بسّام الطيارة
نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند المرشحان «الأوفر حظاً حتى الآن» للوصول إلى الدورة الثانية ينظران نحو اليسار: ساركوزي ينظر يساراً نحو الوسط حيث بدأ نجم فرانسوا بايرو بالتألق، وهولاند ينظر أيضاً نحو الوسط، حيث بدأ نجم جان لوك ميلانشون مرشح الجبهة اليسارية والحزب الشيوعي يصعد أيضاً، وبدء مهرجانات الانتخابية تجمع الآلاف من المناصرين، فيما دخلت حملة هولاند في فتور ورتابة مقلقة حسب أكثر من خبير انتخابي. الخطر الذي يمثله يساريو الحزبين الأكبرين يأتي من رغبة الناخب الفرنسي بـ«التغيير». فهو منذ وصول فرانسوا ميتران إلى الحكم عام ١٩٨١ حتى اليوم، فإن الحياة السياسية في فرنسا محصورة بين الحزبين الكبيرين. وهاهمخبراءالاقتصادالذينيحللون«ما حلّ بفرنسا» وخسارتها علامة AAA يقولون إن «التبذير يعود إلى ٣٠ سنة مضت»، ويكفي الربط هذا وذاك لكي تقفز فكرة الربط بين هذين الحزبين وبين «إفلاس فرنسا» كما يضخمها البعض، وخصوصاً في الطبقات الشعبية، التي ترى أن الحزبين «خربا فرنسا».
هذامنالناحيةالتواصلية. أما من الناحية الانتخابية المحضة والحسابات الضيقة فإن كل انحسار لدى ناخبي ساركوزي نحو الوسط يسهل ارتقاء مارين لوبن اليمينية وتقلل من حظوظ قاطن الإليزيه في الوصول إلى الدورة الثانية، ناهيك عن «هجرة يمين حزبه» نحو الجبهة الوطنية في حال تأكد عدم مثوله في الدورة الثانية.
الوضع لا يختلف مع هولاند وإن كان في اتجاه آخر. إذ إن كل ما ارتفع رصيد اليسار القابع على يسار الاشتراكيين كلما هجر من يمكن يمكن تصنيفه باشتراكي ديموقراطي نحو الوسط أي نحو بايرو خوفاً من أن يطوع هولاند برنامجه وطروحاته بين الدورتين لجذب أصوات الشيوعيين مثلما فعل عند توقيع الاتفاق مع الخضر.
لعبة «طالعة نازلة» هذه تفيد بايرو ولوبن. ومن هنا لم تتردد بعض الصحف من طرح سؤال كان يبدو غريباً قبل أسابيع «وماذا لو وصلت لوبن لتنافس بايرو في الدورة الثانية؟».
سؤال يدخل الرعب في أروقة الحزب الاشتراكي الذي انتخب هولاند «الفاتر» لتمثيله، ويخلق قشعريرة في حزب تجمع الأكثرية الشعبي الذي كان ديغولياً، ويضع كل آماله في ساركوزي.
لا تغيير في استطلاعات الرأي منذ ١٧ الشهر الجاري
أخر استطلاعات الرأي (Ifop- Paris Match ):
ملاحظة: الفوارق تكون فقط بالنسبة لاستفتاءات الرأي الصادرة عن نفس مكاتب الاستفتاءات
فرانسوا هولاند: 28 ٪
نيكولا ساركوزي: 24 ٪ (ناقص 2)
مارين لوبن: 20 ٪ الجبهة الوطنية (يمين متطرف) (زائد 1)
فرانسوا بايرو: 12.5 ٪ حزب «موديم» وسط (زائد 0.5)
لوك ميلانشون: 7.5 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي)
إيفا جولي 3 ٪ الخضر
دومينك دو فيلبان ٢ ٪ الجمهورية المتضامنة
هيرفيه موران ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو 0.5 ٪ حزب الصيادين
بيار شيفينمان 0.5 ٪ حركة اليسار الراديكالي
كورين لوباج 0.5 ٪ (كاب 21) بيئة يمين
كريستين بوتان 0.5 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 0.5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي