انقلاب في لبنان – صعوبات التحضيرات العملية (الحلقة ٦)
صعوبات التحضيرات العملية
شخصيات الرواية بتسلسل ظهورها:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة
خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي
ناصيف: زوج ناريمان
روبير: مخابرات فرنسية مدير العمليات الخارجية
رولان: مدير الأمن العسكري اللبناني
طانيوس: جندي بحري هو مرافق مروان
ليديا: الخادمة الفيلبينية تعمل لدى ناريمان
يمكن العودة إلى الحلقات السابقة على نفس الصفحة
استفاقت ناريمان باكراً يوم السبت التفت إلى سرير زوجها في الغرفة المقابلة فوجدته فارغاً. سارعت إلى غرفة الطعام فإذا به جالساً يقرأ صحفه . صبخته وتوجهت نحو المطبخ. ونادت على ليديا الخادمة الفيلبينية لتحضر لها عصير الليمون فيما هي تقرأ رسائل الهاتف المحمول.
رسائل كثيرة تجمعت في هاتفها خلال غيابها في قبرص، إذ أنها تستعمل شريحة مختلفة خارج البلاد حسب نصائح شركائها رجال الأمن. تساءلت ما إذا كان من الضروري أن تشتري هاتفاً آخراً بعد أن تسارعت الأحداث وبات من الضروري التواصل اليومي مع الانقلابيين. تذكرت أن لديها أيفون قديم. دهبت ووضعت الشريحة الخاصة في الهاتف القديم. وما أن أدارته حتى وصلتها رسالة معنونة «مستعجل».
قرأت: «علينا أن نجتمع بسرعة نعتمد عليك لتجدي مكان للاجتماع». وفي رسالة ثانية تبدو مرتبطة بالأولى: «سنكون حوالي عشرة أشخاص بيننا الأساتذة». ورسالة ثالثة: «الاجتماع في بيروت … أو لبنان- مستعجل». ورسالة رابعة: «الاجتماع اليوم أو غداً».
رشفت جرعة من عصير الليمون وفكرها مشغول في مسألة الاجتماع. التفت زوجها نحوها وسألها « كيف كانت رحلتك إلى قبرص؟ … إلى لارنكا». فأجابته من دون تفكير:
– لارنكا قبرص نفس المكان …
– لا إذا قلت في قبرص يمكن أن يكون في القسم التركي أو اليوناني …
– بمعنى أنك تمازحني عند الصباح…
ضحك ناصيف اقترب منها وهو يستعد للتوجه نحو الحمام، ووضع كافة الصحف أمامها وانكب يقبل رأسها. وفيما هو يبتعد خطرت لها فكرة أطلقتها من دون تردد: «غداً سأقيم حفل استقبال في منزلنا ما قولك…؟».
ابتسم ناصيف دون أن يلتفت إلى الوراء وقال :«عظيم عندي زوار من الأردن يمكننا أن ندعوهم أيضاً…».
لم تجيب ناريمان سوى بسؤال لا معنى له: «تراها فكرة جيدة…؟ لم تسأل من هم الضيوف؟».
عاد ناصيف أدراجه وحلس على طرف الكرسي وطلب من ليديا فنجان قهوة.
– من هم الضيوف ؟
– تعرف قسم منهم…
– من ؟
– ولا لا توجد نساء فلا تتحمس…
– فقط رجال ؟ قالها بدهشة بادية.
– مروان وانطوان وفارس … قاطعها:
– وجورج بالطبع ….
– جورج …
– ما زلت مغرومة به …
– ناصيف ! ناصيف ! قالتها بدلع كبير … وتابعت : قصة قديمة لقد تزوجنا منذ ٢٨ سنة وما زلت تذكر جورج… بربي أنت غريب…
– حسناً وما هو هدف هذا اللقاء…
– عندهم أشخاص يريدون أن تتعرف عليهم… أنت
– وتتصرفين من دون سؤالي …
– هؤلاء أصدقاء معارفهم مهمين لك ولنا…
نهض ناصيف وتوجه هحو غرفته … لحقت به ناريمان وهي تسأل نفسها ما إذا كان الوقت مناسب لكشف ما هي بصدده…فكرت ملياً فيما يتناهى لها خرير الماد في المغطس في غرفة حمام زوجها.
خطرت على بالها فكرة جهنمية. منذ خمس سنوات عندما انتقلا إلى هذه الشقة الجديدة المؤلفة من طابقين والمطلة على مسبح سان جورج، بات كل منهما يناف في غرفة منفصلة وله حمام منفصل… وهو ما كان يتعجب له أولادهم، ولكنهما أصرا أنهما يودان أن يكون هذا القسم من نزل لهما بشكل حر.
توجهت إلى الباب الفاصل بين غرفتيهما وبين بقية المنزل. فأغلقته وأدارت المفتاح. ثم خلعت كامل ملابسها وتوجهت عارية إلى غرفة حمام زوجها.
رآها ناصيف في المرآة. فتعجب ولكنه وقف مشدوها فزوجته ما زالت جميلة جسدها جميل جداً…منذ سنوات لم يراها عارية.
