بورصات العالم ترحب بالاتفاق الثالث حول ديون اليونان
تفاعلت الاسواق الاوروبية بشكل ايجابي الاثنين مع الاتفاق بين منطقة اليورو واليونان للتفاوض بشأن خطة مساعدة ثالثة لاثينا وتفادي في اللحظة الاخيرة خروج هذا البلد من الاتحاد النقدي الاوروبي.
ولفت خبراء “سوسييته جنرال سي اي بي” للاستثمار المصرفي الى ان “الاتفاق السياسي التي تم التوصل اليه اليوم يفترض ان يقلص الشكوك (…) وهذا من شأنه ان يكون خبرا سارا للاعمال الاوروبية”.
وقد واصل قادة دول وحكومات الدول ال19 في منطقة اليورو طوال الليل الفائت مفاوضاتهم الحثيثة سعيا للتوصل الى تسوية تسمح ببقاء اليونان في منظومة العملة الموحدة.
وقال ديفيد بابيه المحلل لدى “اتيكس كابيتال” “ان الاسواق الاوروبية تتفاعل بايجابية مع الخبر”.
ففي حوالى الساعة 12,30 (10,30 ت غ) سجلت بورصة باريس ارتفاعا بنسبة 1,83% فيما كسبت بورصة فرانكفورت 1,42% ولندن 0,72% ومدريد 1,72% وميلانو 1,40%.
لكن اليورو تراجع مقابل الدولار الاميركي بعد ان اتجه للتحسن لفترة وجيزة على اثر الاعلان عن اتفاق. وبلغ سعره 1,1083 دولار مقابل 1,1149 دولار الجمعة حوالى الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش. كما تراجع ايضا مقابل الين الياباني وتم تبادله ب136,69 ين مقابل 136,86 ين مساء الجمعة.
واقفلت بورصة طوكيو الاثنين على ارتفاع ملحوظ بنسبة 1,57% مباشرة قبل الاعلان عن استئناف المفاوضات. وكسبت سيول 1,49% وتايبي 1,34%. في المقابل سجلت سيدني توجها معاكسا واقفلت على انخفاض طفيف بنسبة 0,3% وولينغتون 0,33%.
اما هونغ كونغ فاغلقت الجلسات على ارتفاع بنسبة 1,30% وشنغهاي 2,39% فيما سجلت شنزهن قفزة بنسبة 4,18%.
وبعد ابرام الاتفاق سيتعين على الحكومة اليسارية الراديكالية برئاسة الكسيس تسيبراس السعي الى كسب تأييد الراي العام الذي كانت وعدته بقطيعة مع التقشف واملاءات الجهات الدائنة.
فالاصلاحات التي يطلبها الدائنون الان من اليونان لا تحظى بشعبية وهي اشد صرامة من تلك التي رفضها 61% من الناخبين في استفتاء الخامس من تموز/يوليو.
وباتت اليونان التي تفرض رقابة على الرساميل ومصارفها مغلقة منذ 29 حزيران/يونيو، تعيش الان معتمدة على المساعدات العاجلة من البنك المركزي الاوروبي.
وفي ضوء نتائج قمة بروكسل قرر البنك المركزي الاوروبي الاثنين الابقاء على تمويله للاقتصاد اليوناني.
وفي سوق السندات في منطقة اليورو استفادت اليونان من هذه الاعلانات وسجل معدل فائدة الاقتراض على عشر سنوات تراجعا كبيرا بنسبة 11,948% مقابل 13,583% الجمعة عند الاقفال.
ومعدل الاستدانة في اسبانيا وايطاليا ارتفع بشكل طفيف بعد ان تراجع في بداية الجلسة، على التوالي بنسبة 2,161% مقابل 2,129% و2,152% مقابل 2,134%، والمعدل الالماني والفرنسي ب0,935% مقابل 0,898% و1,325% مقابل 1,283% على التوالي.
وقال رونان بلان مدير السندات لدى مجموعة كيلفست جيستيون “لا يمكن القول ان رؤية خروج اليونان كانت تعتبر خطرا وشيكا لمنطقة اليورو”.
ففكرة خروج موقت لليونان من منطقة اليورو طرحت للمرة الاولى بشكل واضح من خلال مشروع خطة دافع عنه وزراء مالية مجموعة اليورو الاحد.
واعتبر هيرواكي هيواتا المحلل لدى تويو سيكيوريتيز “ان وجهات النظر المتفائلة تطغى لدى المستثمرين” منذ مشروع التسوية الذي قدمته اليونان الاسبوع المنصرم ويظهر رغبة اثينا في ايجاد ارضية تفاهم حول مطالب الدائنين بعد الاستفتاء المثير للجدل.
كذلك تتوجه انظار الاسواق الاسيوية ايضا الى اضطرابات البورصات في الصين بعد ثلاثة اسابيع من التدهور الملفت.
فقد افتتحت بورصة شنغهاي مدعومة بالتدخل الكثيف للسلطات لوقف الانحدار على ارتفاع بنسبة 1% الاثنين وتقدمت باكثر من 3% بعد الظهر مؤكدة تحسنها السريع في الجلستين السابقتين.
واعتبر المحلل سام تاك لدى اي ان زد بنك النيوزيلندي انه “امر ايجابي ان تشعر السلطات بالحاجة لمزيد من التدخل خلال عطلة نهاية الاسبوع لكن الاسواق بقيت مضطربة بشكل واضح”.
فبعد عام من الارتياح بفضل تدابير الليونة النقدية التي اتخذها البنك المركزي بشكل متكرر وبفضل استدانة كثيفة للمستثمرين تضخمت اسواق الاسهم الصينية.
وكما توقع عدد من المحللين شهدت بورصة شنغهاي في نهاية المطاف تصحيحا صارما وسجلت انخفاضا بنحو 30% في اقل من شهر. وكثفت السلطات الاجراءات العاجلة الشديدة لوقف التدهور ويبدو ان هذه التدابير بدأت تعطي ثمارها.