سوريا: الصين تعارض بقوة استعمال القوة
قالت وكالة انباء شينخوا الرسمية يوم الاربعاء ان الصين تعارض استخدام القوة لحل الازمة في سوريا لانه ينتهك “الاعراف الاساسية” المنظمة للعلاقات الدولية.
وحثت الدول العربية والغربية في مجلس الامن للامم المتحدة على التحرك بسرعة بشان مشروع قرار يطالب بتنحي الرئيس السوري الاسد.
وأيدت الولايات المتحدة بقوة دعوة من الجامعة العربية وقطر إلى «اجراء سريع وحاسم» مباشرة بعد أن استعادت قوات حكومة الاسد السيطرة على ضواحي دمشق وتمكنت من دحر المتمردين على ابواب العاصمة.
ونقلت شينخوا عن السفير الصيني لدى الامم المتحدة لي باودنغ قوله لمجلس الامن «أن الصين تعارض بحزم استخدام القوة لحل المشكلة السورية كما تعارض بثبات الدفع نحو تغيير للنظام بالقوة في سوريا لانه ينتهك ميثاق الامم المتحدة والاعراف الاساسية التي تنظم ممارسة العلاقات الدولي.
للم تخرج جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، حول سوريا بموقف واضح من مشروع القرار العربي المقدم، بعدما أرجئ التصويت إلى حين اتفاق الدول الغربية وروسيا على مشروع لا يوجه فيتو. وبالتالي تحولت الجلسة إلى ساحة خطابات، من دون أن تخلو من إثارة تمثلت في السجال الختامي بين المندوب السوري بشار الجعفري ورئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، حمد بن جاسم آل ثاني، ولا سيما بعدما هاجم المسؤول السوري حكم «الأوليغارشية»، في إشارة إلى الدول الخليجية.
الجلسة، التي حضرها وزراء خارجية غالبية الأعضاء في مجلس الأمن، انفضت على امل الانعقاد لاحقاً في جلسات مغلقة للتفاوض حول مشروع القرار، تمهيداً للتصويت عليه، الذي قد يكون الخميس أو الجمعة، بحسب ما ذكرت مصادر متطابقة، مشيرة إلى إصرار بريطاني على هذا الأمر، وبالتالي من المحتمل أن يبقى وزراء الخارجية في نيويورك للمساهمة في الضغط على الموقف الروسي، الذي تمسّك برفض التدخل في الشؤون الداخلية السورية، باعتبار أن مثل هذا الأمر يؤجّج العنف.
وطالب كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيريها الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ من اعضاء مجلس الامن الـ15 تبني مشروع القرار، الذي يدين القمع في سوريا ويدعو الى انتقال سلمي للسلطة في دمشق. واكدت كلينتون ان عدم تحرك مجلس الامن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف «مصداقية الامم المتحدة». وقالت «حان الوقت كي تضع الاسرة الدولية خلافاتها جانبا وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري».
من جهته، قال جوبيه «اليوم نجتمع كي ننهي الصمت المخزي لهذا المجلس»، مضيفاً «نجتمع اليوم كي يتولى مجلس الامن مسؤولياته امام شعب يعاني». واوضح «من واجبه ان يتخذ قرارا حول حالات خطيرة كما هو الحال في سوريا (…) بان يتبنى سريعا وبدعم كبير مشروع القرار» الذي يدافع عنه الاوروبيون والدول العربية ولكن تعرقله حتى الان روسيا والصين.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «علينا ان نكون موحدين في دعم خطة الجامعة العربية وهو ما اطالب به على الفور من جميع اعضاء المجلس للقيام به هذا الاسبوع». واضاف «عدم القيام بذلك سيكون بمثابة اضعاف هذه المؤسسة، خيانة الشعب السوري، الاساءة للجامعة العربية والعجز عن تولي المسؤوليات الملقاة على عاتقها».
وحرص الوزراء الثلاثة على الرد على اعتراضات روسيا والصين اللتين تخشيان تكرار السيناريو الليبي في سوريا في حال تم طلب تنحي الرئيس بشار الاسد. واكد جوبيه ان «سوريا ليست ليبيا». واضاف «لا شيء، ابدا لا شيء، في مشروع القرار (…) يمكن ان يفسر على انه موافقة للجوء الى القوة». وبرأي هيغ فإن «العمل العسكري لن يكون رداً مناسباً للوضع المعقد في سوريا، وهي نقطة يتحدث عنها مشروع القرار بوضوح». وقالت كلينتون «بعض اعضاء المجلس يبدون مخاوف من تكرار ما حصل في ليبيا، انها مقارنة خاطئة».
وفي مستهل الجلسة، دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني باسم الجامعة العربية مجلس الامن الدولي الى اتخاذ خطوات لوقف «آلة القتل» في سوريا. وقال «آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان».
من جهته، رفض المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري المسودة الاخيرة من مشروع قرار في مجلس الامن يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي، متهماً الجامعة العربية بانها «تلتقي مع المخططات غير العربية الهادفة لتدمير سوريا». ورأى ان في مشروع القرار المقدم الى مجلس الامن «التفاف على نجاح مهمة» المراقبين العرب في سوريا.
كذلك رفض سفير روسيا لدى الامم المتحدة، فيتالي تشوركين، مشروع القرار الدولي، معتبراً انه يتوجب على الامم المتحدة ان لا تزج نفسها في نزاع «داخلي».
واعتبر انه ربما توجد «اخر فرصة لكسر دوامة العنف» في سوريا. ولكنه اضاف انه «لا يجوز ان يفرض مجلس الامن شروط تسوية داخلية (للازمة). ليس بامكانه بكل بساطة ان يفعل ذلك».
وفي ختام الجلسة طلب وزير الخارجية القطري الكلام للرد على الاتهامات التي سابقها المندوب السوري بشار الجعفري لدولة قطر من دون ان يسميها، حين رأى أن من السخرية أن من يطلب الديموقراطية في سوريا والسماح بالتظاهر لا يطبقون الأمر في بلادهم، التي وصف حكمها بأنه «اوليغارشية». وفي رد حمد، أشار إلى أن بلاده بدات تطبيق الإصلاحات، ,انها كانت فقيرة قبل اكتشاف النفط، كما دافع عن مواقف الدوحة في ما خص فلسطين والعراق وليبا، غامزاً من قناة سوريا التي وافقت على القرار العربي لطلب التدخل الدولي هناك. وهنا طلب الجعفري الكلام مجدداً، للرد وتفنيد مشاركة بلاده في تحرير الكويت وليس غزو العراق.