سوريا: انشقاقات في الجيش واشتباكات في محيط دمشق
اكد متحدث باسم الجيش السوري الحر ان حركة الانشقاقات من الجيش النظامي السوري والاشتباكات تكثفت خلال الساعات الماضية في مناطق ريف دمشق وأكد بأن بعضها «”يقع على بعد حوإلى ثمانية كيلومترات» من العاصمة. وسط أنباء عن انتشار كثيف للجيش السوري النظامي في الساحات الرئيسية في العاصمة.
وقد تحدث البعض عن «انقلاب عسكري» ورغم صعوبة تأكيد المعلومات المتضاربة خصوصاً في غياب أي إمكانية لتحديد قطاعات الجيش التي تتحرك في محيط العاصمة، إلا أن عدداً من المواطنين السوريين تحدثوا عن «انشقاقات متزايدة لكبار الضباط». وقد تحدث البعض عن انشقاق كتيبة صواريخ في ريف دمشق، وتهديدها بقصف القصر الجمهوري ومقرات المخابرات في حال استخدام الطائرات في المواجهات الدائرة في محيط دمشق.
فقد افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن أعمال العنف تواصلت حاصدة حوالي الـ ٨٠ قتيلاً يوم الأحد بينهم ٤٠ مدنياً، حسب بيان تلقته وكالة فرانس برس،وأضاف البيان «استشهد خمسة مواطنين في محافظة ادلب باطلاق رصاص اليوم واستشهد مواطنان اثنان في مدينة جاسم في محافظة درعا واستشهد اربعة عشر مواطناً بمحافظة حمص بينهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات وسيدة تبلغ من العمر 55 عاما، كما استشهد ستة مواطنين بريف دمشق خلال العمليات العسكرية والاشتباكات واستشهد 12 مواطنا في مدينة حماة وريفها اضافة إلى شهيد بحي جوبر بمدينة دمشق خلال اطلاق الرصاص على مشيعي شهيد».
كما أكد البيان مقتل «تسعة منشقين» في ريف دمشق وادلب وحماة وحمص، كما ذكر أن ٢٦ من الجيش النظامي قد قضوا بتفجيرات في بلدتي كنصفرة وخان شيخون (ادلب) وريف دمشق كما قتل «خمسة من عناصر الأمن ثلاثة منهم خلال اشتباك قرب مدينة الزبداني واثنان بكمين قرب مدينة سراقب» في محافظة ادلب.
واشار المتحدث باسم الجيش السوري الحر إلى «هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل» لقوات النظام على مناطق في ريف دمشق القريب والغوطة الشرقية والقلمون ورنكوس (حوإلى 45 كلم عن دمشق) وحماه (وسط سوريا) طالت«المدنيين العزل والمنازل والابنية» مستعملاً فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقاً.
وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الارض تشير إلى انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق». واوضح ان الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) التي شهدت كذلك اشتباكات عدة.
من جهتها قالت وكالة الانباء السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم بعبوة ناسفة شاحنة تقل عناصر من احدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق ما ادى إلى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم اول واصابة ستة اخرين بجروح».
وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي اعلن الجمعة ان «معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من ٢٤ إلى ٢٧ كانون الثاني/يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماة وإدلب». وقد تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل للبحث في مصير بعثة المراقبين العرب التي اوقفت عملها السبت بناء على طلب من الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
من جهته، اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الأحد المقبل في القاهرة لبحث وضع بعثة المراقبين العرب في سوريا التي تقرر وقف عملها السبت.
وقال بن حلي للصحافيين الأحد إن وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا في الخامس من شباط/فبراير المقبل لمناقشة «وضع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الموجودة فى سوريا والمتوقفة عن العمل الان لاتخاذ القرار المناسب سواء بدعمها او سحبها او تعديل مهمتها». وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اعرب عن امله الأحد في ان يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري اعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لانهاء الازمة في سوريا.
ويعقد مجلس الأمن اجتماعا الثلاثاء لمناقشة الملف السوري.
وقال العربي في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة قبل ان يتوجه إلى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المبادرة العربية الاخيرة لتسوية الازمة السورية أن “هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا”.
واضاف انه “يأمل في أن يتغير موقف البلدين” من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن والذي يستهدف “دعم المبادرة العربية”.
واكد العربي ان قرار الجامعة العربية السبت بوقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا “اتخذ بسبب تدهور الاوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الماضي الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة إلى “بدء حوار سياسي جاد” خلال اسبوعين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبوا الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة. وقرر الوزراء ابلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته بـ«دعمها».
وكان العربي اعلن السبت انه قرر “وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري” متهما الحكومة السورية ب”تصعيد الخيار الأمني” ما ادى إلى ارتفاع اعداد الضحايا. ونددت روسيا بهذا القرار.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بروناي «نود ان نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة». وقال لافروف «لو كنت مكانهم لكنت اؤيد زيادة عدد المراقبين».
ومن جهته أعلن المجلس الوطني السوري المعارض السبت أن وفدا برئاسة رئيسه برهان غليون سيكون الأحد في نيويورك لمطالبة مجلس الأمن الدولي بتأمين “حماية دولية” للمدنيين السوريين.
وفي ردود الفعل، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الأحد ان على الرئيس السوري بشار الاسد وقف عمليات القتل في بلاده.
وصرح بان كي مون للصحافيين ان على الاسد «اولا وقبل كل شيء ان يوقف سفك الدماء فورا»، مضيفا ان «القيادة السورية يجب ان تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف».