وصف المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، نيوت غينغريتش، الفلسطينيين بأنهم شعب مختلق وطالب بالتحرك ضد إيران، اما منافسه ميت رومني فقد اتهم الرئيس الأميركي الديموقراطي، باراك أوباما، بأنه كمن القى بإسرائيل تحت الحافلة.
لكن اللغة المتشددة التي يتبناها المرشحان الجمهوريان المحتملان بشأن الشرق الاوسط في فلوريدا، قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي تجري في الولاية يوم الثلاثاء، لم تفعل الكثير لتحويل العدد الكبير من اليهود الأميركيين الذين يعيشون هناك عن تأييدهم التقليدي للديموقراطيين.
لكن ما قد يؤثر حقاً على الناخبين اليهود في الانتخابات العامة التي تجري في تشرين الثاني/ نوفمبر هو ما يقدمه الجمهوريون عن الاقتصاد لا إسرائيل. وقالت تيري سوزان فاين، مدرسة العلوم السياسية في جامعة سنترال فلوريدا في اورلاندو، “حدث تحول محدود خاصة بين الناخبين الشبان نحو الحزب الجمهوري بشكل عام”.
وفسرت ذلك بحديثها عن وجود بعض المخاوف بشأن إسرائيل، لكن السبب الرئيسي هو ان بعض اليهود يرون الحزب الجمهوري أكثر حرصاً على مصلحة قطاع رأس المال. وأضافت “الاقتصاد المحافظ هو الذي يغير تركيزه صوب الحزب الجمهوري. الناخبون اليهود الشبان يشعرون بأمان كبير مع استقرار إسرائيل”.
من جهته، قال الحاخام ديفيد كاي، من معبد اوهيف شالوم المحافظ، ان اعضاء طائفته مهتمون أكثر بقضايا الاقتصاد في دولة واجهت أزمة اسكان وواحداً من أعلى معدلات البطالة.
والناخبون اليهود هم عادة أكثر ليبرالية في القضايا الاجتماعية من المرشحين الجمهوريين.
وحصل أوباما على نحو ثمانية أصوات من كل عشرة من أصوات الناخبين اليهود في انتخابات عام 2008. وكان التأييد الكاسح الذي حصل عليه بين يهود فلوريدا وعددهم 640 ألفا عاملاً اساسياً في فوزه بفارق ثلاثة في المئة فقط في انتخابات الولاية المحورية في سباق الرئاسة.
ومع تنامي التوترات في الشرق الاوسط بسبب طموحات ايران النووية تساءل بعض اليهود الجمهوريين عن مدى التزام الولايات المتحدة بالوقوف الى جوار إسرائيل.
وفي سجالهما للفوز بترشيح الحزب الجمهوري بدا رومني وغينغريتش يتنافسان على من يتخذ موقفا أكثر قوة في دعم إسرائيل.
واجتذب غينغريتش، رئيس مجلس النواب الاميركي السابق، نحو 700 شخص الى تجمع رعته جماعة يهودية جمهورية يوم الجمعة الماضي. وكان قد وصف الفلسطينيين بانهم شعب مختلق ووعد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في حالة توليه الرئاسة، بينما يقول رومني، حاكم ماساتشوستس السابق، إن الفلسطينيين لا يريدون ان يعيشوا في دولة جنباً إلى جنب إسرائيل وانهم يريدون تدميرها.
ويقول رومني إن أوباما “القى إسرائيل تحت الحافلة” باقتراحه ان تبدأ المفاوضات بمسألة الحدود التي تعود إلى ما كانت عليه قبل حرب عام 1967 في الشرق الاوسط.
في المقابل، يحاول الديموقراطيون التأكيد أن أوباما ليس معادياً لإسرائيل ويرون ان حملة الجمهوريين مضللة وانها محاولة يائسة لكسب تأييد في قطاعات هي في الاصل مؤيدة للديموقراطيين.
ويشكل الناخبون اليهود عادة ما بين ستة وثمانية في المئة من عدد الناخبين الذين يدلون باصواتهم في فلوريدا ويشكلون نسبة أقل في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين مثل انتخابات الغد لكنهم يحدثون فارقاً اذا كان السباق متقارباً.