٩٥ يوماًً قبل الإليزيه: تدليل الطبقات الكادحة…إعلامياً
بسّام الطيارة
تنافس بين المرشحين لكسب ود العمال والطبقات الفقيرة.
جمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «قمة اجتماعية» في الإليزيه ضمت المنظمات النقابية ومنظمات أرباب العمل. بالطبع لم يكن أحد يتأمل أن يتمخض عن هذا «إعجاز» ينقذ فرنسا من أزمتها الاقتصادية والمالية. أحد المشاركين وصف القمة بأنها «عملية تواصلية ولن يخرج أي من المشاركين بهدية من الإليزيه». السبب هو أن «الخزينة فارغة» والمطلوب خزعبلات حسابية وبهلوانيات ضرائبية لتنويم المواطنين. أقل من ثلاثة أشهر تفصل ساركوزي عن الانتخابات فماذا يستطيع أن يفعل أكثر مما يفعل «أهل السيما»؟ فهو قد يستطيع إخراج أربناً من قبعته ولكنه لن يستطيع تقديمه للمشاهدين.
أرنب هذه القمة كان إقرار «ضريبة قيمة مضافة اجتماعية»، ولكن أيضاً بعض الهدايا «لأرباب العمل» المغلفة بأوراق خفض رسم الضمان الاجتماعي لرب العمل والعامل. هذا التخفيض في باب الرسوم الاجتماعية هو أداة سياسية بالدرجة الأولى لأن اليمين يرى أن ما يحتاجه الاقتصاد الفرنسي هو «زيادة قدرته التنافسية» الذي تثقله الرسوم الاجتماعية ومطلب خفضها هو مطلب يمين محض. وسوف يعوض النقص بسحب بعض مردود الضريبة الجديدة وهي نسبة مئوية من VAT ليسد العجز الذي سوف ينتج عن خفض الرسوم الاجتماعية. التفسير الحسابي هو أن كل المواطنين الفرنسيين سوف يتحملون جزءاً مما كان يدفعه أرباب العمل من ضمان اجتماعي. ولكن المهم في الإعلان عن هذه الهدايا هو الثقل السيميائي من الحديث عن «خفض رسوم» وتعبير «اجتماعي» و«تضامن عبر توزيع الثقل الضرائبي». ولكن هل ينتبه المواطن إلى أن زيادة ضريبة القيمة المضافة تعني «زيادة تراجع قدرته الشرائية؟».
هل يستيفد الخصم الاشتراكي من هذه «الهدية لأرباب العمل» التي تحاول الهجمة الإعلامية التغطية عليها بشعارات اجتماعية؟ الجواب لا، ذلك أن التفسخ عاد إلى معقل الاشتراكيين وبدأ التباين يظهر على سطح مياه حملة فرانسوا هولاند، خصوصاً في الشأن الاجتماعي.
أمس كانت مناسبة لكي يظهر هولاند أنه «هو القائد» وذلك رداً على تصريح للـ«ناطق الرسمي باسمه» (!) بنوا هامو (Benoît Hamon) الذي «انتقد» طرح المرشح الاشتراكي المتعلق بإيجاد ٦٠ ألف وظيفة في إطار التعليم الرسمي. ويمثل هامو اليسار الراديكالي في الحزب وكان داعماً لمارتين أوبري التي خسرت انتخابات الترشيح، إلا أنه وصل إلى منصب «ناطق رسمي للمرشح» لضرورة المحافظة على التوازنات داخل الحزب. إلا أن هامو ومعه عدد من «فيلة الاشتراكيين» انتقد طرح هولاند لإيجاد فرص العمل هذه عبر تناقلات لدى موظفي الوزارات وليس عبر «خلق وظائف».
وتقول مصادر مقربة من الخزب أن هولاند جمع المكتب السياسي لحملته الانتخابية وكان قاسياً بحديثه، قال «بإمكاننا أن نربح المعركة ولكن علينا أن نعلم ما إذا كنا نريد ربح هذه المعركة»، وطالبهم بـ«عدم انتقاد تصريحات رفاقهم» والاكتفاء بالطروحات التي قدمها في برنامجه. بمعنى آخر الكف عن مسألة «أن يفتح كل طرف لحسابه دكاناً».
بالطبع كان هامو الذي يعتبر الرجل الثاني في الحملة الانتخابية لهولاند غائباً عن الاجتماع، وهو ما لا يمكن تفسيره بأنه مؤشر إيجابي.
الذي يضحك كثيراً اليوم وإن كان بصمت هي مارين لوبن، فكل المؤشرات تدل على أنها الوحيدة التي تتقدم لا تحيد عن طروحاتها وتنتقد طروحات المرشحين «الكبيرين» من دون أي ردة فعل منهما. فاليمين لا يريد أن يزعل اليمني المتطرف واليسار لا يريد أن تتابع الجبهة الوطنية تقدمها لإضعاف ساركوزي وبالتالي لحشر اليمين المعتدل «الجمهوري» كما يقال هنا، في حال وصول لوبن وهولاند إلى الدورة الثانية بحيث «يضطر» «الجمهوريون» للتصويت لهولاند لإبعاد اليمني المتطرف من باب الإليزيه.
حسابات خطيرة للغاية إذا نظرنا إلى أوروبا التي تميل يميناً على كل الأصعدة.
لا تغيير في استطلاعات الرأي منذ أمس
أخر استطلاعات الرأي (Ifop- Paris Match ):
ملاحظة: الفوارق تكون فقط بالنسبة لاستفتاءات الرأي الصادرة عن نفس مكاتب الاستفتاءات
فرانسوا هولاند: 28 ٪
نيكولا ساركوزي: 24 ٪ (ناقص 2)
مارين لوبن: 20 ٪ الجبهة الوطنية (يمين متطرف) (زائد 1)
فرانسوا بايرو: 12.5 ٪ حزب «موديم» وسط (زائد 0.5)
لوك ميلانشون: 7.5 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي)
إيفا جولي 3 ٪ الخضر
دومينك دو فيلبان ٢ ٪ الجمهورية المتضامنة
هيرفيه موران ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو 0.5 ٪ حزب الصيادين
بيار شيفينمان 0.5 ٪ حركة اليسار الراديكالي
كورين لوباج 0.5 ٪ (كاب 21) بيئة يمين
كريستين بوتان 0.5 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 0.5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي