البدء بتغيير أسس الاتحاد الأوروبي
كشف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الاربعاء خططه لانقاذ اوروبا مؤكدا ان على الاتحاد الاوروبي الذي يواجه العديد من التحديات كتابة “فصل جديد” بعد خروج بريطانيا (بريكست) المتوقع في 2019.
وحدد يونكر خمسة “مسارات الى الوحدة” لطرحها على قادة الاتحاد الاوروبي لدراستها في قمة خاصة تعقد في روما في 25 آذار/مارس للاحتفال دون بريطانيا، بالذكرى الستين لمعاهدة روما التي وضعت اسس البناء الاوروبي.
وتشمل هذه الاقتراحات خفض الاتحاد الاوروبي الى مستوى السوق الموحدة، وخلق أوروبا “متعددة السرعات” تستطيع فيها الدول التي تتشابه في طريقة التفكير تنفيذ خطط رغم مخالفة دول أخرى لها.
وقال يونكر “مهما كان بريكست مؤلما ومؤسفا، إلا أنه لا يمكن أن يوقف مسيرة الاتحاد الاوروبي نحو المستقبل”. كما دعا يونكر حكومات دول الاتحاد إلى “التوقف عن مهاجمة بروكسل” للحصول على أصوات الناخبين المتشككين في الاتحاد.
ومنذ صدمة تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو الماضي، تدرس دول الاتحاد الاوروبي ال 27 كيفية مواجهة العديد من التحديات ومن بينها تزايد الشعبوية وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة إضافة إلى تدخلات روسيا العسكرية المتزايدة.
وقال يونكر، رئيس وزراء لوكسمبرغ السابق، في “كتابة الأبيض حول مستقبل أوروبا” والمؤلف من 32 صفحة بما فيها الملاحق، أن “على قمة روما أن تكون كذلك بداية فصل جديد”.
وأكد في رؤيته التي كشفها أمام البرلمان الاوروبي في بروكسل أنه “يجب على اوروبا موحدة تشمل 27 بلداَ أن تقرر مصيرها بنفسها وتحديد رؤية لمستقبلها”.
وأعرب يونكر عن أمله في أن يتوصل قادة الاتحاد الاوروبي إلى أولى نتائجهم المبنية على اقتراحاته بنهاية العام، وأن يقرروا مسار تحركهم بحلول موعد انتخابات البرلمان الاوروبي في حزيران/يونيو 2019.
– خطط يونكر الخمس –
واجهت خطط يونكر الخمس مقاومة من الدول الافقر في اوروبا الشرقية التي تخشى أن يتم استبعادها من قبل “الدول الكبرى” وهي فرنسا والمانيا، خاصة في قضايا من بينها الهجرة.
كما اثار اعلان خطط يونكر الاستياء لانه ياتي قبل فترة قصيرة من انتخابات هامة في هولندا وفرنسا والمانيا.
ومن بين خيارات يونكر السماح لدول الاتحاد الاوروبي بالاندماج بسرعات مختلفة بحيث تختار بعض الدول التعاون بشكل أكبر في مجالات من بينها عملة اليورو والدفاع حتى عند اختيار بعض الدول عدم المشاركة في ذلك.
وخيار اخر هو التركيز على الانتهاء من المراحل الاخيرة من السوق الواحدة للاتحاد الاوروبي التي تشمل 500 مليون شخص، في محاولة لانهاء الازمات الاقتصادية التي تعاني منها عملة اليورو.
ومن السيناريوهات الاخرى تحدي المتشككين في الاتحاد الاوروبي ومواصلة تحقيق حلم اوروبا فدرالية بشكل تام، أو اتباع النموذج الاميركي والتركيز على أجندة مخفضة وترك الأمور الأقل أهمية للدول الأعضاء.
وأخيرا اقترح يونكر الإبقاء على الوضع الراهن مع محاولة دول الاتحاد الاوروبي البقاء موحدة بشكل أكبر ولكن ذلك يمكن ان يرافقه جانب سلبي هو حدوث جدل أكثر مرارة بشأن قضايا من بينها الهجرة.
وصرح مصدر في الاتحاد الاوروبي طلب عدم الكشف عن هويته “نحن نعتبر كتاب يونكر الأبيض بمثابة شهادة ميلاد لدول الاتحاد الاوروبي ال27”.
وأضاف “نريد أن تكون قمة روما احتفالا بعيد ميلاد وكذلك بداية نقاش منظمة للغاية حول عدد من الخيارات المحددة التي نعتقد أنها ستجلب الوحدة والتعاون”.
إلا أن يونكر قال أن الاتحاد الاوروبي يجب أن يوضح محدودية ما يمكن أن يحققه.
وأضاف “يجب أن لا نجعل الناس يعتقدون أننا نستطيع أن نجلب لهم الشمس والقمر إذا لم يكن باستطاعتنا سوى أن نقدم لهم تلسكوب”.
– قمة روما –
في روما يتوقع أن يصدر قادة دول الاتحاد الاوروبي اعلانهم الخاص بشأن مستقبل الاتحاد بتركيز على السنوات العشر المقبلة.
وسيناقش القادة خطة يونكر في روما، ولكنهم لن يتعمقوا فيها، حيث قال مصدر اوروبي آخر لفرانس برس “لا نستطيع خلق انقسامات” في هذه المرحلة.
ويفكر قادة الاتحاد الاوروبي ال27 في عقد قمة اخرى في بروكسل في 6 نيسان/ابريل بعد أن تطلق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رسمياً إجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي، بحسب مصادر في الاتحاد الاوروبي.
وتصدرت بولندا دول اوروبا الشرقية في الاعراب عن قلقها حول خلق اتحاد اوروبي بمستويين مختلفين خشية استبعادها من قبل الدول الغربية القوية في قضايا مثل الهجرة الذي تبنت دول اوروبا الشرقية موقفا اكثر تشددا تجاهها.
كما تنظر دول اخرى بعين الشك الى كتاب يونكر الأبيض نظرا لتاريخه كمعارض رئيسي لمزيد من الاندماج، وشخصية رئيسية في العمل بعملة اليورو قبل ان يتولى رئاسة المفوضية الاوروبية في 2014.
وقال يانيس ايمانوليديس من مركز السياسة الاوروبي لوكالة فرانس برس “إنها ورقة سياسية. يونكر يريد أن يقدم رؤيته في مرحلة مبكرة قبل بدء المرحلة الساخنة ليكون له راي في المحادثات”.
وأضاف “قبل تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول/ديسمبر لا يمكن اتخاذ الكثير من القرارات بسبب الانتخابات في فرنسا والمانيا”.