انقلاب في لبنان – التحضيرات (حلقة ٢)
انقلاب في لبنان – حلقة ٢
التحضيرات
شخصيات الرواية:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة
خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي
ناصيف: زوج ناريمان
وقفت ناريمان على الشرفة تتأمل البحر الأزرق الي يفصلها عن لبنان. فجأة رن هاتف الجوال. زوجها ناصيف كان على الخط.
– كيف حالك يا عزيزتي؟ أنا في جنيف وأنت؟
تردد قليلاً ثم أجابت:
– في قبرص لأن الجو بغيض في لبنان…
قاطعها:
– الجميع يعرف ولكن …
قاطعته:
– حبيبي بيتنا محاصر بالنفايات … الزحمة لا تتطابق …. اضراب المعلمين … والجمعيات الناشطة سدت المنافذ المؤدية إلى البرلمان… شرطة مكافحة الشغب ترش المواطنين بالماء الملونة ليقبض عليهم بعد ذلك رجال التحري المندسين بين المتظاهرين…
تأفف زوجها بصوت عال عبر الهاتف…
– وماذا تريدين أن نفعل هذا هو لبنان…اسمعي بالأمس…
تركت زوجها يحدثها عن أشغاله واجتماع الأمس وبمن التقى وذهب تفكيرها نحو هدف وجودها في لارنكا… كانت تدرك أنه عليها أن تبوح لزوجها بما تشارك به … ،لكنها تتمهل حتى ترى ارتسام الخطط بشكل واضح… بالطبع ستكلمه وبالطبع ستحاول أن يكون زوجها ضمن العملية إذ سيكون الضمانة التي يقدمها الانقلابيون لعالم المال وللمتمولين في لبنان وللمصارف العالمية في الخارج.
فجأة عادت إلى واقع المحادثة :
– حبيبي متى تعود إلى لبنان ؟
– بعد غد… وأنت ؟
– بعد غد أيضاً …
– لقد اتصلت بابننا في باريس وابنتنا في لندن … هل تحدثتي معهما؟
– نعم! أجابت من دون تفكير.
طرق جورج باب غرفتها فتركت الشرفة وفتحت له الباب.
جورج :« لقد استأجرنا الشاليه كما اتفقنا في بيروت. اجتماعنا في الشاليه سيكون افضل من أن نلتقي يومياً في كافيتيريا الفندق… سنثير حشرية المخابرات».
ضحك جورج كعادته وتابع: «لارنكا وكر جواسيس الشرق الأوسط كل الدول المؤثرة اسرائيل وأميركا وفرنسا …» قفز قلب ناريمان في صدرها عندما لفظ جورج اسماء هذه الدول فقط… وتساءلت في نفسها «هل هو على علم بأنهم مدركون لما يتم التحضير له؟»/
سألته بسرعة وكأنها تطرد أفكارها خوفاً من أن يصله ما يدور بفكرها:«هل نذهب الآن؟»
– نعم هيا بنا!
…
الشاليه كانت غرباً على بعد ٢٢ كلم من لارنكا في منتجع يملكه مواطن بريطاني. وهو مكون من فقط ١٥ شاليه ، وهو بالواقع مسبح أكثر من أن يكون منتجعاً… الشاليه التي تم حجزها كانت في أقصى المسبح بعيدة عن موقف السيارات.
الضباط كانوا جالسين على الشرفة بملابس المدينة. فقط فارس كان في ملابس السباحة، فهو الذي استأجر الشاليه ونقل أغراضه إليها من الفندق.
تم طلب بعض المأكولات والجميع ينتظر وصول حسن ومروان من لبنان.
– لن يصلا قبل ٤ ساعات ! قالت نريمان.
– لا سيصلا بعد نصف ساعة فقد تركا جونية بواسطة يخت ابن عم مروان، خرجا إلى البحر بحجة صيد السمك.
توجه سامي عضو الأركان ومحمد ضابط المدرعات إلى الداخل ومدّا على طاولة في وسط الشاليه خارطة كبيرة تمثل … لبنان.
لحق بهما أنطوان وبيده دفتر كبير وأخرج من جيبه عدد من أقلام الرصاص وممحاة. وجلس على طرف الطاولة.
