جهل إعلامي خارجي أثناء تغطية جغرافية القدس القديمة
عيسى قواسمي، كاتب فلسطيني مقدسي، يشرح بالتفصيل ويعطينا صورة كاملة متكاملة عن جغرافية القدس، لكي لا تبقى الأمور مبهمة للمشاهد العربي وألأجنبي، بالأخص في ظل “القتل المتعمد” ليس للبشر فقط، بل لتاريخ فلسطين وجغرافيتها . هنا يتكلم عيسى عن الأسباط، باب الأسود، باب السباع وبعض الحقائق الأخرى التي أغفلها الأعلام متعمدا وعن سابق إصرار وخبث وترصد.
حاورته ديانا الزين (خاص)
كم بابا للقدس؟ وكيف الدخول إلى المسجد الأقصى؟
ملاحظة هامة جدا قبل البدء ( أبواب سور القدس الثمانية ندخل منها الى أحياء القدس القديمة وليس مباشرة الى المسجد الأقصى الذي ندخل إليه من أربعة عشر بابآ ) .
لفت نظري طيلة الأيام السابقة الجهل الإعلامي الخارجي أثناء التغطية حول جغرافية القدس القديمة وعدم التمييز بين ابواب سور المدينة وأبواب المسجد الاقصى ، وهي إشكالية تربك المتلقي او اي إنسان من خارج القدس وخارج فلسطين بشكل عام .
ما الذي دفعك إلى الكتابة عن الموضوع؟
صياغة الخبر الإعلامي او الصحفي تتطلب خبرة ومعرفة تامة بالمكان الذي تجري به الأحداث لكي تصل الصورة كاملة حول كل المجريات ، فلا يعقل ان تنقل فضائية لها وزنها ان المقدسيين قد اقتحموا باب الأسباط وهم الان على مشارف الاقصى .
ولكي تتضح صورة المكان اكثر وجدت نفسي كمقدسي بصدد الكتابة عما هي عليه الصورة اليومية للأحداث عند باب الأسباط والذي أصبح مكانا يأتي اليه المقدسيون يوميا منذ الفجر الى ساعة متأخرة من الليل للصلاة خارجه وداخله رفضا للبوابات الإلكترونية التي نصبت عند ثلاثة ابواب من المسجد الاقصى بعد العملية الأخيرة .
كيف يتم الدخول إلى المسجد الأقصى؟
يتم التجمع الأكبر خارج باب الأسباط الشرقي الحيوي من المدينة والذي تأتيه الوفود القادمة من كل القرى المحيطة بالقدس .
هنا التواجد الإعلامي المكثف من كل الفضائيات المحلية والعربية والأجنبية وهنا تجرى المقابلات وتكتب التقارير وتلقى الكلمات .
وهنا يتوافد اهل المدينة من خارج السور للتضامن واقامة الصلوات الخمس يوميا والخطب والدروس مثل ما كان يحدث في ميدان التحرير بمصر . وهنا تصدح الحناجر بالدعاء مصحوبا بالقهر على حال بات يمنع المصلي من السجود فوق البلاط المملوكي داخل باحات الحرم
قهر ولد عزيمة لم تكن حتى في احلك الاوقات حرة .
يأتي المواطن المسن والعامل والطالب والمثقف وربات البيوت ورجال الاعمال والكتاب والمسرحين والفنانين ورجال السياسة ورجال الدين واعضاء الكنيست العرب والفضائيات والصحف العبرية ايضا حتى زعران القدس القديمة تجدهم بالمقدمة اثناء المواجهات فهم ادرى بالأزقة والاقصى .
ينتشر جنود وشرطة الاحتلال بكل مكان لحراسة البوابات الإلكترونية، خاصة تلك التي نصبت داخل ساحة الغزالي من داخل باب الاسباط، ومباشرة امام باب الاقصى من جهة مئذنة باب الأسباط .
إن رفض المقدسيين الدخول للصلاة عبر البوابات الإلكترونية دفعهم للصلاة خارج ابواب الأقصى ولا يقتصر ذلك على الأزقة المحيطة بباب الأسباط إنما بشكل عام تتم الصلوات عند اغلب ابواب المسجد الاقصى ومنها باب حطة وباب المجلس وباب السلسلة وباب سوق القطانين .
الان وبعد العملية يتم حاليا اغلاق كل من باب الملك فيصل وباب الناظر وباب الغوانمة ولا يسمح الدخول منهم بتاتا .
وبصدد التكاتف الاجتماعي تقوم نسوة البلدة القديمة بالطبخ يوميا للمرابطين والمصلين كل في مكان تواجده عند الأبواب وذلك في ظاهرة إعتاد عليها اهل القدس في المحن .
ما هي التحركات اليومية التي يقوم بها المقدسيون؟
تبدأ الأحداث يوميا منذ الفجر لكنها تصل عنفوان المواجهة بالعادة بعد الإنتهاء من صلاة العشاء فعلى سبيل المثال أصيب يوم الثلاثاء الماضي فضيلة الشيخ عكرمة صبري واربعة عشر مصليا عند باب الأسباط بعد مواجهات عنيفة على اثر رفض المصلين الخنوع لقوات الاحتلال
وللتعريف اكثر وبعد باب الأسباط نتجه مباشرة الى اليسار نحو ساحة الغزالي ، ومنها ندخل باب الاسباط الداخلي احد ابواب الاقصى غير بوابة الأسباط الخارجية التابعة لسور القدس ومن يمين البوابة نرى درجات بوابة برج اللقلق وسبيل ماء عثماني يسمى سبيل ستنا مريم بناه السلطان سليمان القانوني مع ثمانية سبل ماء اخرين موزعين داخل للقدس القديمة. ثم يبدأ سور الكنيسة الصلاحية او القديسة حنة، والتي يروى ان السيدة مريم العذراء ولدت في مغارة داخلها، وهنا يسمى هذا الطريق بطريق المجاهدين نسبة الى من جاهد مع صلاح الدين ودفن هنا مقابل باب الملك فيصل ، ثم ندخل قنطرة باب حطة والتي تؤدي الى باب حطة احد ابواب الاقصى من اليسار ومن اليمن الى سوق وبيوت حارة باب حطة .
ومن بعدها نجد انفسنا امام قنطرة باب الملك فيصل الذي كان يسمى قديما باب العتم ، وعلى يمينه نصعد الدرجات الى عقبة درويش التي نأتيها من باب الساهرة .
عند باب الملك فيصل تنتهي طريق المجاهدين وتبدأ طريق درب الالام ، عند كنيسة الجلد والتي بداخلها كان بيت ومقر الحاكم الروماني بيلاطس الذي رفض النطق امام اليهود بالحكم على المسيح بالصلب . وذلك امام المدرسة العمرية عند بنك الدم في طريق باب الغوانمة مقابل طريق الراهبات.
ما المتوقع ليوم الجمعة من تطورات؟
وتيرة التطورات اخذة بالتسارع نحو الحسم إذ أعلنت المرجعية الدينية المتضامتة بالميدان عن قرار بإغلاق مساجد القدس كافة يوم غد الجمعة مطالبة اهل القدس بالزحف للصلاة في الاقصى ، واليوم اعلن في يافا عن النية باغلاق مساجد يافا القديمة والصلاة بالاقصى .
كما بدأت ليلة أمس صلوات الشوارع في بعض مدن الضفة بدايتها كانت مدينة بيت لحم .