- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

‫٩٢ يوماً قبل الإليزيه: أفغانستان ضيف ثقيل‬

بسّام الطيارة

اقتحمت الحرب في أفغانستان حملة الانتخابات الرئاسية بعد مقتل أربع جنود فرنسيين ما رفع عدد الفرنسين الذين قضوا هذه السنة إلى ١١، وهو رقم يجب وضعه إلى جانب الإعلان عن الانسحاب في نهاية عام ٢٠١٣ أي …بعد ‬إعلان اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية، ما يمكن أن يجعل إعلان الإنسحاب المسبق أحد الطروحات المهمة الممكنة في الانتخابات.
لا يتذكر الفرنسيون الحرب الأفغانية إلا عندما تعلن وزارة الدفاع عن مقتل جندي من قواتها. وكم كان يتمنى نيكولا ساركوزي أن …لا يحصل أي مكروه لجنوده في الأيام القليلة التي تفصله عن إعلان برنامجه الانتخابي. لو لم يحصل لو لم يطلق جندي أفغاني النار في ظهر مدربيه الفرنسيين، لكان ساركوزي تكلم في السياسة الخارجية عن الربيع العربي، عن إقصاء دكتاتوريين متناسياً صداقته لهم، لتكلم عن سوريا ونظام الأسد، أما اليوم وبعد الفاجعة فإن الحرب الأفغانية فرضت نفسها عليه.
ليس هو فقط، فقرار المشاركة بالحرب اتخذه جاك شيراك بالتوافق مع رئيس وزراء اشتراكي إبان فترة «المساكنة» ممثلاً بشخص ليونيل جوسبان حين كان سكرتير الحزب الاشتراكي… لا أحد غير منافسه مرشح الحزب اليوم فرانسوا هولاند.
ماذا سوف يقول اليوم هولاند في أول مهرجان انتخابي له؟ هل سوف يتطرق إلى الحرب الأفغانية؟ مذا يستطيع أن يقول أكثر من أنه يوافق على الانسحاب. فالجميع يعرف أنه لم توجد إمكانية انسحاب قبل سنة ونصف كما كان مقرراً من أجل «إنهاء تدريب الجيش الأفغاني». إلا أنه يتبين اليوم فشل هذه الاستراتيجيية إذ أن الجيش الأفغاني المجهز من قبل الغرب المدرب من قبل الحلف الأطلسي بات يسبب خسائر لجنود الإيساف أكثر مما تسببه طالبان. الحنود الأفغان باتوا «أعداء الداخل» للقوات الغربية. في حال سرِّع ساركوزي الخروج ليرضي المواطنين الفرنسيين سيكون الثمن خلخلة العلاقة مع الحلفاء وفشل في السياسة الخارجية. وفي حال أعاد التعاون مع الجيش الأفغاني وقتل أحد الجنود فسوف يكون أمام كارثة في إدارة شؤون الحرب. وضع صعب جداً.
أما هولاند فهو ينظر إلى السماء ويصفر بين شفتيه وكأن المسألة لا تعنيه، ولكنه لا يستمع إلى منتقدين غياب أي طرح «واضح يخرج من فمه عوض الصفير» خصوصاً في السياسة الخارجية. ولا يعو دإلى الوراء عندما قرر «ابنه الروحي السياسي جوسبان» خوض حرب من دون استشارة المواطن الفرنسي.
إنها فواتير متأخرة قد يدفع ثمنها الحزبين الكبيرين في حال قرر الناخب الفرنسي أن «يجرب شيئاً جديداً». خصوصاً وأن معظم المرشحين الآخرين يعارضون بشكل أو بآخر الحرب في أفغانستان أو الحرب خارج الحدود بشكل مطلق.