اشتباكات على الحدود اليمنية السعودية
اشتبكت القوات السعودية مع المقاتلين الحوثيين يوم الثلاثاء في أعنف تبادل لإطلاق النار عبر الحدود منذ بدء حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية الأسبوع الماضي بينما دعا وزير الخارجية اليمني الى تدخل بري عربي سريع.
وتقود السعودية تحالفا من عدة دول في حملة جوية دخلت يومها السادس ضد الحوثيين الذين برزوا كأكبر قوة باليمن حين سيطروا على صنعاء العام الماضي.
وتقول السعودية إن هدفها إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الى منصبه. وغادر هادي اليمن الأسبوع الماضي. ويتحالف الحوثيون مع ايران خصم السعودية في المنطقة وتدعمهم وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تنحى قبل ثلاثة أعوام بعد احتجاجات حاشدة على حكمه ضمن موجة انتفاضات الربيع العربي.
واضطر الصراع واشنطن الى سحب موظفيها من أحد الميادين الرئيسية في برنامجها السري لهجمات الطائرات بلا طيار الذي يستهدف تنظيم القاعدة.
وقال سكان ومصادر قبلية في شمال اليمن إن تبادلا للقصف بالمدفعية والصواريخ وقع في عدة أجزاء من الحدود السعودية. وأضافوا أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف فيما حلقت طائرات هليكوبتر سعودية.
وفي عدن بجنوب البلاد واصل المقاتلون الحوثيون ووحدات من الجيش متحالفة معهم هجوما ضد القوات الموالية لهادي وحاولوا السيطرة على آخر معقل رئيسي متبق لقوات الرئيس.
وقتل 36 شخصا على الأقل حين قصفت قوات الحوثيين موالين لهادي في عدن. وقصفت طائرات من التحالف بقيادة السعودية مواقع للحوثيين قرب المطار.
ودعت حكومة هادي المقيم حاليا في السعودية الى تدخل عربي بري في اليمن “بأسرع وقت ممكن”.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ردا على سؤال لقناة العربية الحدث التلفزيونية حول ما إذا كان يطلب تدخلا بريا عربيا “نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتي يتم بالفعل انقاذ البنية التحتية وانقاذ اليمنيين المحاصرين في الكثير من المدن.”
وتقول السلطات السعودية إنها حشدت قوات على الحدود استعدادا لأي هجوم بري لكنها لم تحدد موعدا لدخول القوات البرية. وقالت باكستان إنها سترسل قوات لمساندة السعودية.
وفي مدينة الضالع بجنوب اليمن قال سكان إن اشتباكات عنيفة اندلعت حيث تبادل انفصاليون جنوبيون إطلاق نيران المدفعية مع الحوثيين المدعومين بوحدات من الجيش موالية لصالح.
واستهدفت ضربات جوية متكررة مواقع للحوثيين وحلفاء لهم بما في ذلك مخزن للذخيرة في قاعدة عسكرية مما سبب انفجارات ضخمة. وقال شاهد عيان إن تسعة مقاتلين جنوبيين قتلوا فضلا عن نحو 30 من الحوثيين وحلفاء لهم.
وفي بلدة يريم بوسط اليمن قال سكان إن ضربة جوية أصابت شاحنة صهريج لنقل الوقود مما أدى الى مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وزاد التوتر في المنطقة الحدودية منذ أسفرت غارة نفذها التحالف بقيادة السعودية عن مقتل 40 شخصا على الأقل في مخيم المزرق للنازحين قرب حرض يوم الاثنين.
وخاضت السعودية حربا برية قصيرة ضد الحوثيين في المنطقة الحدودية عام 2009 وكانت تدعم الرئيس اليمني صالح في ذلك الحين.
ويأتي الصراع في اليمن بعد سنوات من الاضطرابات وتفكك السلطة المركزية في بلد مازال يتعامل مع حركة انفصالية في الجنوب الى جانب استياء القبائل وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أنشط فروع القاعدة.
ووصف نائب وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان الضربات السعودية بأنها “خطأ استراتيجي”. وقال إن طهران لديها مقترح لإنهاء الصراع وتحاول التواصل مع الرياض. ولم يذكر تفاصيل.
وأضاف في الكويت أن بوسع ايران والسعودية التعاون لحل الأزمة اليمنية مشيرا الى أن طهران توصي بعودة كل الأطراف في اليمن الى الهدوء والحوار.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن العملية ستستمر الى أن تحقق أهدافها بإعادة الأمن والوحدة الى اليمن.
ونقل حساب مجلس الشورى السعودي على تويتر عن الأمير سعود قوله “نحن لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها.”
ونقل عنه قوله “عاصفة الحزم ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمنا مستقرا وموحدا.”
وفي حين أن الضربات لم تنجح حتى الآن في وقف تقدم الحوثيين فإن التحالف بقيادة السعودية يقول إنه نجح في إغلاق المجال الجوي اليمني امام داعمي الحوثيين وفرض حصار بحري.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن احدى طائراتها منعت من الهبوط في صنعاء لتوصيل إمدادات طبية ودعت الى “إزالة العقبات سريعا أمام نقل الإمدادات الطبية الحيوية لليمن اللازمة لعلاج المصابين.”
كما دعت كل المقاتلين الى السماح لعمال الإغاثة بممارسة عملهم بأمان. وقتل متطوع في الهلال الأحمر اليمني بالرصاص في الضالع يوم الاثنين بينما كان يجلي جرحى.