بسّام الطيارة
اتخذ فرانسوا هولاند منعطفاً يسارياً قوياً في مهرجان عرض برنامجه الاقتصادي المؤلف من ٦٠ باباً، الذي يمكن اختصاره بأن «الأثرياء سوف يدفعون». برر هولاند ذلك وردده مراراً بأن هؤلاء «هم الذين استفادوا طوال خمس سنين من حكم ساركوزي، وحصلوا على العديد من الهدايا الضرائبية».
خطاب هولاند أعاد التذكير بأنه «وريث لفرانسوا ميتران»، الذي تحدث سابقاً عن «قوة المال الواجب دحرها». ولكن هذا التوجه وإن كان يرضي جناحه اليساري فهو يضع المرشح أمام تناقضات كبيرة، أهمها أن معظم منظري برنامجه يتناسون بأن وزراء ميتران الاشتراكيين هم من ساهم في الثمانينيات بـ«رسملة الاقتصاد الفرنسي»، لحاقاً بتوجه مارغريت تاتشر، الذي فرض تغييرات هيكلية على الاقتصاد البريطاني، نظر إليها وزراء ميتران على أنها التوجه الجديد لـ«ما بعد الحداثة الاقتصادية».
ولتسهيل تناسي الناخبين ما فعله ولم يفعله الاشتراكيون عندما كانوا في الحكم، غاص هولاند في التطرف اليساري. وللخروج من حلقة الاتهامات بأن الحزب الاشتراكي يراعي الطبقات الفقيرة والطبقات العنية ويستهدف الطبقات الوسطى لـ«تدفيعها»، فهو حصر العلاوات الضرائبية في الطبقة الغنية: كل المداخيل التي تتجاوز الـ ١٦٠ ألف يورو سنويا سوف تخضع لضريبة قدرها ٤٥ في المئة.
الجديد أيضاً أنه لأول مرة يطرح مسألة تغيير ميزان ضرائب الشركات، فبعدما كانت تكليفها ٣٠ في المئة من الأرباح باتت ٣٥ في المئة للشركات العملاقة و٢٥ في المئة للشركات المتوسطة و١٥ في المئة للشركات الصغيرة. ولكنه في المقابل لم يعد برفع الحد الأدنى للأجور للطبقات الفقيرة.
ولكنه خرج أيضاً عن الوارد في البرنامج الاشتراكي، حيث كان الوعد بتوظيف ١٠ آلاف شرطي، بات اليوم ٥ آلاف. وعد برنامج الحزب بـ٣٠٠ ألف وظيفة للشباب، هولاند يكتفي بـ ١٥٠ ألفاً. عندم تسأل المقربين منه عن سبب هذا التباعد بين برنامج الحزب وبرنامج مرشح الحزب، يقال لك «هولاند أخذ بعين الاعتبار الأزمة المالية وخفض علامة تقييم الملاءة الائتمانية لفرنسا».
مشكلة هولاند أن برنامجه، الذي يحوي أيضاً توظيف ٦٠ ألف استاذ درسة، يكلف ٢٠ مليار يورو، ولا يفسر كيف يمكن أن يجد هذه المليارات؟
كل ما يفعله هولاند في برنامجه هو «نقل الثروة من طبقة وتوفيرها لطبقة أخرى». إلا أن هذا لا يعني «نمواً» ولا يفرز ثروات جديدة. فرنسا ووأروبا بحاجة لخلق ثروات وليس لنقل ثروات من شريحة لأخرى. أضف أن فرض ضرائب عالية على أثرياء فرنسا في ظل القوانين الأوروبية الحالية، يؤهب هجرة الأثرياء من فرنسا إلى أي دولة أوروبية، من دون تغيير أعمالهم، فقط تغيير إقامة ضرائبية.
في حال حصول هذا يكون هولاند قد ذبج الدجاجة التي تبيض ذهباً بحثاً عن بيضها، إلا أذا كان هذا البرنامج من نوع «وعود انتخابية لا تربط إلا الذي يصدقها وليس قائلها».
بانتظار أن يحلل الفرنسيون برنامج هولاند، لم تتغير نسب الشعبية لدى استطلاعات الرأي ولكن غداً ينبئ بأن يكون التغيير كبيراً: السبب هو اللقاء-المبارزة بين هولاند وآلان جوبيه. رغم أن جوبية ليس مرشحاً. إلا إذا….
أجرت الاستطلاع مؤسسة «بي في أ» (BVA)
الزيادة والنقصان محسوبتان بالنسبة لما ينشره «أخبار بووم» في الأيام السابقة أياً كانت مؤسسة استطلاع الرأي.
فرانسوا هولاند: 30 ٪ (زائد نقطتين)
نيكولا ساركوزي: 23 ٪ (ناقص 2)
مارين لوبن: 18 ٪ الجبهة الوطنية (يمين متطرف) (زائد 1)
فرانسوا بايرو: 13 ٪ حزب «موديم» وسط (زائد 0.5)
لوك ميلانشون: 7 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي) تراجع نقطة
إيفا جولي 4 ٪ الخضر (تتقدم نقطة)
دومينك دو فيلبان 1.5 ٪ الجمهورية المتضامنة (تراجع نصف نقطة)
هيرفيه موران ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو 0.0 ٪ حزب الصيادين (تراجع)
بيار شيفينمان 0.0 ٪ حركة اليسار الراديكالي (تراجع)
كورين لوباج 0،0 ٪ (كاب 21) بيئة يمين (تراجع)
كريستين بوتان 0.5 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 1.5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي (تفدم نقطة)
لا تغيير في الدورة الثانية
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي