- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

محمد بن نايف في باريس: الملف اللبناني يتصدر المباحثات

Capture d’écran 2016-03-04 à 06.39.17بسّام الطيارة – (خاص)

يلتقي اليوم (الجمعة) ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الإليزيه. وكان محمد بن نايف قد وصل إلى باريس والتقى مباشرة وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان.

بالطبع سيحتل الملف اللبناني القسط الأوفر من المباحثات بين الجانبين في الإليزيه مع هولاند كما في قصر ماتينيون مع مانيول فالس رئيس الوزراء الذي سيلتقيه بعد ذلك كما يلتقي نظيره برنار كازنوف ويزير الداخلية.

إلا أن لبنان سيكون أكثر حضوراً في الإليزيه إذ تقول مصادر فرنسية مقربة من الرئاسة أن هولاند سيثير مسألة وقف الهبة السعودية (٣ مليار دولار) لتسليح الجيش اللبناني (ومليار) لتسليح قوى الأمن الداخلي. فباريس تعتبر أن «حماية لبنان وإبقاءه خارج إطار العنف الذي يسود المنطقة هو أولوية في سياسة فرنسا تجاه المنطقة». يضاف إلى ذلك أن «العقود المتعلقة بالهبة موقعة من الأطراف الثلاثة: لبنان السعودية وفرنسا» وبالتالي فإن الشركات المصنعة قد أنهت تصنيع قسماً لا بأس به (تقول مصادر بأنه بحدود ٦٠٠ مليون يورو) وتنتظر «رفع الفيتو السعودي» لشحنها. وكشفت هذه المصادر أن عقود الهبة التي تستفيد منها فرنسا (٣ مليار) «لم تخضع لأي عملية تأمين تجاري» من قبل منظمة «كوفاس».

وتدرك باريس حسب هذه المصادر «أسباب التوتر بين بيروت والرياض» إذ أن مبعوثيها إلى المملكة جيروم بونافون مدير الشرق الأوسط في الخارجية ولووي الفاسي مستشار لودريان  اللذان عادا قبل أيام من المنطقة، قد حملا معهما «تفسيرات للغضب السعودي» الذي يدور حول «همينة حزب الله على مسيرة الحكومة اللبنانية والخوف من وقوع تلك الأسلحة في أي الحزب الشيعي».

وينتظر أن يحاول هولاند طمأنة ولي العهد السعودي من أن «باريس لديها ضمانات تقنية» كون هذه الأسلحة يمكن تعطيلها عن بعد في حال تغيرت وجهة استعمالها. كما أن محاوري محمد بن نايف سيستندون إلى تصريحات مسؤولين أميركيين من أن الجيش اللبناني ضامن بشكل كاف وجهة استعمال الأسلحة الأميركية» لرفع أي شك حول إمكانية وصول هذه الأسلحة لحزب الله… في حال كان هذا «السبب الوحيد» وراء وقف الهبة.

ويقول مصدر مقرب من الإليزيه بأن المسألة لا تدور حول قيمة تجارية للعقود إذ أن «توقيع السعودية كاف لضمان التنفيذ أو التعويض»، ولكن تعليق الهبة التي تمحور  هدفها الرئيسي حول «مساعدة لبنان للتصدي للمجموعات الإرهابية» يشكل معضلة ديبلوماسية لباريس في خضم الأجواء الحالية التي تركز على محاربة داعش والمجموعات الإرهابية، ناهيك عن أنه يصعب على باريس الظهور بمظهر من يتخلى عن لبنان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه.

ووتقول هذه المصادر إن باريس ستشدد على ضرورة عدم إفلات زمام الأمور الأمنية في لبنان لما يمكن أن يشكل أي انفلات أمني عامل من عوامل هجرة اللاجئين السوريين في لبنان نحو أوروبا، وهو ما سيثيره كازنوف مع نظيره إلى جانب التعاون الأمني للكشف عن احتمالات تواجد متشددين بين جموع اللاجئين الذين يصلون إلى شواطئ أوروبا.