مؤيدوه: ترامب الرئيس الذي يفي بالوعود
لا يكترث أنصار دونالد ترامب لعاصفة الاحتجاجات الدولية وموجة التظاهرات في نيويورك ولوس أنجليس وغيرهما من المدن الأمريكية، وانتقادات العديد من وسائل الإعلام، وخطابات أعضاء من الكونغرس تنديدا بقرارات الرئيس منذ تنصيبه رسميا.
من الهجرة إلى الطاقة مرورا بالدبلوماسية، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسبوعه الأول في البيت الأبيض مبديا عزمه على إصدار مراسيم واتخاذ مبادرات ليترجم شعارات حملته الانتخابية إلى أفعال.وكان ترامب قد أعلن في نيويورك قبل عشرة أيام خلال المؤتمر الصحافي الوحيد الذي عقده منذ انتخابه “سنوقع (مراسيم) باستمرار الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ونقوم بالشيء نفسه في الأسبوع التالي”.
وبعد أول عطلة نهاية أسبوع في البيت الأبيض شهدت واشنطن ومدن أخرى مظاهرات ضخمة معارضة، ويريد الرئيس الجمهوري التحرك بسرعة.
تقول جوزيت وايت (44 عاما) التي تعمل لحسابها الخاص على الإنترنت “إنني سعيدة جدا، هو يفي تماما بوعوده، باستثناء الملاحقات بحق هيلاري (كلينتون)، لكن بوسعي تفهم ذلك”.
تروي جوزيت أنها وقفت أكثر من ست ساعات في صف انتظار طويل في أيار/مايو الماضي في تشارلستون بولاية فرجينيا الغربية المؤيدة لترامب، لحضور تجمع انتخابي لرجل الأعمال الثري.
وهي تؤكد اليوم أن خطوات مرشحها الأولى في سدة الرئاسة عززت قناعتها بأنه وحده القادر على إحداث تغيير في البلاد.
تقول المرأة التي كان والدها وجدها يعملان في مناجم فحم “السياسيون يعدون ويعدون، لكنه هو لا يتغير، إنه يتحدث إلى العمال”.
وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد كوينيبياك الأسبوع الماضي أن أكثر من 80% من الجمهوريين موافقون بصورة عامة على أداء الرئيس الجديد، وهو ما تعكسه مقابلات مع الناخبين عبر الولايات المتحدة.
وهذا التأييد ينطبق أيضا على قرار ترامب إغلاق الحدود الأمريكية أمام اللاجئين ورعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة بينها إيران والعراق وسوريا واليمن. وأظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز ومعهد إيبسوس أن 73% من أنصار الرئيس يرون من الضروري “حظر دخول المسلمين من دول أخرى لمنع الإرهاب”، فيما تؤكد دراسات أخرى وجود انقسام كبير حول الرئيس داخل الولايات المتحدة، حيث يدعمه الجمهوريون فيما يعارضه الديمقراطيون.
وقال ميلان دافيش (66 عاما) المتقاعد المقيم في جونستاون بولاية بنسلفانيا، في قلب منطقة “حزام الصدأ” التي صوتت بكثافة لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية، “يجب القيام بكل ما ينبغي لضمان أمن هذا البلد”.
ويعرب هذا الرجل الطويل القامة الذي يصف نفسه بأنه انعزالي يحن إلى حقبة الخمسينيات، عن تأييده أيضا للجدار الذي يعتزم ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك، فيقول “يجدر بهم حتى إقامة جدار كهربائي ونصب رشاشات عليه”.
أما بالنسبة إلى المتظاهرين الذين نزلوا بمئات الآلاف الى الشوارع في المدن الأمريكية، فقال “سيحتجون في مطلق الأحوال ضد كل ما سيقوم به خلال أربع سنوات”.
ويرى دون كريبس العامل المتقاعد الذي يتابع الأخبار على المحطات التلفزيونية “إنه يتدبر أمره بشكل أفضل مما كانت لتفعل هيلاري”، متهما “الديمقراطيين وأهل هوليوود بالتذمر كلما قام بشيء”.
ويبدي مؤيدو الرئيس استياء كبيرا من وسائل الإعلام معتبرين أنها تعير اهتماما كبيرا لخصوم الرئيس الجديد.
وقال دان والاس الذي كان يعمل سابقا في شركة فيديكس “من المؤكد أن شبكتي ’سي إن إن‘ و’فوكس نيوز‘ لا تتركان له أي فرصة”، مؤكدا أن الشبكة التلفزيونية المحافظة “’فوكس نيوز‘ أيضا تنتقد ترامب”.
وتابع “وسائل الإعلام تتناول أمرا تافها وتبالغ به”.
أما المشكلات التي أثيرت حول مواقف ترامب مثل إلغاء زيارة الرئيس المكسيكي إلى الولايات المتحدة والفوضى والتنديد بشأن قراره حظر الهجرة والسفر مؤقتا إلى البلاد والحروب التي يفتحها على تويتر، فيقللون من أهميتها.
وقال دان والاس بشأنها “إنه على الطريق الصحيح، يجب فقط منحه فرصة”.
وتثير خطوات الرئيس الأولى استياء حتى في أروقة الكونغرس، وقد انتقد العديد من الجمهوريين علنا قراره حول حظر الهجرة.
غير أن الغالبية الجمهورية تتريث بصورة عامة وتنتظر زوال العواصف الواحدة تلو الأخرى، على أمل ألا يغرق المركب، إذ تراهن على علاقات جيدة مع دونالد ترامب للتمكن من إقرار الإصلاحات المحافظة الكبرى التي كان الرئيس السابق باراك أوباما يعترض عليها بانتظام.
وفي هذا السياق، رحب اليمين الأمريكي بمجمله بتسمية الرئيس الثلاثاء القاضي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا.
وقال نائب جمهوري “سنكون في غاية الصبر” موضحا أن الديمقراطيين “سيصبون غضبهم علينا، يجب فقط أن نكون على استعداد للدفاع عن أنفسنا”.
ويشير الخبير السياسي في جامعة فرجينيا لاري ساباتو إلى أن دونالد ترامب “هو أول رئيس في الفترة المعاصرة لم يقم بأي بادرة تجاه الـ54% الذين لم يصوتوا لصالحه”.
وتابع “إنه يعمل فقط من أجل الـ46% الذين صوتوا له، ويأمل أن يكون ذلك كافيا لإعادة انتخابه” مؤكدا “إنه يخوض منذ الآن حملة انتخابية” للعام 2020.