بسّام الطيارة
«إذا خسرت سوف أنسحب من العمل السياسي. نعم هذا مؤكد». هكذا نطق الرئيس نيكولا ساركوزي في لقاء محدود مع بعض الصحافيين. لا أحد يستطيع القول ما إذا كان ساركوزي يبحث عن استدرار العطف أم أنها هفوة لسان، إلا أن الأليزيه سارع إلى التوضيح أن «الحديث لم يكن للنشر».
ولكن الحديث خرج إلى العلن بكل تفاصيله منه قوله: «على كل حال أنا تعب، ولأول مرة أرى أنني وصلت إلى نهاية مطاف مهنتي»، قبل أن يستطرد «لست ديكتاتوراً». ولا يتردد الرئيس المنتهية ولايته من شرح ما يراه مسار حياته اليومية بعد الإليزيه فيقول «أريد بعض المسؤوليات أريد أن ابدأ اسبوعي يوم الثلاثاء وانهيه يوم الخميس»، مذكراً بذلك بأنه أب لطفل لا يزال رضيعاً.
سبق لساركوزي أن صرح مرات بأنه «يريد أن يربح الكثير من المال»، في إشارة إلى مهنة رؤساء سابقين يحاضرون في شتى أرجاء العالم مقابل مبالغ خيالية مثل طوني بلير وبيل كلينتون، إلا أن ساركوزي لا يجيد اللغة الإنكليزية، لغة المحاضرات في هذه الحلقات. وسرب البعض أن مارتان بويغ، صاحب شركة البناء العملاقة، عرض عليه مركزاً في مجلس الإدارة، وتحدث البعض عن رغبة ساركوزي باستلام رئاسة مصرف كبير. إلا أن المقربين منه يقولن «إنه محام» وسوف يعود لممارسة هذه المهنة، لأنها تترك حرية الاستراحة والعمل في مجالات عدة. «إذا خسرت لن تسمعوا عني أي خبر»، من يصدق هذا؟ ساركوزي الذي يفيض أدرنالين وحيوية هل يمكنه أن يختفي من رادار الساحة السياسية وهو ما يزال «شاباً» لم يتجاوز الستين؟
على كل حال وحتى إعلان النتائج بعد ٨٨ يوماً فهو لا يزال يرد الصاع صاعين لمنافسه فرنسوا هولاند رغم فارق الشعبية الذي يتزايد يومياً لصالح الاشتراكي.
آخر رد على طروحات هولاند كان اتهامه بأنه يسعى لتأجيج «الحرب الدينية»، لأن هولاند أدخل في برنامجه «إدخال مادة فصل الكنيسة عن الدولة في الدستور الفرنسي» أو ما يسمى بقانون ١٩٠٥. خطأ هولاند أن العلمانية مذكورة في مقدمة الدستور الفرنسي وأن قانون ١٩٠٥ ينظم العلاقة بين الدولة والأديان.
إلا أن ساركوزي استفاد من هذه الهفوة ليستهدف منافسه ويتهمه بأنه يؤجج الصراع بين الأديان. سوف يضحك كثيراً من يسمع هذا في فم ساركوزي الذي لم يترك زاوية للحديث عن الإسلام والمسلمين والهوية الوطنية إلا ودخل منها لاستمالة اليمين المتطرف. وتهكمه هنا على هولاند إن دل على شيء، فهو أن «ساركوزي يبقى ساركوزي» هذا الحيوان السياسي الذي لا يمكن اعتبار أنه انتهى سياسياً، حتى (خصوصاً) عندما يؤكد هو ذلك.
أجرت الاستطلاع مؤسسة «بي في أ» (BVA)
الزيادة والنقصان محسوبتان بالنسبة لما ينشره «أخبار بووم» في الأيام السابقة أيً كانت مؤسسة استطلاع الرأي.
فرانسوا هولاند: 30 ٪ (زائد نقطتين)
نيكولا ساركوزي: 23 ٪ (ناقص 2)
مارين لوبن: 18 ٪ الجبهة الوطنية (يمين متطرف) (زائد 1)
فرانسوا بايرو: 13 ٪ حزب «موديم» وسط (زائد 0.5)
لوك ميلانشون: 7 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي) تراجع نقطة
إيفا جولي: 4 ٪ الخضر (تتقدم نقطة)
دومينك دو فيلبان: 1،5 ٪ الجمهورية المتضامنة (تراجع نصف نقطة)
هيرفيه موران: ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو: 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو: 0.0 ٪ حزب الصيادين (تراجع)
بيار شيفينمان 0.0 ٪ حركة اليسار الراديكالي (تراجع)
كورين لوباج 0،0 ٪ (كاب 21) بيئة يمين (تراجع)
كريستين بوتان 0.5 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 1،5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي (تفدم نقطة)
لا تغيير في الدورة الثانية
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي