انقلاب في لبنان-هل الشعب اللبناني يريد تغيير النظام؟ (٩)
هل الشعب اللبناني يريد تغيير النظام؟
شخصيات الرواية بتسلسل ظهورها:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة
خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي
ناصيف: زوج ناريمان
روبير: مخابرات فرنسية مدير العمليات الخارجية
رولان: مدير الأمن العسكري اللبناني
طانيوس: جندي بحري هو مرافق مروان
ليديا: الخادمة الفيلبينية تعمل لدى ناريمان
منير: استاذ جامعي (اقتصاد وإحصائيات)
شربل: استاذ جامعي ( سياسة وإدارة أعمال)
بشارة: استاذ جامعي (قانون وحقوق)
جون: فيليبيني زوج داليا يخدم في منزل ناريمان
يمكن العودة إلى الحلقات السابقة على نفس الصفحة
استمع الجميع إلى ما قاله فارس حول الشعب والجيش ولكن لم يبدي أي منهم تجاوباً…
تابع بشارة:
– ليس بالضرورة، حسب شروحاتي القانونية، أن يكون الجيش وراء الانقلاب أو الثورة لتصحيح مسار حكم البلاد…
– ولكن لا أحد غير الجيش يستطيع قلب النظام! قاطعه محمد قائد لواء مدرع…
– معك كامل الحق.
هنا تدخل سامي ضابط الأركان:
– نتفق جميعا أن تحرك الجيش يجعل الانقلاب سلمي…
ابتسم ناصيف، وتحرك في مقعده كأنه يتململ. تابع سامي:
– نعم! تحرك الجيش يمنع الفوضى، ويسمح بتداول سريع للسلطة … أو لنقل يسمح بوضع نظام جديد مبني على انتخابات يكون الجيش ضامن لها.
ناصيف:
– ولكن كيف يمكننا أن نتأكد من أن الشعب يريد تغيير النظام؟ … وذلك بغض النظر عن الفساد. ألا تعتقدون بأن الشعب اللبناني بات معتاداً على الفساد والفوضى ولا يريد للأمور أن تتغير؟
فارس: يجيبك على هذا السؤال الدكتور منير استاذ الاحصائيات والاقتصاد في اليسوعية… تفضل دكتور.
ابتسم منير ورفع نظره عن لوحة كان يتأملها في الصالون، ومر نظره على ساقي ناريمان البيضاء، ثم انتقل إلى وجه سامي الجالس على يساره، وبدأ شرحه:
– السؤال حول ما يريد الشعب سؤال لا تستطيع الإحصائيات ولا العلوم الإجابة عليه. ولكن … الأرقام والدرساست يمكن أن تشير إلى توجه عام في لحظة معينة، وتراكم الإشارات الملتقطة حول هذه التوجهات يمكن أن يعطي رسماً بيانياً لما يدور في خلد نسبة كبيرة من أفراد الشعب… من هنا أهمية الإحصاء واستفتاءات الرأي خصوصاً استفتاءات الرأي غير الموجهة…
قاطعه ناصيف:
– ماذا تقصد بغير الموجهة؟
– لا بد سيد ناصيف أنك تدرك أن السؤال هو الذي يستجلب الجواب… مثال على ذلك: تسأل المستفتين :«هل تريد تغيير النظام؟» يأتيك الجواب بـ«لا». تسأل :«هل الفساد يحتم تغيير النظام؟» يأتيك الجواب بـ«نعم». تسأل: «هل تغيير النظام يقضي على الفساد؟» يأتيك الجواب بـ«لا»!
– غريب! قالها ناصيف وهو يدور بنظره على جميع المتحلقين حوله. تابع منير:
غريب وليس غريب هذا الأمر، ولكن هناك تفسيرات لذلك وهناك معالجات لهذه الأمور حتى تعكس استفتاءات الرأي حقيقة رغبات الجموع. يتم ذلك عبر بعض القواعد الأساسية في علم الاستفتاء، منها «جعل الأسئلة متناقضة حيث يمزج السهل بالمعقد» لنعود إلى الأمثلة الثلاثة التي ذكرتها نضيف عليها سؤالاً رابعاً «لهل استفحال الفساد يدفعك للثورة» وبعد مجموعة من الأسئلة البعيدة جدا عن مسألة الفساد والثورة مثل االطائفية أو حسن الإدارة والضرائب… نعود من باب سؤال جديد «هل تلوم شعوب قامت بثورات بسبب الفساد؟» ثم بعد عدة أسئلة في مجالات أخرى تضع سؤالاً بعيد يسمى «البعيد القريب» على سبيل المثال: «هل مستقبل أولادك مرتبط بتحسين إدارة البلاد والتخلص من الفساد؟» ثم بعد عدة أسئلة متنوعة تعود إلى مسألة الفساد فتسأل «هل تقبل بأن تتغير طريقة إدارة البلاد لحفظ مستقبل أولادك؟».
ترون أن مجل هذه الأسئلة تدور حول هدف واحد ولكن تم تحويرها كيف لا ينتبه المستفتى بأننا نريد معرفة رأيه بتغيير النظام. من هنا سيد ناصيف نرى أن طريقة طرح الأسئلة ومضمونها تغير تغييراً جذرياً الإجابات.
وعمل الخبراء هو«استنطاق النتائج» لاستخلاص حقيقة ما يدور في خلد المجموعة المستفتاة.
– وهل قمتم بذلك العمل دكتور؟ سألت ناريمان.
– نعم !
– وما هي النتائج؟ سبقت ناريمان الجميع لطرح السؤال.
– مختصر مفيد الشعب يقبل بتغيير النظام…
– جيد ! مرة ثانية استعجلت ناريمان التعليق…
– جيد ولكن الشعب لا يريد تغيير للنظام في حال تسبب ذلك بعنف.. وإسالة دماء… أي أن الشعب في هذا الوطن يقبل بالفساد لأنه لا يريد سفكاً للدماء…
صمت الجميع. كسرت ناريمان الصمت:
– إذا التهديد بالويل والثبور من قبل الحكام وتأجيج النزاعات السياسية ودفعها نحو شفير التقاتل من قبل سياسييننا هو فقط لترويع الشعب ليقبل بالفساد…
– نعم! نعم ! نعم !
رددها المجتمعون…
(يتبع)