تركيا تقصف داعش في سوريا
قصفت تركيا اليوم الخميس مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ردا على مقتل احد جنودها بالاطق نار من قبل جهاديين، وذلك بعد ثلاثة ايام على هجوم انتحاري دام نسبته انقرة الى التنظيم الجهادي واستهدف ناشطين مناصرين للقضية الكردية.
ووسط اجواء من التوتر الحاد التي غذاها مقتل شرطي في مدينة دياربكر الكردية الكبيرة، وقع هذا الحادث المسلح الاخطر منذ اشهر فيما تبحث الحكومة التركية تنفيذ اجراءات جديدة لتعزيز امنها على الحدود مع سوريا.
وقالت رئاسة الاركان التركية في بيان ان عسكريا تركيا قتل وجرح اثنان آخران قرب كيليس (جنوب تركيا) في صدام مسلح مع جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا على الحدود بين البلدين.
واوضح الجيش في بيان نشره على موقعه على الانترنت ان العنف اندلع في الساعة 13,30 (10,30 ت غ) اليوم عندما فتح خمسة عناصر من الجهاديين في سوريا النار على موقع متقدم للجيش التركي. وادى ذلك الى مقتل ضابط صف واصابة عسكريين اخرين اثنين.
واضاف ان عنصرا في التنظيم الاسلامي المتشدد قتل ايضا فيما تضررت ثلاثة من الياته.
وعملا بقواعد الاشتباك التي يعتمدها الجيش التركي منذ 2012 كلما طال اطلاق نار اراضيه، رد على الفور بفتح النار على المواقع الجهادية. واطلقت دبابات من كتيبة المدرعات الخامسة عدة قذائف بحسب وكالة الاناضول.
وتأتي هذه المواجهة المباشرة بعد ثلاثة ايام على الهجوم الانتحاري الذي اوقع 32 قتيلا ومئة جريح في سوروتش قبيل ظهر الاثنين.
وقد استهدف حشدا من الشباب المؤيدين للاكراد كانوا يريدون المشاركة في اعادة اعمار مدينة كوباني او عين العرب الكردية السورية التي دمرت في معارك ضارية استمرت اربعة اشهر وانتصر فيها المقاتلون الاكراد السوريون في كانون الثاني/يناير على “الدولة الاسلامية”.
وقالت السلطات التركية ان الانتحاري شاب تركي يبلغ من العمر 20 عاما ويدعى الشيخ عبد الرحمن الاغوز. وذكرت الصحف انه اقام في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وتتعرض الحكومة التركية الاسلامية المحافظة منذ هجوم سوروتش لانتقادات شديدة تاخذ عليها سوء تقديرها لحجم الخطر الجهادي وصولا الى غض الطرف عن انشطة تنظيم الدولة الاسلامية على اراضيها التي تشكل جسر عبور للمقاتلين الاجانب الى سوريا.
ولليوم الثاني على التوالي استهدفت الشرطة التركية في هجوم جديد، وسط توتر في اوساط الاكراد في تركيا.
ففي ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث الغالبية كردية، قتل شرطي واصيب اخر بالرصاص الخميس في هجوم نفذه ملثمون احد احياء المدينة، بحسب مصادر طبية وشرطية. ولم تتبن اي جهة هذا الهجوم.
وكان حزب العمال الكردستاني اعلن امس الاربعاء مسؤوليته عن اعدام شرطيين اثنين برصاصة في الراس في منزلهما في جيلان بينار قرب الحدود مع سوريا.
واقامت الحكومة التركية التي توعدت بمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، حفل تابين الخميس للشرطيين “الشهيدين” اكد وزير الداخلية صباح الدين اوزتورك خلاله ان “لا احد سيغرق هذا البلد في الرعب باستخدام وسائل همجية ومروعة وكريهة”.
وحرك هجوم حزب العمال الكردستاني الذي نفذ “ردا على مجزرة سوروتش” بحسب ما جاء في اعلان تبنيه، المخاوف من مخاطر اتساع رقعة القتال الجاري بين القوات الكردية والجهاديين على الاراضي السورية وانتقاله الى الاراضي التركية المجاورة.
وفي هذا السياق اعلنت حركة الشبيبة الوطنية الثورية المقربة من حزب العمال الكردستاني على موقعها الالكتروني انها قتلت مساء الثلاثاء في اسطنبول رجلا اكدت انتماءه لتنظيم الدولة الاسلامية مؤكدة في بيان انها ستقوم بمحاسبة “قتلة سوروتش”.
واقالت صحيفة ملييت الاربعاء احد محرريها المعروفين، قادري غورسيل، بعد تغريدة اوحى فيها بمسؤولية الرئيس رجب طيب اردوغان في الهجوم الانتحاري.
ولطالما نفت انقرة قطعيا هذه الاتهامات.
وياتي تبادل اطلاق النار غداة جلسة استثنائية للحكومة قررت تعزيز مكافحة الجهاديين.
وقال المتحدث باسم الحكومة بولند ارينتش “نعتبر تنظيم داعش تهديدا (…) سيتم وضع نظام امني على الحدود لمواجهة تهديد تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفا في تصريح صحافي “سنمنع الارهابيين من العبور ولكن عبور اللاجئين سيستمر”.
وافادت صحيفة حرييت نقلا عن مسؤولين اتراك ان الحكومة تفكر في نشر بالونات مراقبة على طول حدودها بطول 900 كلم مع سوريا ومضاعفة خط حواجزها لعرقلة تحرك الجهاديين.
وبدأ اجتماع جديد لقادة الجيش والاجهزة الامنية والاستخبارات بعد ظهر الخميس برئاسة رئيس الوزراء احمد داود اوغلو.
وفي اتصال هاتفي الاربعاء بحث الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره التركي “تعاونا مستمرا ويتكثف في المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجهودهما المشتركة من اجل فرض الامن والاستقرار في العراق وكذلك ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا”.
وتنظم تظاهرات يومية في مختلف المدن التركية لادانة سياسة رجب طيب اردوغان ازاء سوريا. ودعا اكبر حزب كردي تركي الى تجمع ضخم الاحد في اسطنبول.
ولم تتحرك تركيا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. فقد رفضت دعم المقاتلين الاكراد السوريين خشية تشكل منطقة ذات استقلالية معادية لها في شمال البلاد. واثار هذا القرار اعمال عنف في تركيا بالتزامن مع معركة كوباني في تشرين الاول/اكتوبر.