انتخابات تشريعية في سوريا
انطلقت صباح يوم الأربعاء الانتخابات التشريعية السورية بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف مرشح لانتخاب 250 عضوا برلمانيا وسط مخاوف من تصاعد العنف قبل استئناف مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
وفتحت المراكز الانتخابية التي تجاوز عددها السبعة آلاف أبوابها في السابعة من صباح يوم الأربعاء ومن المقرر أن تستمر حتى السابعة مساء. وقد يتم تمديد فترة التصويت خمس ساعات إضافية.
وتعد هذه ثاني انتخابات تشريعية سورية تجري في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أدت إلي مقتل أكثر من 250 ألف شخص وخلقت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية واجتذبت قوى إقليمية ودولية.
وتقول الحكومة السورية إن الانتخابات تجري بما يتوافق مع جدول زمني حالي يتطلب إجراءها كل أربع سنوات. وقالت روسيا إن الانتخابات لا تتعارض مع محادثات السلام وإنها تتوافق مع الدستور.
وتعهدت الحكومة وعدد كبير من الجماعات المسلحة باحترام اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه في فبراير شباط بهدف السماح باستئناف المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب ولم تكن جبهة النصرة والدولة الإسلامية جزءا من الاتفاق.
ويواجه اتفاق “وقف الأعمال القتالية” – الذي شهد بالفعل انتهاكات على نطاق واسع – ضغوطا دفعته إلى شفا الانهيار بسبب اشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية وجماعات مسلحة قرب حلب.
ويسلط التصعيد الضوء على المشهد القاتم بالفعل بالنسبة لمحادثات السلام المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في جنيف. وتقول الأمم المتحدة إن المحادثات ستستأنف يوم الأربعاء بينما قال وفد الحكومة السورية إنه مستعد للانضمام للمحادثات بدءا من يوم الجمعة.
ويوم الثلاثاء عبرت فرنسا وإيران عن قلقهما من تصاعد العنف في سوريا بعد تحذيرات مماثلة من الولايات المتحدة وروسيا وسط الضغوط التي يتعرض لها اتفاق الهدنة الهش جراء القتال قرب مدينة حلب.
ومنذ الصباح الباكر فتح الاتحاد العام للنقابات أبوابه لاستقبال الناخبين ووضعت طاولتان عليهما صندوقان وسط صورة ضخمة للرئيس بشار الأسد وتمثال ذهبي لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وقال هاشم ونوس (67 عاما) وهو صحفي متقاعد إن الانتخابات تجعل الدولة أقوي وأعرب عن أمله في تحسن الأوضاع قائلا “نحن نخبة مثقفة ونتمنى أن يتحسن الوضع السياسي والأمني بعد هذه الانتخابات. لا نريد تصعيدا نريد أن تتحسن الأمور في الشام.”
وقالت إلهام شاهين (43 عاما) إن “أهم شيء أن تكون الانتخابات نزيهة. نحن كشعب أقوي عندما نجري الانتخابات. نحن بحاجة إلي هذه الانتخابات في هذا الوضع. شكرا للجيش العربي السوري ولحلفائنا إيران وروسيا وحزب الله.”
وأدى تدخل روسيا في الحرب إلي جانب إيران والجيش السوري وحزب الله الشيعي إلي تغيير موازين القوي لصالح بشار الأسد.
ويرى معارضو الأسد أن الانتخابات غير مشروعة ومستفزة.
وفي المدينة الجامعية في دمشق تجمع العشرات من المهجرين من مدينة حلب وريفها وهي كبرى المدن السورية للإدلاء بأصواتهم إضافة إلى الطلاب الذين يقطنون في المدينة الجامعية.
وعلقت على إحدى قاعات الجامعة يافطة كتب عليها “نحن شريان الحياة. رح نشارك.” وذيلت بتوقيع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا. وفي لافتة أخرى كتبت عبارة “الانتخابات التشريعية حق وواجب”.
وأدلى الرئيس الأسد وعقيلته بصوتيهما في مكتبة الأسد في دمشق. وهذه أول مرة يصوت فيها الرئيس في الانتخابات التشريعية ويمثل اندلاع القتال في الصفوف الأمامية جنوبي حلب أخطر تحد حتى الآن أمام الهدنة.
وقال الأسد للتلفزيون السوري بعد إدلاءه بصوته “نحن نخوض حربا عمرها خمس سنوات… صحيح تمكن الإرهاب من تدمير الكثير من البنية التحتية وتمكن الإرهاب من سفك الدماء لكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو ضرب البنية الأساسية في سوريا البنية الاجتماعية الهوية الوطنية.”
وأضاف “لذلك السوري كان واعيا خلال السنوات الماضية في هذه النقطة ورأينا حماسا بالمشاركة في كل الاستحقاقات الدستورية السابقة سواء كانت الرئاسية أو التشريعية. اليوم نرى أن هناك مشاركة واسعة من كل شرائح المجتمع وخاصة في موضوع الترشيح. حجم الترشيح الآن هو حجم غير مسبوق في أي انتخابات سابقة في سوريا عبر العقود الماضية.”
وقال القاضي هشام الشعار رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية الوكالة العربية السورية للأنباء إن “العملية الانتخابية تسير بشكل جيد ولم تسجل أي شكوى أو إشكالات حتى هذه اللحظة والإقبال علي المراكز الانتخابية جيد.”
وأضاف خلال جولته علي المراكز الانتخابية “أرى إقبالا كثيفا على الانتخاب وهذا يؤكد علي إصرار المواطن السوري علي ممارسته حقه الدستوري ولممارسته لحقه الدستوري يكون يقف إلى جانب الجيش العربي السوري في مقاومة ومحاربة الإرهاب.”