أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال مؤتمر الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذا الأخير يدعم حلف شمال الأطلسي “في شكل كامل”، وذلك بعدما كرر ترامب توجيه الانتقادات إلى الحلف، وقالت أمام الصحافيين “سيدي الرئيس، أعتقد أنك أكدت أنك تدعم حلف شمال الأطلسي مئة في المئة”.
وكان ترامب التقى ورئيسة الوزراء البريطانية الجمعة لتجديد ما وصفه الرئيس الأمريكي الجديد بأنه “علاقة خاصة جدا” بين البلدين. وجدد ترامب تأكيد دعمه لقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي قائلا “إن بريطانيا حرة ومستقلة تشكل نعمة للعالم”.
وأكد الزعيمان في مؤتمر صحافي مشترك أنهما سيعملان على تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وأعربت ماي عن أملها في أن يساهم التوصل إلى اتفاق تجارة سريع مع واشنطن في تخفيف تأثيرات بريكست، لافتة إلى أن ترامب قبل دعوة للقيام بزيارة رسمية لبريطانيا في وقت لاحق من هذا العام.
وتيريزا ماي هي المسؤولة الأجنبية الكبيرة الأولى التي تلتقي ترامب منذ تسلمه سلطاته في البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/يناير الحالي.
واعتبر الرئيس الأمريكي أنه لا يزال من المبكر الكلام عن العقوبات بحق روسيا، في حين طالبت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بإبقائها، وذلك عشية أول مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ترامب “بالنسبة إلى العقوبات سنرى لاحقا ما يمكن أن يحصل. لا يزال من المبكر الكلام عن هذا الأمر”.
وقالت ماي “بالنسبة إلى المملكة المتحدة وفي ما يتعلق بالعقوبات على روسيا المرتبطة بسلوكها في أوكرانيا، لقد كنا واضحين جدا: نريد تطبيق اتفاق مينسك بشكل كامل”.
وكان تم في شباط/فبراير 2015 التوقيع في مينسك على اتفاق بين كييف وموسكو وباريس وبرلين لوضع حد للنزاع الأوكراني.
وأضافت ماي “نعتقد أن العقوبات يجب أن تبقى قائمة حتى تطبيق اتفاق مينسك بشكل كامل، وسنواصل بذل جهود بهذا المعنى داخل الاتحاد الأوروبي”.
وفرضت عقوبات دولية على روسيا ردا على ضمها لمنطقة القرم الأوكرانية في آذار/مارس 2014 واحتجاجا على دعمها للانفصاليين الأوكرانيين في شرق أوكرانيا.
وردا على سؤال حول علاقته بالرئيس الروسي، قال ترامب “آمل بأن تكون لدينا علاقة رائعة. هذا ممكن. كما يمكن ألا ينجح الأمر. سنرى ما سيجري”.
ومن المقرر أن يحصل اتصال هاتفي السبت بين ترامب وبوتين، بحسب ما أعلن البيت الأبيض والكرملين، وسيكون الاتصال الأول بينهما منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وكان الاثنان تحادثا هاتفيا للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعيد إعلان فوز ترامب بالرئاسة، واتفقا على ضرورة “تطبيع” العلاقات بين البلدين.
وكان بوتين وصف ترامب بـ”الرجل المبدع وصاحب الكفاءات العالية”، في حين أشاد ترامب بـ”ذكاء” بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “عادة خلال اتصالات من هذا النوع يتم تبادل وجهات النظر بشأن أبرز مواضيع العلاقات الثنائية”.
وكان محيطون بالرئيس ترامب تطرقوا قبل المؤتمر الصحافي لترامب وماي إلى احتمال رفع العقوبات عن موسكو. وقالت مستشارة ترامب كيليلان كونواي في تصريح لشبكة فوكس “كل هذا وارد”.
إلا أن المتحدث باسم الكرملين قال “بالنسبة إلى رفع العقوبات، لا نعرف شيئا ولا أعرف إلى أي حد تتناسب هذه المعلومات مع الحقيقة”.
ويبدو أن الاتصال المتوقع بين ترامب وبوتين والتكهنات عن قرب رفع العقوبات عن موسكو، لا تلقى أصداء إيجابية لدى الأمريكيين المحافظين.
وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين المعروف بعدائه لموسكو وانتقاداته لترامب “باسم الأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائنا، أمل بأن يضع الرئيس ترامب حدا لهذه التكهنات ويتخلى عن هذه الطرق الخطرة”.
وسيتحادث ترامب أيضا السبت مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وسبق أن انتقد ترامب ميركل على سياستها في مجال الهجرة وفتح حدود بلادها أمام المهاجرين.
وقال هولاند خلال زيارة قام بها لبرلين الجمعة حيث التقى ميركل أن ادارة ترامب تمثل “تحديا” للاتحاد الأوروبي سواء في المجال التجاري أو في مجال السياسة الخارجية.