فنزويلا: بوتين يدعم مادورو في وجه «معارضة تعتمد على الخارج»
في حين بدأ المعارضون الفنزويليون السبت بالتجمع في كراكاس بهدف تنظيم “اكبر عرض قوة” منذ بدء حركة احتجاجها ضد الرئيس نيكولاس مادورو قبل خمسين يوما للمطالبة برحيله، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع مادورو “حق الشعب الفنزويلي في اختيار مصيره بدون تدخل خارجي في مواجهة قوى راديكالية تعتمد على دعم من الخارج” كما جاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الفنزويلية. في موازاة ذلك بدأ مناصرو الرئيس بالتجمع في قسم اخر من العاصمة وهم يغنون ويرقصون.
وكتب على لافتات رفعها المناهضون للتشافية، نسبة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) “نحن ضد الديكتاتورية بالملايين، لا للديكتاتورية!” فيما بدأوا يتجمعون في احدى جادات المدينة.
وقال خوان اندريس ميخيا احد النواب الشباب الذين يقودون التظاهرات “ليوم المقاومة الخمسين، سننظم اكبر عرض للقوة في هذه الفترة”.
من جهتها قالت ماريا انخيل (24 عاما) لوكالة فرانس برس “ارغب في ان نعيش في ظل الديموقراطية”.
وقال نائب رئيس البرلمان الخاضع لسيطرة المعارضة فريدي غيفارا مساء الجمعة خلال تجمع عام، “هذه طريقة لتذكير الحكومة انه بعد مقاومة لاكثر من خمسين يوما وسقوط قتلى وجرحى زاد عددنا ولن نستسلم”.
من جهته سيستقبل مادورو في القصر الرئاسي موظفي القطاع الغذائي الذين ينظمون مسيرة من وسط كراكاس دعما لمشروع الجمعية التأسيسية الذي عرضه الرئيس.
من جانب اخر اعتبر الامين العام لمنظمة الدول الاميركية لويس الماغرو السبت ان السبيل الوحيد للخروج من الازمة السياسية في فنزويلا هو تنظيم انتخابات سريعا.
وقال في رسالة مسجلة ان عدد القتلى المرتفع خلال التظاهرات هو نتيجة “نظام يمتنع عن الاعتراف بان السبيل الوحيد للخروج من الازمة بشكل قابل للاستمرار هو الدعوة فورا الى انتخابات عامة”.
واضاف انه على البلاد ان تطلق الان “المفاوضات النهائية بهدف قبول شروط اعادة الديموقراطية”.
وتفيد آخر حصيلة نشرتها النيابة العامة الجمعة ان الاحتجاجات اسفرت عن سقوط 47 قتيلا.
وتجاوزت هذه الحصيلة عدد القتلى الذين سقطوا في موجة الاحتجاجات السابقة التي اسفرت عن سقوط 43 قتيلا بين شباط/فبراير وايار/مايو 2014.
وتشهد التظاهرات في اغلب الاحيان مواجهات مع قوات حفظ النظام يرشق خلالها المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة بينما ترد الشرطة بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
لكن قوات الامن تستخدم في بعض الاحيان الرصاص الحي الذي اسفر عن سقوط عدد من القتلى ال47 وتم توقيف موظفين في اطار هذه القضية. الى ذلك تضاف عمليات النهب واعمال العنف التي تقوم بها مجموعات مدنية سلحتها الحكومة، كما تقول المعارضة.
وتقول منظمة “فورو بينال” غير الحكومية ان حصيلة الضحايا تشمل مئات الجرحى واعتقال 2200 شخص. وبحسب المنظمة نفسها اعتقل ما لا يقل عن 161 شخصا بامر من المحاكم العسكرية.
يتحدث المعارضون لمادورو عن “قمع وحشي” من قبل الحكومة الاشتراكية بينما تتهم السلطة المعارضة ب”الارهاب” من اجل القيام بانقلاب تدعمه الولايات المتحدة.
اتهم زعيم المعارضة الفنزويلية انريكي كابريليس السلطات الخميس بمنعه من مغادرة البلاد. وكان كابريليس المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية التي خسرها بفارق طفيف ضد الرئيس الحالي للدولة، سيتوجه الى نيويورك (شمال شرق الولايات المتحدة) للقاء المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين الجمعة.
ويشهد الوضع في فنزويلا توترا وخصوصا في ولاية تاتشيرا بغرب البلاد على الحدود مع كولومبيا حيث دفعت سلسلة اعمال نهب وهجمات الى نشر 2600 عنصر من الجيش.
ويرغب سبعة فنزويليين من اصل عشرة برحيل الرئيس مادورو بحسب استطلاعات الرأي.
وتؤجج الغضب الشعبي الازمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي تعصف بهذا البلد النفطي الذي دمره تراجع اسعار النفط الخام ونقص المواد الغذائية والادوية. والتضخم فيه هو الأعلى في العالم حيث يتوقع ان يبلغ 720% هذه السنة بحسب صندوق النقد الدولي، والجريمة متفشية.
وكانت المحكمة العليا الفنزويلية اتهمت الجمعة الولايات المتحدة بالسعي الى “زعزعة استقلال السلطة القضائية للسيطرة على ادارة القضاء في البلاد”، كما قال رئيس المحكمة مايكل مورينو في بيان تلاه امام الصحافيين.
وجاءت تصريحات مورينو بعد ادراج الولايات المتحدة على لائحتها المالية السوداء ثمانية من اعضاء المحكمة العليا بتهمة تأجيج الازمة السياسية في البلاد من خلال إضعاف سلطة البرلمان.
وقال وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين في بيان، ان هؤلاء القضاة “فاقموا الوضع من خلال تدخلّهم المستمر في السلطة التشريعية”.
وبموجب العقوبات، جمدت الارصدة المحتملة للقضاة الثمانية، ومنهم رئيس المحكمة العليا، في الولايات المتحدة ولم يعد بإمكانهم القيام بعلاقات تجارية مع اميركيين.