موجة من المهاجرين تجتاح حدود مقدونيا
اقتحم مئات اللاجئين السياج الشائك على الحدود المقدونية السبت رغم انتشار الشرطة الكثيف في فصل جديد من فصول ازمة اللاجئين المتفاقمة في اوروبا.
وفي ايطاليا يعكف رجال الانقاذ على انقاذ حوالى ثلاثة الاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا بعد تلقيهم نداءات استغاثة من 18 زورقا تواجه صعوبات.
وعلى الحدود بين اليونان ومقدونيا القت الشرطة القنابل الصوتية على اللاجئين في محاولة لمنعهم من العبور، كما استخدمت الهراوات ما ادى الى اصابة اربعة اشخاص بجروح طفيفة، بحسب مراسل فرانس برس.
واستعادت الشرطة السيطرة على الموقف خلال 30 دقيقة حيث اوقفت تدفق اللاجئين بعد ان اطلقت اكثر من عشر قنابل صوتية.
واللاجئون الذين تمكنوا من العبور الى مدينة جيفجيليجا المقدونية حاولوا ركوب سيارات الاجرة او غيرها من وسائل المواصلات للوصول الى صربيا في طريقهم عبر البلقان الى حدود دول الاتحاد الاوروبي.
وفي وقت سابق من السبت وصل مئات اللاجئين الراغبين في التوجه الى اوروبا الغربية، الى الحدود بين اليونان ومقدونيا التي يتواجد فيها نحو الفي لاجئ اخرين في المنطقة العازلة بعد ان منعتهم الشرطة المقدونية من عبور الحدود.
وسمحت الشرطة للاجئين والمهاجرين الذين امضوا الليلة في العراء رغم الامطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة ليل الجمعة السبت، بدخول البلاد في مجموعات من نحو 12 شخصا، الا ان ذلك لم يكن سريعا بما يكفي للمهاجرين العالقين منذ ايام في المنطقة العازلة بدون ماوى او طعام او ماء.
من ناحية اخرى قامت قوات خفر السواحل الايطالية بتنسيق عملية انقاذ كبيرة في البحر لانقاذ ما بين الفين الى ثلاثة الاف شخص.
وتشارك في العملية سبع سفن على الاقل لنقل المهاجرين من 14 زورقا مطاطيا مكتظا واربعة زوارق اخرى.
ووصل اكثر من 104 الاف مهاجر من افريقيا والشرق الاوسط وجنوب آسيا الى مرافىء جنوب ايطاليا منذ بدء هذه السنة بعد انقاذهم في المتوسط.
ووصل حوالى 135 الفا ايضا الى اليونان واكثر من 2300 قضوا في البحر بعد محاولتهم الوصول الى اوروبا.
واعلنت شرطة باليرمو في صقلية السبت انها اوقفت ستة مصريين يشتبه بانهم مهربو المهاجرين الذين عثر عليهم على متن سفينة مكتظة تحمل 432 راكبا جنحت في 19 اب/اغسطس.
وبحسب افادات المهاجرين فان السفينة كانت تحمل عشرة اضعاف سعتها، كما وضع المهربون عددا من النساء والاطفال في اسفل السفينة.
ودفع كل واحد من الركاب مبلغ الفي يورو للمهربين للعبور من مصر الى ايطاليا، بحسب الافادات التي حصلت عليها الشرطة.
واعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عن قلقها بشان الوضع على الحدود وحذرت من ان الوضع يتدهور.
وتحدث المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين انتونيو غوتيرس الى وزير خارجية مقدونيا نيكولا بوبوسكي لمناقشة الوضع، وتلقى “تطمينات ان الحدود لن تغلق في المستقبل”، بحسب ما افادت المفوضية.
ودعت الوكالة الاتحاد الاوروبي الى “زيادة الدعم للدول المتاثرة” بتدفق اللاجئين في جنوب شرق اوروبا.
كما حثت الدول الاوروبية على “العمل بشكل جماعي لمواجهة هذه الازمة المتزايدة ومساعدة الدول التي تواجه ضغطا كبيرا ومن بينها اليونان ومقدونيا وصربيا”.
وتظهر ارقام المفوضية العليا ان الاف المهاجرين، ومعظمهم من سوريا وافغانستان والعراق، يتدفقون على اليونان اسبوعيا بهدف عبور مقدونيا وصربيا للوصول الى دول الاتحاد الاوروبي.
ودخل نحو 42 الف شخص من بينهم اكثر من سبعة الاف طفل، مقدونيا منذ منتصف حزيران/يونيو، بحسب الحكومة المقدونية.
وامضى معظم هؤلاء اللاجئين ليلتهم بلا نوم او غفوا في ارض مكشوفة، بعضهم في خيم صغيرة في المنطقة الخالية بين قرية ايدوميني اليونانية ومدينة جيفجيليجا المقدونية، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وتنبعث في المكان رائحة دخان بينما يتجول اللاجئون بين النفايات وهم ينظرون الى الحدود المقدونية حيث تم نشر القوات الخاصة للشرطة منذ الخميس بعد اعلان مقدونيا حالة الطوارىء لمحاولة الحد من تدفق اللاجئين.
وضاعفت الشرطة الاسلاك الشائكة التي وضعتها بينما كان اللاجئون يهتفون من حين لآخر “ساعدونا”.
وقال الطبيب السوري سامر معين (49 عاما) ان “كثيرين لم يتمكنوا من حماية انفسهم من الامطار”. واضاف “ثمة سيدة فقدت ابنتها كانت تصرخ طوال الليل”، موضحا انه “موجود هنا منذ ايام واريد الذهاب الى النروج”. وقد وصل من الشطر الغربي لتركيا الى جزيرة شالكي اليونانية في بحر ايجه قبل ان يبلغ الحدود اليونانية المقدونية.
وقال مصطفى صائب (22) مدرس اللغة الانكليزية “لا يوجد مستقبل في سوريا. قتل وخطف (…) اريد ان اذهب الى المانيا من اجل حياة افضل”.
وفي مدينة جيفجيليجا المقدونية شوهدت خمسة قطارات كل منها يتسع لما بين 100 و700 راكب من المقرر ان تبدأ بنقل اللاجئين والمهاجرين السبت، بحسب ما افاد مسؤول في السكك الحديدية لوكالة فرانس برس.
وتستغرق الرحلة بالقطار اربع ساعات للوصول الى مدينة تابانوفتشي شمال مقدونيا على الحدود مع صربيا الواقعة على بعد نحو 180 كلم.
وشوهد مئات ينتظرون عند المحطة لوصول القطار التالي، ونصب بعضهم خياما صغيرة لتحميهم من المطر.
وعند وصولهم الى صربيا، يحاول اللاجئون والمهاجرون الوصول الى المجر التي تعتبر نقطة عبور رئيسية الى الاتحاد الاوروبي رغم ان السلطات المجرية قررت بناء سياج شائك بارتفاع اربعة امتار على طول حدودها البالغ طولها 175 كلم.