بسّام الطيارة
حاول مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، في أول مهرجان اشتراكي، أن يتميز عن نيكولا ساركوزي قاطن الإليزيه ومنافسه في الدورة الثانية، في حال لم يتغير اتجاه الرياح الشعبية المتبعثرة بين أكثر من ١٣ مرشحاً، ما يوفر حظوظاً قوية لمرشحي أكبر حزبين.
وقد حمل مهرجانه، الأحد، وترين لعب عليهما طيلة خطابه: الاستهزاء بما يفعل ويقول ويعد ويتحرك ساركوزي، إلى أن بات المهرجان الانتخابي مهرجان الحديث عن ساركوزي. ولكن هولاند توفق أكثر في الوتر الثاني، إذ أنه هاجم «المصارف الشجعة» ووعد بقوانين جديدة للجم اندفاع المصارف وراء المغامرات والمضاربات على العملات الوطنية والمواد الأولية الغذائية.
١٠الاف محازب استمعوا إلى هولاند في لوبورجيه ( Le Bourget) مباشرة و٢٥ ألفاً(أو هكذا قال لـ«أخبار بووم» مسؤول إعلامي اشتراكي) عبر فيديو في صالة أخرى.
ومن دون أن يذكر ساركوزي بالاسم، صاح هولاند بأنه «سوف يفعل عكس ما يفعله»، وأنه سوف يكون رئيساً الجميع. وفي إشارة إلى يساره المتشدد، وفي طليعتهم الناطق الرسمي باسمه بنوا هامو والسكرتيرة الأولى للحزب مارتين أوبري، قال لن نترك للمصارف «فعل ما تشاء»، ولكنه بالطبع لم يذهب إلى حد إعلان رغبة بـ«تأميم أي مصرف». إلا أن «مسألة تأميم مصارف لم تعد مزحة»، كما كان الأمر قبل الأزمة المالية، ولا يتردد بعض أعضاء تيار اليسار الاشتراكي من القول «إن أوباما أمم كل المصارف التي ساعدتها حكومته»، وهذا صحيح بعكس ساركوزي الذي ساعد المصارف وعادت لتربح وتضارب على عملات اليونان والبرتغال وتوزع أرباحاً هائلة على حاملي أسهمها.
إذا يمكن تلوين هذا اليوم، الذي يدخلنا في عداد الأشهر الثلاثة المتبقية، بخط إيديولوجي يميز اليمين من اليسار، وذلك في محاولة لكسب وتمكين المحازبين الإيديولوجيين على أن يبدأ العمل في مجموعة الناخبين المتحركة بين اليمين واليسار في الدورة الثانية، أياً كان الرابحان. إذ لا يمكن الوصول إلى الإليزيه إلا بأصوات «مجذوبة من مؤيدي المنافس» لتضاف إلى الناخبيين الذين يشكلون القاعدة الإيديولوجية يميناً أن يساراً.