تتصاعد حدة المعارك في محيط مدينة تدمر الاثرية اذ تتقدم قوات النظام ببطء باتجاهها في مسعى لاستعادتها من ايدي تنظيم داعش في سيناريو من شأنه ان يفقد الجهاديين بادية الشام وصولا الى الحدود مع العراق.
وبدأ الجيش السوري منذ اسبوعين عملية لاستعادة تدمر في محافظة حمص في وسط سوريا بغطاء جوي كثيف توفره الطائرات والمروحيات الروسية، واصبح على مقربة اربعة كيلومترات منها من الجهة الغربية.
وتعد هذه العملية،معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق امامها لاستعادة منطقة البادية وصولا الى الحدود السورية العراقية شرقا. وسيطر الجيش السوري الاسبوع الماضي على تلة هي الاعلى من الجهة الجنوبية الغربية لتدمر وتبعد عنها اربعة كيلومترات.
الا ان العملية، تحتاج الى وقت، ولا يمكن لقوات النظام ان تتقدم بسرعة كونها منطقة مكشوفة ومن السهل على تنظيم الدولة الاسلامية نصب كمائن فيها، وذلك برغم استهداف الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام تدمر ومحيطها، بمئات الضربات منذ بداية الشهر الحالي.
وصدّ تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين هجوما لقوات النظام كانت تحاول التقدم باتجاه المدينة. وقتل وفق المرصد، 26 عنصرا على الاقل من قوات النظام. وافاد موقع “اعماق” الاخباري، المرتبط بتنظيم داعش، ان انتحاريا فجّر نفسه في شاحنة بمجموعة من قوات النظام، ما اسفر عن “مقتل 30” عنصرا.
ويعتمد الجيش السوري، بحسب شبكة تدمر الاخبارية المعارضة، على “سياسة الأرض المحروقة” والتقدم من الجهة الغربية، فيما “يستميت التنظيم في الدفاع ويعتمد سياسة الإنتشار الموسع والتمويه بالمواقع لتشتيت جيش النظام”.
ويسيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر منذ ايار/مايو 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل. واثار سقوط تدمر على الفور قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى الفي عام، لا سيما ان للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع اخرى سيطر عليها لا سيما في العراق.
وتتوسط اثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كلم شمال شرق دمشق، بادية الشام. وفي حال نجحت قوات النظام باستعادة تدمر، وفق عبد الرحمن، “سيخسر تنظيم داعش تلقائيا منطقة البادية بين المدينة والحدود العراقية شرقا اي مساحة تصل الى 30 الف كيلومتر مربع”.
واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان عبد الرحمن، ان منطقة البادية غير مأهولة بالسكان، وسيكون من السهل طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها نتيجة القصف الجوي الروسي الذي سيستهدف اي قافلات تقل تعزيزات للجهاديين. وبخسارة البادية، سيضطر التنظيم المتطرف الى الانسحاب شرقا الى محافظة دير الزور التي يسيطر عليها بالكامل او الى مناطق سيطرته في العراق.
وتتراجع بذلك مناطق سيطرة تنظيم داعشة في سوريا الى ما بين 25 و30 في المئة من الاراضي السورية مقابل 40 في المئة حاليا، وفق عبد الرحمن.
في حال نجح الجيش ستكون خسارة رمزية ضخمة لداعش كونها ستمكن النظام من تقديم نفسه كحامي للمدينة الاثرية، حتى وان حصل ذلك على حساب تحويل المنطقة السكنية في المدينة الى حطام”. ويفر من تبقى من سكان في المدينة الى مخيمات اللاجئين البعيدة بالقرب من الحدود الاردنية.