حماس تقصف القدس وتل أبيب
قال مسؤولون فلسطينيون إن 20 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة يوم الثلاثاء في حين هددت إسرائيل بهجوم طويل ضد النشطاء الإسلاميين الذين وصلت صواريخهم إلى تل أبيب.
وهرع الإسرائيليون للاختباء في حين دوت أصوات صفارات الانذار في العاصمة التجارية تل أبيب أبعد هدف يصل إليه نشطاء غزة منذ اندلع القتال قبل نحو ثلاثة أسابيع بعد خطف وقتل ثلاثة فتية إسرائيليين. ودوت أصوات صفارات الإنذار من غارات جوية لاحقا في القدس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ أسقط الصاروخ الذي قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها أطلقته.
وقالت حركة حماس إنها استهدفت مدنا تشمل القدس وتل أبيب في وسط البلاد بالإضافة إلى حيفا في الشمال.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي البريجادير جنرال موتي الموز للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي “لم نتلق تقارير عن خسائر بشرية من أي من المناطق المستهدفة.” ولم يذكر تفاصيل عن المواقع.
وتردد دوي الانفجارات في أرجاء قطاع غزة الكثيف السكان والتي هزت المباني وأطلقت أعمدة الدخان. وفي مناطق سكنية سمع صوت أطفال يبكون في حين علت أصوات صفارات عربات الإسعاف.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 12 مدنيا على الأقل بينهم خمسة أطفال كانوا بين 20 قتيلا في غزة. وفي إسرائيل قال مسعفون إن شخصين اثنين على الأقل أصيبا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “لن نتسامح مع إطلاق الصواريخ على مدننا وبلداتنا.. ولذا أمرت بزيادة كبيرة في عمليات (الجيش) ضد إرهابيي حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في قطاع غزة.”
ودعا نتنياهو الإسرائيليين إلى التوحد و”إبداء الصمود لأن هذه العملية قد تستغرق وقتا”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن غزوا بريا للقطاع بات محتملا لكنه ليس وشيكا وحثوا المواطنين في البلدات التي تبعد حتى 40 كيلومترا من الجيب الساحلي على البقاء قرب الملاجئ.
وفي مدينة اسدود الإسرائيلية الساحلية سارع سائقو السيارات بالخروج من سياراتهم وهرولوا إلى مداخل المنازل الآمنة نسبيا فيما دوت صفارات الإنذار.
وفي عملية توغل جريئة نزل خمسة مسلحين من حماس على الشاطئ قرب زكيم حيث تقع مستوطنة زراعية تعاونية (كيبوتز) وقاعدة للجيش على الجانب الآخر مباشرة من الحدود مع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتلهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه اتصل هاتفيا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص أزمة غزة.
وقال مكتب عباس في بيان “أكد الرئيس السيسي حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير.
“وعد الرئيس السيسي باستمرار بذل الجهود المصرية لوقف إطلاق نار فورا وبأسرع وقت.”
وأيدت واشنطن أعمال إسرائيل في حين دعت فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة الطرفين إلى ضبط النفس.
وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض “ندين بشدة إطلاق الصواريخ المتواصل على إسرائيل والاستهداف المتعمد للمدنيين من جانب منظمات إرهابية في غزة.”
وأضاف في مؤتمر صحفي “لا يمكن أن تقبل أي دولة إطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين ونحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات الشريرة.”
وجاء تصاعد العنف على طول حدود غزة في أعقاب سلسلة أحداث بدأت بخطف ثلاثة فتية يهود في الضفة الغربية في 12 يونيو حزيران. وهذه أسوأ أعمال عنف منذ الحرب التي استمرت ثمانية أيام في 2012 والتي تم خلالها أيضا استهداف تل أبيب. واعتقلت إسرائيل التي ألقت باللوم على حماس في واقعة الخطف مئات الناشطين المنتمين للحركة خلال عمليةالبحث عن الفتية الذين عثر عليهم في نهاية الأمر قتلى. ولم تؤكد حماس أو تنف ضلوعها في الخطف. وفيما يشتبه أنه هجوم انتقامي اختطف فتى فلسطيني في القدس الشرقية يوم الأربعاء الماضي وعثر على جثته متفحمة في غابة لاحقا واعتقل ستة إسرائيليين بعد الحادث.
وتقول إسرائيل إن الفلسطينيين أطلقوا منذ ذلك الحين أكثر من 200 صاروخ من غزة.
وهدد الجناح العسكري لحماس برد “مزلزل” على الهجمات الإسرائيلية لكن مصدرا فلسطينيا مقربا من الجماعة قال إنها مستعدة لإعادة الهدوء إذا التزمت إسرائيل بهدنة توسطت فيها مصر عام 2012 وأطلقت سراح سجناء اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري “على العدو ألا يحلم بالهدوء والاستقرار إلا إذا التزم بما يلي : وقف الحملة على الضفة والقدس ووقف الغارات على غزة وتحليق الطائرات بغزة والإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار بعد اختطافهم بالضفة.”
وفي هجوم إسرائيلي دمر منزلا أثناء الليل في غزة قالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن العائلة المقيمة بالمنزل تلقت اتصالا من ضابط إسرائيلي طالبها بمغادرة المنزل لأنه سيتعرض للقصف وإن العائلة تركت المنزل في الوقت المناسب. لكن الوزارة قالت إن تسعة من الجيران أصيبوا.
وقال سكان إنه تم حث الناس على التجمع هناك “كدروع بشرية” لمنع هجوم ثان.
وأفاد موقع مؤيد لحماس أن أربعة آخرين قتلوا في سيارة قصفت في مدينة غزة وعرف موقع انترنت مؤيد لحماس أحدهم بأنه محمد شعبان وهو قائد في الجناح العسكري للحركة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تحاول استهداف الناشطين فقط وأضاف “تختبيء حماس عمدا وراء المدنيين الفلسطينيين لذا فإنها تتحمل المسؤولية حين يلحق بهم الضرر دون قصد.”