هدنة ٧٢ ساعة رقم ٢ لاستئناف المحاداثات غير مباشرة
قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية إن إسرائيل والفلسطينيين استأنفوا يوم الإثنين محادثات غير مباشرة بوساطة مصرية في محاولة لإنهاء القتال المستمر منذ شهر في قطاع غزة وذلك بعدما بدا أن هدنة جديدة مدتها 72 ساعة صامدة.
وقال مسؤول مصري إن المفاوضين الإسرائيليين وصلوا إلى القاهرة ثم غادروا يوم الإثنين دون كشف تفاصيل عن المحادثات.
وتطالب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بإنهاء الحصار الإسرائيلي ورفع القيود المصرية على حدود القطاع الساحلي وفتح ميناء بحري في غزة وهو مطلب تقول إسرائيل انه لا يمكن مناقشته إلا في إطار محادثات مع الفلسطينيين بشأن اتفاق سلام دائم.
وقتل 1938 فلسطينيا و67 إسرائيليا في نحو شهر من القتال بينما دمر القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من القطاع المكتظ بالسكان. وحثت وزارة الخارجية المصرية الطرفين على العمل نحو التوصل إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار.
ويقول مسؤولو مستشفيات في غزة إن القتلى الفلسطينيين أغلبهم من المدنيين منذ أن شنت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو تموز لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع.
وخسرت إسرائيل 64 جنديا وثلاثة مدنيين في الحرب فيما أثار مقتل مدنيين وتدمير آلاف المنازل في غزة إدانة دولية واسعة النطاق.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن المفاوضات خلال الهدنة الجديدة ستكون “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق.
وفي جنيف عينت الأمم المتحدة لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ارتكبها الطرفان اثناء الهجوم العسكري لإسرائيل في قطاع غزة.
ورحبت حركة حماس باللجنة التي يرأسها وليام شاباس وهو بروفيسور كندي للقانون الدولي لكن إسرائيل ادانت الخطوة.
وقال أبو زهري المتحدث باسم حماس “حركة حماس ترحب بقرار تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب على غزة وتدعو إلى الإسراع في بدء عمل اللجنة.”
وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في وقت سابق إن مجلس حقوق الإنسان “محكمة تفتقر إلى المعايير الدولية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايجال بالمور في بيان “بالقرار الذي صدر بالفعل يوم 23 يوليو لتشكيل اللجنة أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية أن مجلس حقوق الإنسان قد تحول منذ زمن بعيد إلى (مجلس حقوق الإرهابيين ومحكمة تفتقر إلى المعايير الدولية) وتحدد تحقيقاتها مسبقا.”
وأضاف المتحدث “إذا كانت هناك حاجة إلى دليل أكثر فإن تعيين رئيس اللجنة المعروف بتحيزه ضد إسرائيل يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل لا يمكنها أن تتوقع العدالة من هذه الهيئة التي كتبت تقريرها بالفعل وكل ما تبقى هو أن تقرر من الذي سيوقع على ذلك.”
* هدنة طويلة الأمد
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز في مقابلة إذاعية يوم الإثنين إن سحب سلاح الجماعات المسلحة في قطاع غزة أمر حيوي للحفاظ على استمرارية هدنة طويلة الأمد وعبر عن أمله في أن يتم التوصل إلى هذا الأمر عبر القنوات الدبلوماسية وليس باستخدام القوة.
وقال للإذاعة الإسرائيلية “آمل حقا التوصل إلى حل دبلوماسي. أنا مقتنع أنه عاجلا أم آجلا سيكون علينا اختيار الحل العسكري واستعادة السيطرة الموقتة على القطاع لنزع السلاح منه مرة أخرى.”
ومن بين النقاط الشائكة في مطلب إسرائيل بالحصول على ضمانات ألا تستخدم حماس أي امدادات يتم ارسالها إلى غزة لاعادة الاعمار في حفر المزيد من الانفاق التي يستخدمها فلسطينيون للتسلل إلى إسرائيل.
وتطالب حماس بإنهاء الحصار الاقتصادي لقطاع غزة الذي تفرضه اسرائيل فضلا عن الاجراءات المشددة التي تتخذها مصر في منطقة الحدود فيما تعتبر القاهرة أن حركة حماس تمثل تهديدا لأمنها.
وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار على غزة وتعتقد أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج.
ووفقا للأمم المتحدة يعيش 450 ألف نازح جراء القتال في قطاع غزة في ملاجئ للطوارئ أو مع عائلات مضيفة. وبلغ عدد المنازل التي دمرت أو تعرضت لأضرار بالغة جراء الهجوم الاسرائيلي نحو 12 ألف منزل.
وفي غزة فتحت المحال التجارية أبوابها وبدت حركة السير عادية بينما كانت العائلات النازحة تعود إلى منازلها التي أجبرت على تركها خلال الهجمات الإسرائيلية وعبروا عن أملهم في أن تستمر هذه الهدنة بعد سلسلة فاشلة من اتفاقات لوقف إطلاق النار.
وقال أبو سلمى وهو أحد سكان حي الشجاعية بينما كان يتوجه وعائلته على عربة يجرها حمار إلى منزلهم “الله وحده يعرف ما إذا كانت (الهدنة) دائمة.”
وأضاف “هدنة ولا هدنة. بات الأمر يشبه (المسلسل الكرتوني) توم وجيري. نريد حلا.”
وأشاد بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالهدنة الجديدة وعبر عن أمله في أن تفضي إلى هدنة طويلة.
وقال مسعفون إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي يوم الأحد أسفرا عن سقوط تسعة قتلى فلسطينيين في غزة بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما وامرأة في ثالث يوم من تجدد القتال منذ انتهاء الهدنة.
وأدت إحدى الضربات الجوية إلى تدمير منزل رئيس بلدية غزة نزار حجازي في الجهة المقابلة لمكتب رويترز من الشارع حيث سقط المراسلون ومصورو التلفزيون على الأرض حينما وقع الانفجار.
ولم تقع خسائر في الأرواح جراء الهجوم لأن إسرائيل بعثت تحذيرات عن طريق الهاتف للمقيمين في المنزل والمباني المحيطة.
وقالت إسرائيل إنها استهدفت 11 “فريقا إرهابيا” في غزة بينهم مسلحون شاركوا أو أعدوا لإطلاق صواريخ.