- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سويسرا ترفض الطرد «التلقائي» للأجانب مرتكبي الجنح

Capture d’écran 2016-02-28 à 18.19.49رفض السويسريون الاحد اقتراحا مثيرا للجدل لحزب اتحاد الوسط الديموقراطي الشعبوي بطرد تلقائي للاجانب الذين يرتكبون جرائم، وذلك وفق تقديرات معهد “جي اف اس” للاستطلاعات في ختام استفتاء.

وبلغت نسبة الرافضين للاقتراح 59 في المئة بحسب التقديرات بعد اغلاق مكاتب الاقتراع في الساعة 12,00 (11,00 ت غ). ويراوح هامش الخطأ في هذا التقدير بين صفر وثلاثة في المئة.

وفي عام 2010، سبق للسويسريين ان وافقوا بالفعل بنسبة 52,9% على مبادرة لاتحاد الوسط الديموقراطي (اكبر حزب سويسري) للمطالبة بطرد المجرمين الاجانب. لكن البرلمان ادخل في اذار/مارس الماضي بندا يسمح للقضاة بتجنب الطرد التلقائي للمدانين في بعض الحالات.

وهذه المرة، تمت استشارة الشعب السويسري حول مبادرة اقسى بكثير تطلب “الابعاد الفعلي للمجرمين الاجانب”. فهذه المبادرة القاضية بـ”تطبيق” قاعدة التلقائية في طرد المدانين الاجانب توسع من قائمة اسباب المخالفات التي تؤدي الى الطرد.

وتطالب المبادرة بالابعاد التلقائي لاي اجنبي صدرت بحقه ادانة في السنوات العشر الماضية، في حال ارتكابه جنحا مثل “اصابة جسدية بسيطة” او تورط في مشاجرة.

وكانت الحكومة والبرلمان اعتبرا ان اقتراح حزب اتحاد الوسط الديموقراطي يتعارض مع “القواعد الاساسية” للديموقراطية. ولم تدعم الاحزاب الاخرى او النقابات واوساط الاعمال هذه المبادرة.

وبحسب مكتب الاحصاء الفدرالي فان اعادة النظر في قانون العقوبات الذي اقره البرلمان العام الماضي ادى العام 2014 الى طرد نحو 3900 شخص، مقابل عدد وسطي يبلغ 500. وبمبادرة حزب اتحاد الوسط، فان هذا العدد كان سيرتفع الى عشرة الاف.

وعلقت النائبة عن حزب اتحاد الوسط سيلين امودروز للتلفزيون السويسري “انها خيبة امل، خيبة امل للضحايا”.

واضافت ان حزبها اخذ علما بقرار المواطنين لكنه لن يكتفي بذلك، مؤكدة ان الحزب “سيتاكد من تنفيذ هذا الهامش التقديري المتروك للقضاة في شكل استثنائي وغير منتظم”.

– نكسة لاتحاد الوسط –

وشكل هذا الرفض الواضح للسويسريين نكسة لاتحاد الوسط الذي جعل من قضية الهجرة في الاعوام الاخيرة شغله الشاغل.

والحزب المعروف بحملاته ضد الهجرة والاتحاد الاوروبي، هز الحياة السياسية في الاعوام الاخيرة خصوصا عبر حملات ناجحة لحظر بناء المآذن وضد ما وصفه بـ”الهجرة الجماعية”.

لكن “المبالغة” في مبادرته هذه المرة اثارت تنديدا لدى معارضيها الذين اطلقوا حملة كثيفة في الاسابيع الاخيرة عبر توزيع ملصق في محطات القطارات جعل الصليب السويسري الابيض على خلفية حمراء صليبا معقوفا وقارن تاريخ 28 شباط/فبراير بتاريخ تعيين هتلر مستشارا لالمانيا العام 1933 وبدء التمييز العنصري في جنوب افريقيا العام 1948.

وافادت التقديرات الاولى ان نسبة المشاركة كانت اكبر من المعدل الوسطي الذي يسجل عادة في سويسرا (ما يزيد قليلا على اربعين في المئة) ما يثبت ان الموضوع اثار اهتماما كبيرا.

وفي مشهد نادر، تشكلت صفوف صباح الاحد امام مكاتب الاقتراع في مدن سويسرية عدة مثل لوزان وبرن وبيين.

وكانت الاستطلاعات الاولى قبل ثلاثة اشهر رجحت فوز المؤيدين للطرد التلقائي للاجانب، لكن الاستطلاع الاخير الذي نشرت نتائجه قبل اسبوعين من الاستفتاء اظهر تقدما طفيفا للمعارضين بنسبة 49 في المئة.

وقال المحلل السياسي باسكال سياريني للتلفزيون السويسري ان “تاييد المبادرة تبخر وهذا غير اعتيادي”.