نزلت ناريمان في المغطس وهي تبتسم ابتسامة شيطانية وقالت:
– آتسمح لي ؟
– لقد غطست وتسألين…
– ألا تريدني أن أكون معك … الآن…
– بطني كبير ولم يعد المغطس يسعنا …كما في السابق!
ولكن ناصيف تردد في خلع البيجاما والتعري… فعضوه لم يتحرك، ولا يريد أن تراه زوجته عاجزاً… سألها:
– ماذا تريدين؟
– لا أريد شيء ولكني أريد…
– تريدين أم لا تريدين…؟
– لا أريد ماس ولا ذهب…
– ماذا ؟ ماذا وراء هذا الاجتماع…
أعجبت ناريمان من ذكاء زوجها وأحبت في هذه اللحظة أن يلتصق جسدها بجسده. تذكرت أنها اختارته لذكاءه وليس لثروته، فهي كانت دائما معجبة بسرعة بديهته وذكاء الحاد. قررت الاستفادة من لفتته الذكية. فقالت:
– سيأتي مع الأربعة الذين ذكرتهم لك كل من محمد وهو ضابط في الجيش وحسن وهو …
– أعرفه مدير الأمن العام…
– وسامي …
– ضابط الركن… ما هذا تحضرون انقلاب ؟؟
ضحك ناصيف وهم بالجلوس على طرف المغطس وعيناه مسمرتان على نهدها وتفكيره موجه نحو عضوه الذي لا يتحرك قيد انملة رغم جمال زوجته هذا الجسد الذي يتماوج مع مياه المغطس. سأل نفسه، فيما هو يبدو مهتما بما تقوله زوجته، كيف قبل يومين في جنيف استطاع أن يمارس الجنس مع امرأة من أوكرانيا أرسلتها له شركة متخصصة، واليوم هو عاجز أمام جسد زوجته الذي يجدها الآن أجمل من الأوكرانية. لماذا؟ تساءل؟
– نعم نحضر انقلاب…
لم ينتبه ناصيف إلى المعنى الذي حملته إجابة ناريمان. كررت:
– ناصيف … نعم نحضر انقلاب وأمنت لك دوراً في مستقبل لبنان…
– دور لي ؟ قالها بشبه صراخ… وتابع: أنا مصرفي لست رجل سياسة… احمر وجهه وتابع: هذا جورة هو الذي يريدك أن تدفعيني إلى التهلكة… انقلاب في لبنان… بلد الميليشيات… ألف ميليشيا وألف مذهب وطائفة… هذا بلد لا يمكن أن يحصل به انقلاب…
لم يعد ينظر إلى جسدها. ذهب تفكيره نحو المصرف والانعكاسات التي يمكن أن ترتد على ما بناه والده وعمه حين هاجرا من حلب في منتصف القرن الماضي عندما بدأت حملة التأميم في سوريا. جلس على طرف المغطس بعد أن هم بالنهوض يفكر بما يمكن أن يحصل لهم.
نهضت ناريمان واقتربت منه عارية ونقاط الماء تتدحرج بين نهديها وعلى بطنها، اقتربت حتى أن بطنها بات قرب انفه. وضعت يدها على رأسه العاري من الشعر. ولم تنطق بأي كلمة.
لم يستطع ناصيف إلا أن يعانقها من وسطها ويتحسس مؤخرتها الجميلة. تذكر أنه منذ سنوات لم يلامس هذا الجسد. زادت حركة يده تداعب مؤخرتها. أحس بأن عضوه يتحرك قليلاً. فوضع خده على بطنها البض وتنفس. عندها تكلمت:
– هذا اجتماع فقط نتحدث به عن أحوال لبنان وعن السياسة. نحن في بلد حريات ولنا الحق في استقبال من نريد. ثم أضف إلى ذلك نستقبل من هو من المفروض أن يتحرى على الناس مروان من أمن الدولة وحسن من الأمن العام … ترددت قليلاً فتابع ناصيف:
– وجورج مدير الشرطة…
– نعم وبعد ذلك ليس هناك من شيء مقرر فقط حديث…
تكلم ناصيف ولكن في موضوع آخر:
– هل هو صحيح أنه لم تعد بينك وبين جورج أي علاقة…
لم تتردد ناريمان ابتعدت عنه وقالت:
– أحدثك بأمر مهم وتأتي بقصة جورج…
– أريد أن أتأكد من ذلك فهذا يقلقني…
– وإذا قلت لك عندي عشيق غير جورج ماذا تقول؟؟
– أقول أن عشيقك عنده ذوك وحظ كبير … قالها وهو ينظر إلى المثلث ما بين فخذيها بنهم وحسرة.
ضحكت ناريمان واقتربت منه وقبلته على أنفه فيما هي تستعيد ذكريات شاليه لارنكا ونظرات جورج فيما هي تجلس فوقه وهو يردد «كم أنت جميلة…كم أنت جميلة».
وفيما هي تهم بالخروج حمام زوجها التفتت وقالت:
– سيأتي اساتذة من الجامعة أيضاً …
– ….
– لا تسألني لا أعرفهم. غدا السبت لا تأخذ أي موعد بعد الساعة السابعة… والأفضل أن لا تذهب إلى الحمام العسكري لتلعب ورق… وهذا يجنبك الكذب إذا سألك أحد ما أنت فاعل…
(يتبع)