لماذا يخيف «حزب الله» أهل السنة في لبنان؟
نقطة على السطر
بسّام الطيارة
كتبنا وكتب الجميع عن «غرابة ترشيح تيار المستقبل» لسمير جعجع. وصف البعض هذا الخيار بالغباء السياسي، عدّه آخرون بأنه انتحار سياسي لسعد الحريري، ورأى فيه البعض الآخر ألاعيب لفؤاد السنيورة حرفت خط “تيار المستقبل” عن إرادة الشهيد رفيق الحريري، واتفق الجميع على أن أصابع خليجية حملت دولارات ووقفت وراء هذا الخيار الغريب.
ولكن لنضع جانباً نظرية المؤامرة ومسألة الرشى والقبض وبيع الضمير والوصولية السياسية ولنوجه تساؤلاتنا نحو قدرة تيار كبير مثل “تيار المستقبل” الذي يمثل – بشكل عام- قسماً لا بأس به من الطائفة السنية، على «الإقدام» على ترشيح جعجع. الطائفة السنية اعتبرت على مر الزمن ومنذ الاستقلال «الوجه العروبي القومي المقاوم لإسرائيل والمناصر لفلسطين ولقضايا العرب» ورغم ذلك لم يأبه “تيار المستقبل” وقرر المضي في هذا الخيار الغريب. لماذا؟ لماذا لم تحصل «ثورة» على خيار السنيورة وسعد الحريري؟ (إذا استثنينا بعض الحراك في طرابلس والأسماء وأوراق التصويت الثلاث التي أعادت التذكير بماضي جعجع من صندوق الاقتراع). لماذا؟
هذه التساؤلات لا يمكن أن تتجه فقط نحو عتبة تيار المستقبل. عليها أيضاً أن تتوجه نحو «الأخر». نحو الطائفة الشيعية نحو «حزب الله» بشكل خاص. ما الذي يخيف لدى حزب الله بشكل يجعل «أهل السنة» (وللحق قسم كبير منهم) يقبل بأن يرشح سعد الحريري، جعجع من دون أن يحرك ساكناً ومن دون أن ينزل إلى الشوارع مندداً بذلك؟ هل السلاح هو الذي يخيف أهل السنة؟ هل باتت مقاومة إسرائيل مرفوضة بهذا الشكل لدى أهل السنة؟
«الدولة الدولة.. ومرجعية الدولة» يردد الجميع مثل ردة زجل. ولكن ألم يكن أحد هواجس أهل سنة لبنان جمود الدولة وعدم تحركها للرد على الاعتداءات الإسرائيلية وراء دعم أهل السنة للسلاح الفلسطيني في العقود السابقة؟
«ولاية فقيه ولاية فقيه» يردد الجميع مثل ردة الزجل. ولكن هل يعتقد البعض (بحق وبصراحة) أن حزب الله يريد تحويل كل أهل السنة إلى «شيعة»؟
«الحريري الحقيقة…الحقيقة محكمة» ترديد ممل يجافي أي منطق. أحد أكبر المتضررين من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كان بلا شك “حزب الله” أياً تكن إخراجات التحقيقات. يدرك أهل السنة أن المرحوم الحريري «حمى» “حزب الله” من ضغوط اسرائيل لوضعه على لوائح الإرهاب. “حزب الله” في عهد رفيق الحريري كان تحت جناح حماية علاقات الرئيس الشهيد وهذا يعرفه أهل السنة.
«السيد حسن نصرالله بلباسه الأسود… عمامة وجبّة» قد يثير بعض أهل السنة من حيث المظهر فقط، ولكن إذا «نبشنا» قليلاً في فحوى كلامه لوجدنا أنه ليس بعيداًعما كان يحمل أهل السنة في أيام الطيب الذكر جمال عبد الناصر، وإن كان نصرالله يغلف خطاباته برداء ديني لم يقاربه الرئيس الراحل.
«الضاحية أنظر إلى الضاحية»… عند كل كلام عن “حزب الله” ترشح إلى واجهة الحديث الضاحية ولباس نساء الضاحية ولحى شباب الحزب والقمصان السود والمربع الأمني… ولكن لو نظرنا ناحية السلفيين من أهل السنة لوجدنا أن المنافسة حية بين المذهبين أكان ذلك من ناحية الملبس أم التصرف أم قص اللحى والاهتمام بها. إذا يعود السؤال ما الذي يخيف أهل السنة لدرجة سمحت لـ”تيار المستقبل” بأن يرشح سمير جعجع رئيس “حزب القوات اللبنانية” مع كل ما يحمله اسمه من وزن يعيد ذاكرة اللبنانيين وأهل السنة بشكل خاص إلى أحلك أيام الحرب الأهلية؟
في الواقع إن تصرف أهل السنة هو تصرف سياسي وخطأ “حزب الله” هو خطأ سياسي ١٠٠ في الـ ١٠٠.
لقد تقوقع “حزب الله” في دائرته الشيعية عوضاً عن أن يتوجه إلى الدائرة القومية العربية التي تشمل أهل السنة والأحزاب العلمانية. عندما انتصر في حرب تموز ٢٠٠٦ جعل انتصاره نصراً إلهياً أي ربطه بمذهب واحد لأسباب قد تكون مفهومة آنياً (بعد ضرب الجنوب وأهل الجنوب بشكل عنيف وجب احتضانهم) لأسباب تكتيكية. ولكنه سهى عن استراتيجية استيعاب كل المقاومين لإسرائيل من دون سلاح. هذا التصرف أعاد التذكير بـ«تعنيف الأحزاب العلمانية في الجنوب وإزاحتها من صفوف المقاومة واستفراد الحزب بشعار المقاومة».
أخطاء كثيرة لا مجال لتعدادها رمت بأهل السنة في هذا الدرك منها «الآلاعيب السياسية» مثل التحالف مع الجنرال ميشال عون من دون أي «حليف سني» وازن، وهو ما كسر معادلة التوازن اللبنانية.
لم يخطر ببال “حزب الله” عندما كان في عز قوته أن يدعم أي رجل سياسي سني ويضعه في واجهة حواراته السياسية. في كافة «بازارات» المفاوضات التي تسبق الانتخابات لم «يحارب» “حزب الله” لدعم أي مرشح سني لذا زادت حدة صورته الشيعية المذهبية وخفت صورته القومية.
إذا وضعنا جانباً الدعم المعنوي لـ«سليم الحص» بعد أن بات في إطار الانسحاب من العمل السياسي المباشر، والدعم «غير المقنع والتكتيكي» لعمر كرامي، لم ير أهل السنة أي رجل سياسي سني يستطيع أن يؤثر على قرارات “حزب الله” بعكس. ميشال عون وحزبه الماروني.
قد يتدثر “حزب الله” بعلمانية عندما يريد ذلك، ويرتدي رداءً شيعياً عندما يريد، ويلجأ الى غطاء ماروني عندما يرى في ذلك مصلحة له، ولكن ما لا يراه أهل السنة هو تقارب معهم من قبل “حزب الله”.
لهذا السبب تجرأ فؤاد السنيورة وسعد الحريري و”تيار المستقبل” على اغتصاب ذاكرة أهل السنة.
ان تجميل “حزب الله” كامل المسؤلية عن خيارات الطائفة السنية هو اجحاف كبير و ابنعاد اهل السنة عن الشان القومي ليست مسؤلية جزب الله بل تقاعس السنة عن واجباتهم الوطنية و القومية ان يتجرأ تيار المستقبل على ترشيح اكبر عميل اسرائلي و مجرم سفاح ﻻ يمكن تبرير ذلك باتهام حزب الله و لو فعلها حزب الله لانفض عنه كل مسلم شريف. اما فيمايتعلق بحظب الله هناك الكثير من شرفأ السنة يناصرونه و يقاتلون في صفوفه. ان تنتقد فذلك حق اما ان تتجنا فهذا فيه ظلم ﻻابطال اعادوا لكل الوطن العربي كرامته المهدورة من قبل ااسرائيل العدو اﻻبدي لكل العرب و باﻻخص لبنان
تاريخ نشر التعليق: 2014/04/27Je ne suis pas entièrement d’accord avec Bassam Tayyara, principalement parce qu’il a tendance `penser confessionnellement et non “nationalement”.
تاريخ نشر التعليق: 2014/04/27Que ce soit les chiites ou autres, qui ont repoussé Israel, qu’importe puisqu’ils ont réussi.
Si 2 groupes de “nature” différente ont réussi à rapprocher leur point de vue, tant mieux! Au lieu de s’alarmer, il faut ajouter à cette entente de la part d’autres groupes. Etc…
Je ne vais pas reprendre tout le discours mais juste noter que tant qu’on pense “confessionnel” on ne peut sortir de l’étau. Tant pis pour ceux qui veulent y rester!
اُكتب تعليقك (Your comment):