– هل تبدأون قبل وصول أصحابنا؟ سأل فارس العقيد في الدرك.
– نعم! أجابه سامي وهو يجلس قرب محمد، وتابع: «علينا التحضير لتحرك الوحدات وعلى أساسها يمكن لأمن الدولة والأمن العام تنسيق تحركهما».
– حاضر، أجاب أنطوان، أنت المسؤول عن الأركان عزيزي سامي ماذا عندك؟
– بعد أن تصفح سامي دفتراً صغيراً يحمله دائما في جيبه بدأ بعرض القوات:
«نبدأ بالقوات البرية التي ستتحرك لتمسك بالبلد. عندنا في الجيش اللبناني تقسم مناطقي أي قيادات كما تعلمون. وهي تتوزع على الشكل التالي: منطقة بيروت، ومنطقة البقاع، ومنطقة جبل لبنان، ،منطقة الشمال،منطقة الجنوب.
وتابع سامي، وفي كافة المناطق تتوزع الألوية وهي : الألوية المؤللة: وعددها١١ لواء مؤلل مرقمة من الأول إلى الثاني عشر, ما عدا الرابع.، ثم يوجد لواء الحرس الجمهوري».
وعلى الأرض: « لا تنسى الأفواج» قال انطوان فيما هو يلتفت إلى المجتمعين خارج الغرفة ويعوهم للدخول. وأتى الجميع ما عدا ناريمان التي كانت تتحدث على الهاتف باللغة الفرنسية.
تابع سامي: « بالطبع ، توجد عشرة أفواج مقاتلة هي : فوجي مدفعية وهم الأول والثاني.، وخمسة أفواج للتدخل السريع»،
هنا قال محمد «رزق الله» وهو يتذكر كيف قاد أحد هذه الأفواج. وتابع سامي بعد ان ابتسم له: « فوج المغاوير، والفوج المجوقل المحمول جوا» قاطع سامي نفسه وقال «هذا قد يسبب لنا مشاكل»…
فسأله محمد وانطوان بصوت واحد: «لماذا؟».
– لأنه قد يساعد على تهريب المسؤولين بواسطة المروحيات…
– علينا تسميرها بالأرض . قال محمد.
– من دون الإضرار بها …قالها أنطوان ملتفتا نحو الواقفين على الباب.
– «بالطبع لن نضربها أصلاً سيخبرنا فارس أن لديه أشخاص داخل الثكنات التي فيها مروحيات» أجاب محمد، وتابع «لواء الحرس الجمهوري، يجرون به تغيرات هذا قد يسبب لنا بعض الصعوبات أكمل يا عزيزي سامي».
فتابع سامي : «وأخيرا يوجد فوج مغاوير البحر ووحدات الدعم وهي الطبابة العسكرية والشرطة العسكرية، واللواء اللوجستي، فوج الأشغال المستقل. بالنسبة للشرطة العسكرية هي ممسوكة ولا خوف من أن تتصدى لنا».
هنا اقتربت ناريمان وقالت: «لقد طلبت لكم غذاء وسيصل مروان وحسن بعد الظهر حوالي الساعة الثالثة».
هنا نهض الجميع وانتظروا وصول الغذائ الذي طلبته المرأة الوحيدة بينهم من خارج المنتجع.
وصلت علب الأكل والمشروبات غير الروحية، ولكن جورج بم ينتظر خروج السائق الذي أوصل الطعام ليدخل إلى الداخل ويحضر زجاجة نبيذ أحمر، وقال مداعباً بعد خروج السائق :« كان علينا أن نطلب بعض المشروبات وإلا اعتقدوا اننا سلفيين وجعلونا تحت المراقبة».
بعد الأكل وفيما محمد وانطوان يتناولا فنجان قهوة توقفت سيارة بعيداً عن الشاليه ونزل منها حسن ومروان ويرافقهما … فرنسوا.
اصفر لون ناريمان … وبلعت ريقها وارتجفت يدها الت يتحمل فنجان قهوة.
كان وجه حسن لا يعبر عن أي شعور بينما مروان كان يمازح فرنسوا.
تبين لناريمان أن جميع المجتمعين حولها يعرفون رجل المخابرات الفرنسي…
(يتبع)