كيري يتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية
رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الأحد)، أن الخطاب الذي يسود حملة المرشحين الجمهوريين للرئاسة يشكل إحراجاً للولايات المتحدة، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها المرشحان الرئيسان دونالد ترامب وتيد كروز.
وسئل كيري عبر شبكة «سي بي أس» عن ردود الفعل التي يتلقاها من المسؤولين خلال جولاته الخارجية، فقال: «استناداً إلى بعض الأسئلة التي تطرح، من الواضح بالنسبة إلي أن ما يحصل يحرج بلادنا».
وكان يشير إلى دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وتبريره للإيهام بالغرق، إحدى الوسائل المستخدمة في التعذيب، وأيضاً إلى اقتراح كروز أن تتولى الشرطة مراقبة أحياء المسلمين.
وأضاف كيري أن المسؤولين في البلدان الأخرى، أنه «لا يمكنهم تصديق ذلك، إنهم مصدومون… ويجهلون إلى أين سيؤدي كل ذلك بالولايات المتحدة»، معتبراً أن هذا الأمر «يصيبهم بالاضطراب حيال صدقيتنا».
وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اعتبر كيري أن اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية «يعرض الأمن القومي للخطر».
وفي استطلاع للرأي لجامعة «كوينيبياك» نشرت نتائجه نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قال نصف المستطلعين إن انتخاب ترامب «سيحرجهم»، ونصف من عبروا عن هذا الرأي هم من الديموقراطيين والمستقلين في حين قال 44 في المئة من الجمهوريين إنهم سيفخرون بدخول ترامب للبيت الأبيض، أي أكثر بمرتين من عدد الجمهوريين الذين أوردوا أن هذا الأمر سيحرجهم.
وكان دونالد ترامب المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل قد قال إنه سيعتمد مبدأ «أميركا أولاً» في سياسته الخارجية ليمنع «استغلال» الولايات المتحدة في شكل منهجي.
وأدلى ترامب بهذه التصريحات في مقابلة هاتفية أجرتها معه صحيفة «نيويورك تايمز» وتعد أعمق مناقشة حول السياسة الخارجية حتى الآن للمرشح الجمهوري الذي عمل طوال حياته في قطاع الأعمال والعقارات.
وخلال المحادثة، تحدث ترامب بالتفصيل عن آرائه في قضايا عدة، من الأمن في شرق آسيا إلى سورية وتنظيم «داعش» والعلاقات مع دول حليفة مثل السعودية.
وقال ترامب إنه لا يؤمن بالانعزالية. لكنه وصف الولايات المتحدة بأنها أمة فقيرة مديونة تمول بصورة غير متكافئة تحالفات دولية مثل حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة.
وقال إن غياب التوازن قائم أيضاً في العلاقات مع دول حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية.
وقال قطب العقارات لصحيفة «نيويورك تايمز»: «تم التقليل من احترامنا والسخرية منا واستغلالنا لسنوات عدة من قبل أناس كانوا أكثر ذكاء ومكراً وصلابة».
وأضاف: «لذلك الولايات المتحدة تأتي أولاً. نعم، لن نتعرض للاستغلال بعد الآن. سنكون ودودين مع الجميع ولكن لن نخضع للاستغلال من قبل أحد».
وانتقد ترامب الحلف الأطلسي معتبراً أنه «قديم وبات يجب تغييره للتركيز في شكل أكبر على الإرهاب وبعض الأمور التي يهتم بها اليوم». وقال: «ندفع حصة غير متكافئة من نفقات الحلف، لماذا؟. حان وقت إعادة التفاوض».
ورداً على سؤال عما إذا كان ينبغي السماح لليابان بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها من كوريا الشمالية، أكد ترامب أن الوضع سيكون مقبولاً. وقال: «هل من الأفضل أن تمتلك كوريا الشمالية (تلك الأسلحة) واليابان تجلس هناك مع الأسلحة نفسها؟ قد يكون هذا هو الأفضل في تلك الحالة».
وأكد ترامب أنه سيسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية ما لم يقدم البلدان زيادة كبيرة لمساهماتهما لواشنطن من أجل الوجود العسكري الأميركي على أراضيهما. وقال: «لا يمكننا أن نتحمل خسارة مبالغ كبيرة من بلايين الدولارات على كل هذا».
وانتقد دونالد ترامب في المقابلة نفسها، إدارة الرئيس باراك أوباما لبحثها عن مخرج سياسي لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي تقاتل فيه تنظيم «داعش». وقال إن هذا «جنون وحماقة».
وزاد ترامب: «لا أقول أن الأسد رجل جيد لأنه ليس كذلك. لكن مشكلتنا الكبيرة ليست الأسد، بل تنظيم داعش».
وأكد قطب العقارات الثري أنه سيقوم بدلاً من ذلك باستهداف النفط الذي يوفر جزءاً كبيراً من تمويل التنظيم المتطرف، وتضييق الخناق على القنوات المصرفية السرية لقطع تدفق الأموال.
وألمح ترامب الذي دعا مراراً الحلفاء في الشرق الأوسط إلى نشر قوات برية في المعركة ضد تنظيم «داعش»، إلى «إمكانية» التوقف عن شراء النفط من دول مثل السعودية في حال لم تقم بذلك أو أن تدفع للولايات المتحدة مستحقاتها مقابل دورها في الحرب.
وكان ترامب تعهد الاثنين أمام لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية (أيباك) الاثنين، بإلغاء الاتفاق «الكارثي» الذي أبرم في تموز (يوليو) 2015 بين إيران والقوى الكبرى، في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
وقال إن «أولويتي الأولى هي تفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران». وأضاف: «هذا الاتفاق كارثي بالنسبة لأميركا ولإسرائيل ومجمل الشرق الأوسط» مهاجماً الرئيس باراك أوباما لأنه «كان ربما أسوأ ما حصل لإسرائيل».
وأكد ترامب في مقابلته مع «نيويورك تايمز» أنه جمع غالبية المعلومات حول سياسته الخارجية من خلال قراءة صحف عدة بينها «نيويورك تايمز» التي نشرت النص الكامل للمقابلة.