استطلاع: مؤيدو كلينتون وترامب يخافون من السود الأميركيين
أظهرت نتائج استطلاع أن أنصار المرشح الرئاسي الأميركي المحتمل دونالد ترامب يميلون لوصف الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية بأنهم «مجرمون» و«غير أذكياء» و«كسالى» و«لديهم نزعة عنف»، أكثر من أنصار مرشحين جمهوريين آخرين كانوا على الساحة في الانتخابات التمهيدية وأنصار المرشحة الديموقراطية المحتملة هيلاري كلينتون.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته «رويترز» بالاشتراك مع مؤسسة «إبسوس» لقياس الرأي العام، أن أعداداً كبيرةً من الأميركيين من المعسكرين الجمهوري والديموقراطي ينظرون بسلبية للسود بالمقارنة بالبيض، ويشعرون بالقلق من السكن في مناطق ذات تنوع عرقي، إضافةً إلى أن لديهم مخاوف من أن تكون السياسات التي تدعم حقوقهم تمثل تمييزاً ضد البيض.
وعبر الجمهوريون المشاركون في الاستطلاع عن هذه المخاوف بدرجة أكبر من الديموقراطيين، وكان أنصار ترامب الأكثر انتقاداً للسود. وأجري الاستطلاع من آذار (مارس) إلى حزيران (يونيو)، وشمل 16 ألف أميركي وتضمن 21 سؤالاً، وطلب إجابات من أنصار ترامب وكلينتون والمنافس الديموقراطي بيرني ساندرز، إضافةً إلى أنصار السناتور الأميركي تد كروز وحاكم أوهايو جون كيسيك، آخر مرشحين خرجا من السباق.
وقال مستشار السياسات البارز لترامب ستيفن ميلر إن «السيد ترامب من أنصار المساواة ويؤمن بدعم وحماية جميع الناس بشكل متساو»، مضيفاً أن «ذلك يتعارض بشدة مع هيلاري كلينتون التي كانت سياساتها بمثابة كارثة على الأميركيين من أصل أفريقي وعلى الأمريكيين من أصل لاتيني». ورفض ناطق باسم كلينتون التعليق على الاستطلاع.
ووصف حوالى نصف أنصار ترامب الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية بأنهم أكثر ميلاً للعنف من البيض، ووصفتهم نفس النسبة بأنهم أكثر ميلاً للجريمة من البيض، في حين وصفهم حوالى 40 في المئة بأنهم أشد كسلاً من البيض.
وينظر أنصار كلينتون للسود بالمقارنة مع البيض نظرة أكثر انتقادية في ما يتعلق ببعض الخصال الشخصية، وإن كان ذلك بدرجة أقل من نظرة أنصار ترامب السلبية لهم. إذ إن حوالى ثلث أنصار المرشحة الديموقراطية وصفوا السود بأنهم أكثر ميلاً للعنف والجريمة من البيض، ووصف حوالى ربع أنصارها السود بأنهم أكثر كسلاً من البيض.
وتعتمد كلينتون بدرجة كبيرة على أصوات السود لمساعدتها على دخول البيت الأبيض، وكان تقدمها على ساندرز في المراحل الأولى من سباق الترشح يرجع في جانب منه إلى تأييد الأميركيين من أصل أفريقي لها.
وعند سؤالهم عن المكان الذي يفضلون العيش فيه، قال 36 من أنصار ترامب إنهم «يفضلون العيش في مجتمع يضم أفراداً من ثقافات متنوعة» مقارنةً مع 46 في المئة من أنصار كروز و55 في المئة من أنصار كيسيك و70 في المئة من أنصار كلينتون.
وكان أنصار ترامب الأكثر ميلاً لانتقاد السياسات التي تدعم مساواة الأقليات لدى القبول في المدارس والتعيينات. وقال حوالى 31 منهم إنهم «يتفقون بشدة» مع أن مثل هذه السياسات تمثل تمييزاً ضد البيض، بالمقارنة مع 21 في المئة من أنصار كروز و17 في المئة من أنصار كيسيك و16 في المئة من أنصار كلينتون.
غير أنه لم يُبد كل أنصار ترامب بالقطع آراء سلبية عن السود، إذ أبدى 50 في المئة فقط من أنصاره نظرة سلبية تجاههم عند مقارنتهم بالبيض. لكن تحليل نتائج الاستطلاع أظهر أن أجوبتهم كانت أكثر انتقادية للسود في ما يتعلق بالخصال الشخصية بالمقارنة بأنصار مرشحين آخرين.
وقال خبير قياس الرأي العام والأستاذ بجامعة ميشيغان مايكل تروجوت، وهو لا يؤيد علناً أياً من كلينتون أو ترامب، إن آراء أنصار ترامب لا تعكس بالضرورة انحيازاً عنصرياً فقط، وربما تشير كذلك إلى مخاوف تتعلق بالاقتصاد والأوضاع الاجتماعية.
وكان ترامب، وأغلب أنصاره من البيض، تعهد إعادة الوظائف في المصانع إلى الولايات المتحدة وشن حملات على الهجرة غير الشرعية والخروج من اتفاقات تجارية دولية يقول إنها أضرت بمصالح العمال الأميركيين.
وقال الاستاذ بجامعة مورغان ستانلي في بالتيمور لورانس براون، والذي يكتب عن العنصرية ويؤيد ساندرز، إن «تأييد ترامب يعبر عن تأييد للسياسات التي يتبناها».
وكان أوباما قال في أيار (مايو) الماضي إن العلاقات بين الأعراق المختلفة في الولايات المتحدة تحسنت على مدى العقود الثلاثة الماضية، لكن لا يزال يتعين بذل الكثير من الجهد.
واكتسبت قضية العنصرية أهمية سياسية كبيرة في العامين الماضيين، وسط احتجاجات واسعة وعلى مستوى البلاد على سوء معاملة الشرطة للأميركيين من أصل أفريقي والتباينات الاقتصادية بين السود والبيض، والطعن أمام المحاكم في الخطوات التي تؤكد على حقوق الأقليات وحقوق التصويت.
ومن المقرر إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) لاختيار رئيس يحل محل باراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.