توجهوا الى منطقة لوفا شمال ليبيريا.
وتثير هذه التطورات قلق غرب افريقيا التي تواجه للمرة الاولى انتشارا بهذا الحجم للمرض، خلافا لوسط افريقيا التي شهدت وفاة 1200 شخص بسبب ايبولا خلال اخطر اوبئة منذ اكتشاف هذا الفيروس في 1976 في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
ونشرت الدول المجاورة لغينيا فرقا في المناطق الحدودية واتخذت سلسلة تدابير لمواجهة اي احتمال في البلدان التي لم يصل اليها المرض. وفي الدول التي سجلت فيها اصابات تعمل السلطات وشركاؤها على الحد من انتشار المرض وتوعية السكان.
ولم تنجح الاجراءات والتطمينات الرسمية في تهدئة القلق في باماكو. وقال المؤذن مامادو سيلا “اشعر بالخوف فعلا”.
واضاف انه قبل الاعلان عن الاشتباه باصابات “ذهبت الى المركز الصحي في حينا الاربعاء ولما وصل رجل مريض تصور الجميع انه مصاب بايبولا وفروا”.