موسى: على الإخوان المسلمين القبول بأمر واقع جديد
باريس – بسّام الطيارة (خاص)
عاشت مصر ثلاث سنوات مليئة بالمتغيرات النظام تغير مرتين القوى السياسية تغيرت وأصابتها تحولات كثيرة. وحده عمرو موسى يبقى ثابتاً في موقف مبدئي عجزت كل العواصف التي نزلت بمصر أن تحيده عنه: «أشتغل للبلد» قالها بلكنته المصرية التي يطعم بها لغة عربية فصحى تسيل بسهوله، وهو سبق وقالها لـ«برس نت» عندما ترشح للانتخابات الرئاسية.
يفسر في لقاء صحفي خاص في منزل السفير المصري في فرنسا محمد مصطفى كمال، قوله هذا «أكون موجود وأساعد». موسى «مشغول بمصر وطريقة استكمال خريطة الطريق»، ويعتبر نفسه ضمن «الناس النشطين في هذا المجال».
في زيارته إلى باريس يبدو عمرو موسى وكأنه «سفير «مصر الجديدة» في العالم: خبرته وتمرسه الديبلوماسي وسعة معارفه تجعله «واجهة مصر» التي يتم عبرها طمأنة العالم بأن بلاد النيل على طريق الخروج من الأزمة. يطمئن محدثيه في مجلس الشيوخ الفرنسي وومجلس النواب (قبل أن يتوجه للقاء فابيوس)، يتحدث من دون أي لغة خشبية فلا يتردد في وصف ما حدث في مصر «كان ممكن تنعمل أحسن من كده».
في الشأن الداخلي يشير موسى إلى الانتخابات النيابية المقبلة «في الخريف … بحلول أوكتوبر» فالبرلمان بالنسبة لموسى «هو جزء من إعادة البناء… أي إنقاذ مصر». وينفي وجود تحالفات لتشكيل كتلة نيابية كبيرة، ولكنه يؤكد وجود «مشاورات لبلورة الحركة المدنية المصرية التي تؤمن بالدستور» وتابع بأنه يمكن تواجد تحالفات «حول قانون ما أو موضوع معين».
هل يريد الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي تشكيل حزب؟ يجيب مباشرة «لم يصل إلى علمي أنه يريد إنشاء حزب» ويستطرذ بأن «إنشاء أحزاب من فوق هو تفكير قديم». هل تترشح للانتخابات؟ «لم أقرر وربما لا أترشح»، هل يشارك «الإخوان المسلمون»؟ الإجابة تأتي بسرعة «في مسألة المشاركة يجب طرح السؤال للإخوان المسلمين… أستطيع أن أجيب على أنه يحق لهم المشاركة». ويشرح موسى ظروف تلك المشاركة بأنه على الإخوان «القبول بأن أمراً واقعاً جديداً حصل على الأرض وأن دستوراً جديداً يحمي الحقوق»، ويتابع «هناك فرصة جديدة عليهم أن يستفيدوا منها».
ينتقل عمرو موسى إلى الوضع الإقليمي عبر بوابة شكر «مبادرة الملك عبدالله السعودي والإمارات ودول الخليج التي دعمت مصر ومنعت تدهور الاقتصاد المصري»، ويرى موسى في ذلك الاحساس بـ«ضرورة عودة مصر إلى مسرح الشرق الأوسط لأن ذلك من مصلة العرب والدول الإقليمية والقوى الدولية».
نسأل: هل صحيح أنه تم تقديم عرض لك بالحلول محل الاخضر االابراهيمي كممثل للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا؟ يجيب موسى بطريقة ديبلوماسية «هذا ما أثير في الإعلام وتحدث عنه البعض». ولكن بعد برهة قصيرة جداً يتابع بأن الأمر «عرض بطريقة غير رسمية» ويشدد على «نحن مشغولون بمصر». وفي ذلك تأكيد غير مباشر لمسألة العرض الذي قدمه «بان كي مون» للأمين العام السابق للجامعة العربية للعب دور الوسيط في الحرب الأهلية السورية.
نسأل: ما رأيك في إمكانية تدخل مصر في ليبيا للحد من قوة الجهاديين؟ يجيب بسرعة «لا أعتقد بأن الجيش المصري سوف يخرج من الحدود المصرية… رلكنه سيدافع عن حدود مصر بكل إمكانياته». ولا يتردد من القول بأن «الجيش الحر في ليبيا هو مليشيات… هو أكذوبة». ولكنه يؤكد وجود تواصل مع الجزائر ومصر حول «آلحالة الليبية».
والعراق؟ يجيب «ما يحصل في العراق هو كارثة وشيء مؤسف» ويستطرد «من يزرع الشر يحصد الشر والطائفية شر في اللحظة التي يبدأ فيها سيل الدماء». ويحذر موسى من «إطلاق عملية تسليح فهو موضوع خطير» ويرى موسى بأن«مزاج أوباما لا يدعو للاعتقاد بأنه سيرسل جنود على الأرض»، في حين أن تدخل إيران «لن يكون من دون ردة فعل… سياسية على الأقل». نسأل: والحل؟ يجيب بأن الحل يكون «أن يعد النظر في التعامل مع كافة أطياف الشعب العراقي ووقف التدخل في سوريا».
وسوريا؟ من دون تردد يشير موسى إلى أن «كل السياسات التي اتبعت منذ بداية المسألة السورية لم تكن تهدف لإيةاد حل بل لإدارة الصراع». ويرى بأن «تسليم الأمر لروسيا وأميركا كان خطأ أساسي»، فلا بد من وجهة نظره من «حل عربي إقليمي إلى جانب الدور الدولي». ويرى موسى ضرورة أن يكون الحل «٢+٢+٢» أي دور للسعودية ومصر إلى جانب الشق الإقليمي أي إيران وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا … كما يمكن دعوة الأردن حول طاولة مستديرة «ؤرقفال الباب وعدم الخروج إلا بحل».
يصادف وجود عمرو موسى في باريس انعقاد «المنتدى الدولي للسلام» الذي يتم ضمن إطار نشاطات «الاتحاد من أجل المتوسط» نسأله عن هذا الاتحاد الذي كان لمصر دور كبير في إنشائه. لا يتردد موسى من الإشارة إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط فشل (ما مشيش) ويدعو لـ«منطلق جديد» يبنى على تجديد «لقاء برشلونة». ويشرح بأن المنطقة مرت بتغيرات وبالتالي سيحصل تطوير للأنظمة العربية يسمح بانطلاق المحاور الثلاثة الني قام عليها لقاء برشلونة أي ١) السياسة والأمن ٢) ااقتصاد ٣) الثقافة.
نسأل: عمرو موسى ماذا ستقول لمحدثيك في فرنسا وأوروبا ؟ «تماما ما قلته هنا». هذا هو عمرو موسى رجل الديبلوماسية وسرعة البداهة التواصلية.