البحرين: انتخابات وسط مقاطعة شيعية
اقترع الناخبون في البحرين السبت في انتخابات تشريعية وبلدية هي الاولى منذ بدء الاحتجاجات التي يقودها الشيعة في 2011، وذلك وسط مقاطعة المعارضة للعملية الانتخابية في هذه المملكة الخليجية الاستراتيجية الحليفة للولايات المتحدة.
وسجلت حوادث متفرقة ليل الجمعة السبت بين محتجين شباب وقوات الامن في القرى الشيعية الواقعة في الضاحية الغربية للمنامة، بحسب شهود.
ودعي 349 الفا و713 ناخبا مسجلين الى انتخاب اربعين نائبا من بين 266 مرشحا بينهم 23 من الاعضاء السابقين في مجلس النواب، بحسب الارقام الرسمية.
واعلن وزير العدل البحريني الشيخ خالد الخليفة بعد ساعة من اغلاق مراكز الاقتراع ان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 51,5 في المئة بحسب التقديرات الاولى، وذلك رغم دعوات المعارضة الى المقاطعة.
ووصف معارضون العملية الانتخابية بانها “مسرحية” فيما طالب زعيم جمعية الوفاق المعارضة التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد وتقود حركة المقاطعة الى وضع حد لما قال انه “استفراد بالسلطة” من قبل اسرة ال خليفة الحاكمة.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة (5,00 تغ)، واستمر التصويت حتى الساعة 20,00 (17,00 تغ) في الانتخابات التشريعية والبلدية.
وقبل ساعتين من اغلاق الصناديق، ادلى عشرة في المئة من الناخبين باصواتهم في قرية سنابس الشيعية، شرق المنامة بحسب ما قال مراقب من منظمة غير حكومية محلي لفرانس برس.
وفي وسط سنابس، دارت مواجهات بعد الظهر بين شبان بعضهم ملثم يحملون زجاجات حارقة وقوات الامن التي اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وفقا لمراسل فرانس برس.
واغلقت المحلات التجارية ابوابها في سنابس وقرى شيعية اخرى شهدت مواجهات مشابهة كما افاد شهود عيان.
وفي منطقة الرفاع ذات الغالبية السنية والتي يقيم فيها رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان ال خليفة، توجه نحو مئة ناخب غالبيتهم من الرجال الذين كانوا يلبسون الثياب التقليدية البيضاء، الى مركز الانتخاب حيث اصطفوا في طابور قبل فتح الصناديق بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقالت نعيمة الحدي وهي موظفة في الثلاثين من عمرها تقريبا “ان هذه الانتخابات ستساهم في تطوير البلاد تحت قيادة الملك”.
وفي جدحفص القرية الشيعية شمالا، اصطف قلة من الناخبين امام مركز للتصويت في دائرة تضم اكثر من تسعة آلاف ناخب مسجلا. وقال احد المراقبين “احصيت حوالى مئة مقترع بعد بدء التصويت”.
ولاحظ مراسلو وكالة فرانس برس عند عبورهم في قرى شيعية صباح السبت ما بدا انه آثار لمواجهات، لاسيما في قريتي السنابس وجدحفص. ولوحظ وجود مستوعبات نفايات محروقة وحواجز لقطع الطريق.
وفي قرية الديه الشيعية، قطعت الطرقات بجذوع اشجار وبكتل اسمنتية واكياس من الاسمنت والقمامة، وهي خطوات تقول السلطات انها تخريبية وتهدف الى منع السكان من المشاركة في الانتخابات.
وفي ختام حملة انتخابية خافتة نسبيا، تحركت المعارضة الشيعية بقوة للتاكد من نجاح دعوتها للمقاطعة، وهي ما انفكت تندد بما تقول انه “قمع” وتطالب ب”ملكية دستورية حقيقية”.
وعشية الانتخابات اكدت وزيرة الاعلام البحرينية سميرة رجب المتحدثة باسم الحكومة في مقابلة ان “باب الحوار لن يقفل حتى وصولنا الى توافقات”، مؤكدة في الوقت نفسه انه “لا يمكن ابقاء البلد وتعطيل كل المشروع الاصلاحي وتعطيل كل مصالح الدولة من اجل الوصول الى اتفاق او توافق مع طرف سياسي واحد”.
من جهته، طالب زعيم المعارضة الشيعية في البحرين الشيخ علي سلمان بوضع حد لما قال انه “استفراد بالسلطة” من قبل اسرة آل خليفة الحاكمة.
وفي مقابلة مع فرانس برس، قال زعيم جمعية الوفاق الاسلامية الجمعة ان “استراتيجية المعارضة تقوم على التواصل مع كل الاطراف من اجل التوصل الى حل توافقي يخرج البلاد من حالة الاستفراد بالسلطة هذه”.
وتوقع زعيم المعارضة الشيعية الا تتجاوز نسبة المشاركة 30%. وقال ان المقاطعة “تعبر عن موقف الشعب المطالب باصلاحات ديموقراطية”.
وفي هذه الانتخابات الاولى منذ قيام السلطات في اذار/مارس 2011 بوضع حد بالقوة لاحتجاجات قادها الشيعة طول شهر في كان يعرف ب”دوار اللؤلؤة” في خضم احداث الربيع العربي، تشكل نسبة المشاركة المؤشر الرئيسي.
وفي خطوة لتحدي السلطات، وضع ناشطون ملثمون امس الجمعة ما يشبه الصندوق في احد شوارع الدراز وقام عشرات المارة بوضع اوراق في الصندوق للمشاركة رمزيا في “استفتاء” دعت اليه مجموعة 14 فبراير المتشددة التي تعتبرها السلطات مجموعة ارهابية.
ودعا هذا الائتلاف المحظور لاستفتاء حول “شرعية النظام” بالتزامن مع الانتخابات.
وبعد ان سحبت نوابها من مجلس النواب في 2011 احتجاجا على قمع السلطة التي قادها الشيعة، ظلت جمعية الوفاق خارج العملية السياسية.
وفشلت عدة جولات من الحوار الوطني في اخراج البلاد من المازق المسدود. كما لم تؤد الى نتيجة ورقة اقترحها مؤخرا ولي العهد تضمنت تقسيما انتخابيا جديدا ومنح البرلمان صلاحية استجواب رئيس الوزراء واجبار رئيس الوزراء على استشارة النواب مع اجل تسمية الوزراء غير المنتمين الى اسرة آل خليفة الحاكمة فضلا عن اصلاح القضاء بمساعدة خبراء دوليين.
وترفع الوفاق مع جمعيات معارضة اخرى خصوصا مطلب “الملكية الدستورية” والوصول الى “حكومة منتخبة” من الغالبية البرلمانية. كما تطالب في موضوع الانتخابات المعارضة بقانون انتخابي مع تقسيم للدوائر يضمن “المساواة بين المواطنين”.
وبالرغم من الانتقادات التي وجهتها واشنطن للبحرين في موضوع التعامل مع الاحتجاجات، الا ان المملكة الخليجية الصغيرة التي يقطنها 1,3 مليون نسمة تبقى حليفا رئيسيا لواشنطن، وهي تشارك في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.