23 قتيلاً وتفجيرات في جمعة “حق الدفاع عن النفس”
أفاد مصدر حقوقي أن 23 مدنيا قتلوا برصاص قوات الامن السورية، الجمعة، خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية، في جمعة أطلق عليها اسم جمعة “حق الدفاع عن النفس”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 12 من القتلى سقطوا في بلدة نوى في محافظة درعا (جنوب) “لدى اطلاق قوات الامن النار على مشيعي الطفل الذي قتل، الخميس، باطلاق رصاص من قبل قوات الامن”، في حين سقط خمسة قتلى خلال تفريق تظاهرة احتجاجية في حلب، في تطور لافت في هذه المدينة الشمالية التي لم تشهد قبلا تحركات احتجاجية. واضاف المرصد في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه ان اشتباكات تدور في بلدة نوى ايضا “بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة”، من دون ان يقدم المزيد من التفاصيل.
وفي هذه المنطقة التي تعتبر مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، اطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في مدينة انخل بعد صلاة الجمعة ما اسفر عن جرح ثلاثة مواطنين، كما خرجت تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام في مدينة جاسم، بحسب المرصد.
وفي حمص (وسط) “استشهد، بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، اربعة مواطنين باطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية، منهم ثلاثة في حمص واخر في قرية الغنطو” في ريف حمص. يضاف الى هذه الحصيلة قتيلان احدهما طفل سقط في حمورية بريف دمشق اثر اطلاق رصاص عشوائي من حاجز امني، والاخر رجل قتل في حي “طريق حلب” في حماة (وسط)، بحسب المرصد.
وفي حلب قال المرصد ان “خمسة مواطنين استشهدوا وجرح اخرون اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية في حي المرجة بحلب”. وفي اتصال هاتفي مع “فرانس برس” اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انها المرة الاولى التي يقتل فيها متظاهرون في حلب التي بقيت حتى الان بمنأى عن الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ منتصف اذار/ مارس. وفي دمشق، اضاف المرصد “خرجت تظاهرات في احياء الميدان وبرزة والقابون”، مشيرا الى ان “قوات الامن استخدمت الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة حي الميدان كما اطلقت النار لتفريق التظاهرة التي خرجت في حي القابون”.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، اضاف المرصد أن “تظاهرة حاشدة خرجت من معظم مساجد مدينة معرة النعمان تطالب باسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في عدة قرى بريف ادلب”. وفي ريف دمشق، ذكر المرصد “حاصرت بلدة رنكوس عشرات الاليات العسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة صباح الجمعة وقصفت بشكل مكثف البساتين المحيطة في البلدة وطالت القذائف بعض منازل البلدة”.
من جهتها ذكرت لجان التنسيق المحلية “ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين في حي الحميدية وحاصرت جامع عمر بن الخطاب في مدينة دير الزور (شرق) كما اطلقت النار على متظاهرين بالقرب من جامع علي بن أبي طالب في البوكمال”. واشارت الى ان “قوات الأمن تطارد المتظاهرين لاعتقالهم” في هذه المدينة.
وياتي ذلك غداة مقتل 62 شخصا في مدن سورية عدة بينهم 43 مدنيا وسبعة منشقين و12 عسكريا احدهم ضابط، بحسب المرصد.
من جهة أخرى، قال مصدر أمني سوري لـ”يونايتد برس إنترناشونال”، إن إنتحارياً فجّر سيارته المفخخة بجاجز لقوات حفظ النظام في مدينة بنّش في محافظ إدلب (شمال غرب)، ما أدى الى مقتله وإصابة 4 عناصر من قوات حفظ النظام بجروح متفاوتة، بينهم مساعد أول.
وأشار المصدر الى “إستشهاد طفل وإصابة 10 مدنيين آخرين بانفجار عبوة ناسفة في حي القاعة في منطقة الميدان في دمشق”، فيما أصيب عدد من المدنيين في قطنا بريف دمشق، بانفجار عبوتين ناسفتين. وأفاد بمقتل شخصين وإصابة عدد آخر جرّاء إشتباك مسلّح بين أفراد عشيرة العساسنة في حي المرجة في حلب.
وقال إن 3 مدنيين و3 من عناصر حفظ النظام أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة زرعتها “مجموعة إرهابية مسلحة” في شارع بغداد بمدينة البوكمال في دير الزور. وأشار المصدر الأمني الى “إستشهاد عنصر من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار عليه بالقرب من المركز الثقافي في حي الميدان في حمص، الجمعة”.
على الصعيد السياسي، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الجمعة، ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء “انترفاكس”.
ويأتي تصريح المسؤول الروسي في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الامن الجمعة في نيويورك مشروع قرار بشأن سوريا. ويجتمع مجلس الامن الدولي بعد ظهر الجمعة لاجراء مشاورات تتناول الوضع في سوريا، وفق ما اعلن دبلوماسيون الخميس.
ويعكف الاوروبيون والبلدان العربية منذ ايام على مشروع قرار جديد يستند الى خطة الجامعة العربية لحل النزاع في سوريا. ويتضمن مشروع القرار هذا الخطوط العريضة لخطة اعلنتها الجامعة العربية الاسبوع الماضي لحل الازمة في سوريا وتنص خصوصا على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه ويتبع ذلك اجراء انتخابات.
ومن المتوقع ان يتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني السبت الى الامم المتحدة لعرض الخطة العربية على مجلس الامن.