قائد أميركي: مقاومة داعش في الموصل تزداد قوة
واصل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأربعاء دفاعهم الشرس عن المداخل الجنوبية لمدينة الموصل وصمدوا في وجه الجنود العراقيين في الجبهة الجنوبية وأجبروا وحدة خاصة بالجيش شرقي المدينة على وقف تقدمها السريع.
ومع دخول عملية الموصل يومها العاشر تحاول وحدات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية طرد المتشددين من القرى في منطقة الشورة على بعد 30 كيلومترا جنوبي الموصل ثاني كبرى مدن العراق.
واقتربت جبهات القتال في مناطق أخرى من مشارف الموصل آخر معقل كبير تحت سيطرة المتشددين في العراق منذ احتلوها في 2014.
وأوقفت وحدة الجيش الخاصة التي تحركت من الشرق تقدمها فيما اقتربت من المناطق المحصنة في انتظار باقي القوات المهاجمة. وقال الميجر كريس باركر وهو متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قاعدة القيارة الجوية جنوبي الموصل وهي مركز الحملة “في الوقت الذي تقترب فيه القوات العراقية من الموصل نرى أن مقاومة داعش تزداد قوة.”
ومن المرجح أن تزداد المعارك المقبلة دموية فيما لا يزال 1.5 مليون شخص في المدينة. وتتوقع الأمم المتحدة في أسوأ التقديرات أن ينزح قرابة مليون منهم.
والتقى مراسل لرويترز في الجبهة الجنوبية بسكان قرى وأفراد شرطة قالوا إن أقاربهم أخذوا دروعا بشرية لتغطية انسحاب المقاتلين من تلك المنطقة.
ووفقا للواء نجم الجبوري قائد عمليات الموصل يستخدم المتشددون الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة بشكل مكثف للتصدي للقوات المتقدمة.
وذكر أن جنوده دمروا 95 سيارة ملغومة على الأقل منذ بداية المعركة يوم 17 أكتوبر تشرين الأول.
وخارج بلدة صف التوث أمر الجبوري بإطلاق نيران من أسلحة آلية ثقيلة على مبنى خرساني صغير على تلة حيث كان رجاله يعتقدون أن قناصا يختبئ فيه. وحلقت صواريخ فوق التلة قبل أن تسقط على القرية نفسها محدثة دويا صاخبا.
وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن المعارك أجبرت نحو 10600 شخص على الهرب من منازلهم. وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز يوم الثلاثاء إن من المحتمل حدوث نزوح جماعي ربما خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتقول جراند إنه على أسوأ تقدير فإن من المحتمل أن يلجأ مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى “أسلحة كيماوية بدائية” للتصدي للهجوم المرتقب.
وقد تصبح المعركة الأكبر حتى الآن في 13 عاما منذ الاضطرابات التي بدأت بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 وسيمثل سقوط الموصل هزيمة التنظيم فعليا في العراق. وكان الجامع الكبير في الموصل هو المنبر الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم دولة الخلافة التي تشمل أيضا مناطق من سوريا. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الثلاثاء إن الهجوم على الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا سيبدأ بينما تستمر معركة الموصل.
قال مسؤول أمريكي كبير إن نحو 50 ألف جندي بري عراقي يشاركون في الهجوم بينهم 30 ألفا من قوات الحكومة العراقية وعشرة آلاف مقاتل كردي وعشرة آلاف من الشرطة والمتطوعين المحليين.
ووفقا لتقديرات الجيش العراقي فقد جرى نشر وحدات الجيش إلى الجنوب والشرق بينما يهاجم المقاتلون الأكراد من شمالي وشرقي المدينة حيث يعتقد أن ما بين خمسة آلاف وستة آلاف متشدد متحصنون في خنادق.
كما يوجد نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في العراق بينهم مئة انضموا إلى القوات العراقية والكردية لتقديم المشورة للقادة العسكريين ولمساعدة القوة الجوية للتحالف على إصابة أهدافها. ولم يجر نشر هؤلاء في جبهات القتال.
ومن المقرر أن يزيد عدد القوات المهاجمة قريبا إذا انضمت فصائل شيعية تدربها وتدعمها إيران إلى القوات العراقية رغم أن وجودها مثير للتوتر بسبب المخاوف من أنها قد تثير استياء سكان المنطقة وغالبيته من السنة.
وقالت الفصائل المعروفة باسم الحشد الشعبي الأسبوع الماضي إنها ستساعد الجيش العراقي على استعادة تلعفر وهي مدينة تركمانية غربي الموصل.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول لقناة السومرية التلفزيونية يوم الأربعاء إن الحشد الشعبي سيفتح جبهة جديدة في الموصل خلال الأيام المقبلة. ولم يذكر أي تفاصيل لكن هادي العامري قائد منظمة بدر أقوى الفصائل الشيعية سيعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق يوم الأربعاء.
ويسكن تلعفر خليط من السنة والشيعة التركمان لكن الشيعة هربوا منها قبل عامين بسبب تنظيم الدولة الإسلامية.
وتثير مشاركة الفصائل الشيعية مخاوف من تفجر العنف الطائفي مع الأغلبية السنية في المنطقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولوود تشاووش أوغلو يوم الأربعاء إن تركيا ستتخذ إجراءات إذا هاجمت الفصائل المدعومة من إيران تلعفر.
وهناك خلاف بين تركيا وحكومة العراق المركزية التي يهيمن عليها الشيعة بسبب وجود جنود أتراك في معسكر بشمال العراق بدون تفويض من بغداد.
وتخشى أنقرة أن يتم استخدام الفصائل الشيعية – التي اتهمت بارتكاب تجاوزات ضد المدنيين السنة في مناطق أخرى – في عملية الموصل. وساعد وجود تركيا في العراق أيضا على تأجيج المشاعر الطائفية بين الشيعة.
وقال الجيش العراقي إنه استعاد السيطرة كاملة على بلدة الرطبة التي تسكنها أغلبية سنية في الغرب يوم الأربعاء بعد ثلاثة أيام من تعرضها لهجوم من تنظيم الدولة الإسلامية في مسعى فيما يبدو لتشتيت انتباه قوات الحكومة العراقية عن هجوم الموصل.
وسيطر المتشددون عند مرحلة ما على نصف المدينة التي تقع على طريق مهم يصل إلى سوريا والأردن في محافظة الأنبار وهي بؤرة للتمرد السني ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.