لبنان للاجئين السوريين: من يدخل سوريا يفقد صفة النازح
حذر لبنان اللاجئين السوريين البالغ عددهم اكثر من مليون شخص، من نزع صفة “النازحين” عنهم في حال زاروا سوريا، معلنا انهم باتوا ممنوعين من القيام بذلك بدءا من الاحد، بحسب ما اعلنت وزارة الداخلية السبت.
ويأتي القرار الاول من نوعه منذ بدء النزاع قبل اكثر من ثلاثة اعوام، وسط تزايد التحذيرات الرسمية من عدم قدرة لبنان على تحمل اعباء النزوح السوري، وبعد يومين من إدلاء عشرات آلاف السوريين بأصواتهم في سفارة بلادهم في اطار الانتخابات الرئاسية، ما دفع قوى مناهضة لدمشق للمطالبة باعادة مؤيدي الرئيس بشار الاسد من النازحين الى بلادهم.
وقالت وزارة الداخلية انه “في إطار عملية تنظيم دخول وخروج الرعايا السوريين إلى الأراضي اللبنانية، يطلب الى جميع النازحين السوريين والمسجلين لدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الإمتناع عن الدخول إلى سوريا إعتبارا من 1/6/2014 تحت طائلة فقدان صفتهم كنازحين في لبنان”، وذلك في بيان نشرته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.
واوضحت ان “هذا التدبير يأتي انطلاقا من الحرص على الامن في لبنان وعلى علاقة النازحين السوريين بالمواطنين اللبنانيين في المناطق المضيفة لهم، ومنعا لاي احتكاك او استفزاز متبادل”.
واشارت الوزارة الى ان القرار سيعمم “على كل المراكز المختصة على الحدود اللبنانية السورية”، داعية منظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بموضوع النازحين، الى ابلاغ اللاجئين السوريين بالقرار.
وبحسب الارقام المسجلة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، يستضيف لبنان اكثر من مليون نازح سوري هربوا من بلادهم جراء اعمال العنف المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011. ويتوزع هؤلاء لدى مجتمعات مضيفة او اقارب، او في مخيمات عشوائية اقيمت في العديد من القرى والبلدات، لا سيما في شمال البلاد وشرقها.
ويتذمر اللبنانيون من تقاسم اللاجئين السوريين معهم سوق العمل والموارد المحدودة اصلا في بلد يعاني ازمات اقتصادية وسياسية متلاحقة منذ سنوات، مع خلفية دائمة مرتبطة بالوضع السوري.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حذر الخميس من ان لبنان قد “ينهار” في حال تواصل توافد اللاجئين، مشيرا الى ان البلد الصغير بموارده المحدودة بات “تحت ضغط ديموغرافي هائل”، وان خسائره الاقتصادية بلغت 7,5 مليار دولار منذ اندلاع الازمة السورية.
واشار باسيل الى ان الحكومة اللبنانية وضعت خطة لمعالجة أزمة اللجوء السوري تقضي ب”وضع حد لموجة النزوح السوري الى لبنان، وخفض اعداد النازحين السوريين الموجودين حاليا فيه، وتامين عودة محترمة للسوريين الموجودين هنا لاسباب اقتصادية”.
وتسعى الحكومة، بحسب باسيل، الى “اقامة مجمعات سكنية داخل سوريا او على الحدود السورية للنازحين غير القادرين على العودة”.
وتوافد عشرات آلاف السوريين يومي الاربعاء والخميس الى سفارة بلادهم للادلاء باصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في سوريا في الثالث من حزيران/يونيو، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس الاسد في موقعه لولاية ثالثة. وتسبب الاقبال بزحمة سير خانقة واثار امتعاضا واسعا.
ودعت السفارة السورية مواطنيها الذين لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم، الى القيام بذلك الثلاثاء في الثالث من حزيران/يونيو، في الجانب السوري من المعابر الحدودية بين البلدين.
وبدا من الصور والشعارات المرفوعة خلال التصويت في السفارة، ان الغالبية العظمى من المشاركين تؤيد الاسد.
وطالبت “قوى 14 آذار” المناهضة لدمشق وحليفها اللبناني حزب الله، الحكومة “بالعمل على ترحيلهم فورا الى بلادهم”، معتبرة ان مشاركتهم في الانتخابات تعني “انهم غير مهددين بأمنهم، وبالتالي فان صفة النزوح لا تنطبق عليهم”.
وينقسم لبنان بشدة بين موالين للنظام السوري ابزرهم حزب الله المشارك في المعارك الى جانب القوات النظامية، ومتعاطفين مع المعارضة ابرزهم “تيار المستقبل” بزعامة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري.
وشهد لبنان سلسلة من اعمال العنف والتفجيرات على خلفية النزاع السوري، ادت الى مقتل العشرات.
وافاد الجيش اللبناني في بيان مساء السبت انه “عند الساعة 1.25 من فجر اليوم، سمع دوي إنفجار في بلدة عرسال (شرق)، تبين أنه ناجم عن إنفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل سيارة (…) تحمل لوحة تسجيل أجنبية”، مشيرا الى ان التفجير ادى الى اصابة شخصين.
وافاد مسؤول محلي في البلدة وكالة فرانس برس ان السيارة “تحمل لوحة سورية”، وان التفجير ناتج عن “إلقاء اصبع ديناميت اسفل السيارة”. واوضح ان اسباب الحادث “شخصية”، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.
وتقع البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، على الحدود اللبنانية السورية، وتستضيف عشرات آلاف النازحين. وتعرضت البلدة مرارا لقصف من الطيران السوري منذ اندلاع النزاع.